سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحقوق الثقافية تائهة بين غياب المثقفين وحضور المسئولين جمال فهمي : وضع القوة الناعمة بائس والمؤسسات الشعبية العريقة تحولت ل "خرابات" يسري العزب : سيطرة أصحاب الثقافات الهدامة على الدراما تجلت فى مشاهد البلطجة والجنس والمخدرات أمل الصبان : نرسخ " العدالة
تعد الحقوق الثقافية فئة الجيل الثالث من حقوق الإنسان سواء المدنية أو الثقافية أو السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية كوحدة واحدة متداخلة ومترابطة ومتساوية في الأهمية بالنسبة إلى الكرامة الإنسانية .. فالحقوق المدنية والسياسية تحرر الإنسان من الخوف والحقوق الثقافية والاقتصادية والاجتماعية تحرره من الحاجة. ورغم ذلك ، لم تحظ الحقوق الثقافية بنفس الاهتمام والمكانة التي حظيت بها الحقوق المدنية والسياسية، والتي أخذت قدراً كبيراً من الوعي العام ، مما جعل موقعا للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية يأتي في المرتبة الثانية من الناحية الفعلية. خاصة أن "إعلان الحقوق الثقافية للإنسان" مصطلح جديد أضيف إلى معاجم الحقوق الإنسانية السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وذلك بعد تحديد استغرق أكثر من ثلاثين عاما ! فقد بدأت المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) العمل على دراسة هذه الحقوق وتعريفها منذ عام 1968، ولم تتوصل إلى وضع صيغتها شبه النهائية إلا عام 1998 حين أصدرت "مشروع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الثقافية" الذي تبين لاحقا ، أنه بحاجة إلى نصوص إضافية مكملة ، تغطي مسألة التنوع التي ظهرت على شكل ملحق أصدرته اليونسكو في عام 2001 تحت عنوان " الإعلان العالمي حول التنوع الثقافي". وحول الحقوق الثقافية وغياب المثقفين وظهور بعض أنصاف المثقفين على الساحة الثقافية و السياسية والإعلامية وتغيبهم للثقافة والإبداع والرقى واستحواذ الدراما التليفزيونية على أعمال البلطجة والمخدرات والجنس وضرورات الحل استكملت "الأخبار المسائى" الحلقة الثانية من أجيال حقوق الإنسان. منظومة الحقوق قال جمال فهمى , أمين عام اللجنة الثقافية بالمجلس القومى لحقوق الإنسان , إن منظومة الحقوق الإنسانية متكاملة سواء السياسية،الاقتصادية ،الاجتماعية أو الثقافية وأى اختلال فى هذه الحقوق يؤثر على تمتع المواطنين بالحقوق الأخرى ولن تكن هناك حقوق ثقافية بدون الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية فلن يتواجد الحق فى التعبير الحر بدون كفالة الحقوق السياسية . وأشار فهمى إلى أن الوضع الثقافى ليس على ما يرام ومحاط بترسانة من قوانين وتشريعات موروثة من عقود الاستبداد وقد أصبح الاجتهاد طريقاً إلى السجن فقد صدرت أحكام بالسجن على إسلام بحيرى وفاطمة نعوت وأحمد ناجى بسبب آراء واجتهادات شخصية .. قائلا الأجواء لا تشجع على التطور الحقيقي للحقوق الثقافية للمصريين من تلقى الثقافة والإبداع وتقديم غذاء العقل والروح للمواطنين مؤكداً أن الثقافة هى القوة الناعمة لمصر وكلما ترسخت الحقوق الثقافية التى تحض على العلم والإبداع والفن والجمال كلما تقدم المجتمع مشددا على أن الثقافة حق أصيل مرتبط بالتعليم الجيد وتوافر مقومات الصحة والسكن .. متابعا ومهما وفرت الدولة من مرافق ثقافية لن تصل الثقافة للشعب بسبب بؤس التعليم.. قائلا وضع الحقوق الثقافية والفكرية فى مصر ليس على أفضل حال ولابد من التصدى الحقيقى والمتكامل لظاهرة الفقر وتدهور مستوى التعليم والأوضاع الاقتصادية البائسة التى تعيشها أغلبية المجتمع ..مؤكدا أن الدولة المصرية تمتلك المؤسسات الثقافية الشعبية العريقة لكنها لا تستخدم أفضل استخدام فقد انهارت إبان عهد مبارك وتحولت إلى خرابات وأهملت بعد ثورة 25 يناير ومازال الاهتمام بها غير كاف ..وطالب فهمى بإطلاق حرية التعبير وتطهير التشريعات المقيدة للإبداع وحرية الرأى من أجل إصلاح حال الثقافة البائس مشددا على أن ضمانة الحريات كفالة للحقوق الثقافية. المثقف المصرى وقال الشاعر الدكتور يسرى العزب رئيس دار الأدباء , للأسف لقد خرج المثقف والمبدع المصرى من أكثر من أربعين عاماً من قيادة التغيير وتغيب عن التأثير الثقافي بسبب غياب حرية التعبير عن الرأي التى هى مبدأ أساسي تقره كل اللوائح والقوانين المحلية والدولية فضلا عن حالة إشاعة الفساد الاقتصادي والإفساد الأخلاقي وهو ما تسبب فى حالة التجريف الثقافى والعقل والإبداع المصرى كمثل ما حدث للتجريف الزراعى وبوار الأرض الزراعية الخضراء . وقال العزب , الحمد لله شعب مصر العظيم خرج لأول مرة فى ثورة 25 يناير ضد الفساد والطغيان مطالباً بحقوق الإنسان المصرى وهو ما يعمل عليه الرئيس الذى أحبه عبد الفتاح السيسى والحكومة الجديدة على عودة الثقافة المصرية من جديد. وحول ظاهرة غياب المثقفين عن المشهد العام وسيطرة أنصاف المثقفين على المشهد السياسى والإعلامى أكد الدكتور العزب أنه بالفعل تغيب المثقفون منذ عقود وانشغلوا بمصالحهم الخاصة وانقادوا للسلطوية دون مقاومة واجبة عليهم إلا أن الشعب المصرى كان أكثر وعيا وجرأة وثار على الحكام المستبدين والمثقفين الخانعين معاً فقد خرج أغلبية الشعب المصرى رافضة تقوقع القلة المثقفة فقد أثبت الشعب أنه أكثر وعياً وثقافة من أشباه المثقفين . وانتقد العزب استمرار غياب المثقفين عن المشهد العام حتى سيطر أصحاب الثقافات الهدامة على المشهد الإعلامى وهو ما تجلى فى سيطرة البلطجة والمخدرات والجنس على المشهد الدرامى والأعمال الفنية . وطالب العزب بإعادة النظر فى النظام التعليمى المصرى الذى أفسد ،وعودة الاهتمام بالتعليم والثقافة والإبداع والفن الراقى والشعر والقصة والموسيقى مرة أخرى مشددا حتى ينهض العقل الجمعى المصرى مرة أخرى . الأعلى للثقافة وقالت الدكتورة أمل الصبان الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة , إن وزارة الثقافة تقدم الخدمات الثقافية كما يعمل وزير الثقافة حلمى النمنم على تفعيل مبدأ " العدالة الثقافية " من خلال نشر الثقافة لجميع فئات الشعب بداية من إصدارات الكتب وتفعيل " سور الأزبكية للكتب " كل يوم سبت فى المجلس الأعلى للثقافة لعرض مختلف إصدارات وزارة الثقافة وبتخفيضات تصل إلى 70 % كما نعمل على فتح معارض الكتب فى جميع محافظات الجمهورية فضلا عن الخدمات التى تقدمها الهيئة العامة لقصور الثقافة ومراكز الشباب للأطفال والشباب من خدمات وأنشطة ثقافية وورش عمل للفنون ..وقالت الدكتورة أمل إن وزير الثقافة وافق على دعم صناعة السينما وكذلك المسارح حتى تصل الفنون الثقافية الهادفة إلى المواطن وتكون فى متناول الجميع. وأوضحت أمل أن سياسة الوزارة تهدف إلى حل المشكلات التى واجهت بعض قصور الثقافة فى الفترات الماضية وفتحها وتطويرها فضلا عن إحداث العدالة الجغرافية فى جميع المحافظات والمدن والقرى بالإضافة إلى تفعيل التعاون بين وزارتى الثقافة والشباب لدعم الخدمات الثقافية للشباب ومجالات تدريب الشباب مشيرة إلى أن الثقافة متعددة المجالات وليست كتاب فقط ولكنها ثقافات سمعية وبصرية ومقروءة. وحول انتشار ظواهر البلطجة والمخدرات والجنس بالدراما التليفزيونية قالت الدكتورة أمل الصبان الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة إن هذه الظواهر مرفوضة من الوزارة، ورفضت من المجتمع وهو ما يعد ظاهرة إيجابية ترفض السلبيات وتطالب بالإيجابيات ،مما يؤكد أن هناك حالة وعى فى المجتمع يرفض ما لا يتناسب مع ثقافتنا ويطالب بالنموذج الراقى وليس الفهلوى والبلطجى ..وأرجعت أمل أسباب الظاهرة إلى تفشى البلطجة والفهلوة وما ورائها من أسباب الجهل إلى المشاكل السابقة فى التعليم والثقافة وهو ما تجلى بالثورة على تلك الأسباب . وحول غياب المثقفين وظهور أنصاف المثقفين وتغييبهم للعقل والوجدان أوضحت أمل أن الثورات طالبت بالتغيير ورفضت كل ما كان موجوداً سواء كان كفء أو فاشل وفى خضم التحول الديمقراطي لهذا التغيير جاء بشخصيات ليست على المستوى المطلوب ولذلك نحن نطالب باستمرار التنقية حتى لو بشكل تدريجى لأن إرادة الشعب هى المنتصرة من أجل تحقيق الحقوق الثقافية بكل ما من شأنه حماية وتعزيز الحقوق الثقافية للإنسان، وضمان ممارسة هذه الحقوق، وكذلك نشر ثقافة حقوق الإنسان بصفة عامة وترسيخ قيمها.