أتابع مع الجميع كل ما يجري علي أرض مصر من أحداث متلاحقة ومحاولات القوي السياسية للفوز بكعكة الثورة والانتخابات القادمة. كما أتابع المجازر التي يرتكبها بشار بن الأسد ضد الشعب السوري الأعزل وكيف دخلت المجنزرات والدبابات السورية إلي قري سوريا بكل جسارة بينما لا يجرؤ جندي سوري واحد علي إطلاق نبلة علي أرض الجولان المحتلة. أيضاً أتابع الجنون اليمني والقتل المستمر للشعب اليمني علي يد عصابة المحروق علي عبدالله صالح، وكم القتلي الذين يتساقطون يومياً وكل ذنبهم أنهم يطالبون بالحرية. كل هذا أتابعه وأكثر.. ولكن ما أتابعه بقلب يتمزق أحداث الصومال والشعب العربي هناك. في الصومال.. كلمة مأساة بالتأكيد لا تعبر عن سير الأحداث هناك. الجوع غول مطلق السراح وكأنه وحش كاسر انطلق لينهش أجساد الجميع نساء وأطفال ورجال وشيوخ. المشاهد التي تبثها للأسف القنوات الإخبارية الأجنبية تدمي القلوب والعيون.. والأخبار التي تأتي من الصومال لا يصدقها عقل. الآباء والأمهات يقتلون أطفالهم قبل أن يلتهمهم الفقر(!).. هكذا كان الخبر المرير. إلي هذا الحد وصلت الأمور في الصومال.. كيف يستطيع أب أو أم أن يقتل فلذة كبده حتي يحميه من الموت جوعاً؟! أي مشاعر يكون عليها الآباء والأمهات في تلك اللحظات.. إنها المأساة الحقيقية للإنسانية ووصمة عار علي كل من يحمل لقب بني آدم. تخيلوا أن في هذه اللحظات القاسية التي يقتل فيها اب أو أم.. ابنه أو ابنته.. حتي لا يموتون جوعاً هناك بشر آخرون في بلاد أخري عربية وأجنبية.. الأطفال يقومون بإطعام القطط والكلاب والفئران والخنازير! تخيلوا أن في نفس هذه اللحظات القاسية هناك أثرياء ومليونيرات يلقون بملايين الدولارات علي الراقصات وطاولات القمار في كل أنحاء الدنيا! تخيلوا أنه في نفس هذه اللحظات هناك مليار مسلم علي كوكب الأرض يتشاجرون علي دخول دورة المياه بالقدم اليمني أم اليسري، ويتناحرون علي تربية اللحية ولبس الجلابية والنقاب والخمار! تخيلوا أنه في نفس لحظة قتل الآباء والأمهات لأطفالهم الذين يتضورون جوعاً في الصومال العربية كل الحكام العرب يتشبثون بكراسيهم ويقتلون شعوبهم من أجل البقاء في السلطة. هل هذه هي الإنسانية؟ هل هذا هو الإنسان خليفة الله علي الأرض؟ عفواً نحن جميعاً سنصلي ناراً حامية مع كل طفل صومالي يذبح علي يد الفقر. ونحن جميعاً نستحق هذه النار.