لاتزال توابع مقالي السابق بعنوان "التعليم الصناعي.. سوء صنعه" تتوالي ومازالت كتيبة المقاتلين من أجل الدفاع عن حق الوطن وعن حقوق أبناء التعليم الفني الذي ينخر السوس في جسده! وسوف أترك مساحة مقالي لرد الدكتور .. طارق جاد نائب رئيس جمعية مستثمري برج العرب،وعضو مجلس إدارة المركز الوطني، والمنسق العام لمشروع التعليم المزدوج ببرج العرب، والذي وصلني منه تعليقه تحت عنوان " طلب إحاطة لوزير التعليم .. عن التعليم المزدوج" للوزير الذي يرفض حتي الآن التحدث عن الوضع المُخجل للتعليم الفني ككل في مصر، والفساد في الإنفاق فيه.. يقول د. طارق جاد " قرات مقالك عن التعليم الفني، ولابد أن تكملي الموضوع، لأنه موضوع خطير لا يمكن السكوت عليه، لأنه جريمة في حق هذا الوطن ترتكبها وزارة التعليم .. فمشروع التعليم والتدريب المزدوج "مبارك كول" سابقا، كان من أنجح المشروعات التعليمية، ولكنه مهدد بالانهيار..لأن وزارة التعليم تفكر بضم المشروع إلي الوزارة، وإلغاء دور جمعيات المستثمرين، وقد بدأ المشروع عام 1995 باتفاقية ثلاثية بين الحكومة الألمانية ممثلة في هيئة " "GT)و بين وزارة التعليم وجمعيات المستثمرين، وفكرة هذا المشروع هي تطوير التعليم الثانوي الفني، بحيث يخدم سوق العمل بأن يلتحق الطالب بأحد المصانع، ليتدرب 4 أيام في المصنع ويومين بالمدرسة، أما دور جمعيات المستثمرين فيتلخص في إلحاق الطلاب بالمصانع التابعة لها، وتوظيفهم بعد التخرج، كما يُمنح الطالب مكافأة تُدفع من المصنع تصل الي 120 جنيها شهريا، وقد قام اتحاد جمعيات المستثمرين بإنشاء المركز الوطني للتنمية.. والذي قام بدوره علي أكمل وجه بإنشاء مكاتب إقليمية للمشروع علي مستوي محافظات الجمهورية من أسوان إلي الإسكندرية، ونجح المشروع نجاحا غير مسبوق بفضل مشاركة الأطراف الثلاثة وتولي المركز الوطني إدارة المشروع بعدما أدي الجانب الألماني ما عليه طبقا للاتفاقية.. وبالفعل فقد تخرج الآلاف من الطلاب، وتم توظيفهم جميعا طبقا للعقود الموقعة مع المصانع، ولكن وزارة التعليم تعمل الآن علي ضم المشروع إلي الوزارة وإلغاء دور اتحاد جمعيات المستثمرين.. ولكن السؤال الآن هو لماذا ؟ بالتأكيد هناك سر.. فهل ذلك بسبب وجود منحة من الاتحاد الأوروبي هدفها اصلاح التعليم الفني T»ET، وكانت المرحلة الأولي منها بمبلغ 66 مليون يورو.. والتي تم صرفها وإهدارها بطريقة غير مدروسة، والآن سيبدأ تنفيذ المرحلة الثانية TVET بمبلغ 117 مليون يورو، سيتم صرفها بنفس الطريقة بإنشاء وحدات للتوظيف بمدارس التعليم المزدوج لإحلالها مكان الوحدات الإقليمية التابعة لاتحاد جمعيات المستثمرين، وكان من الأولي صرفها علي إصلاح التعليم الفني العادي، وترك سفينة التعليم المزدوج تسير بنجاح! ولكن للأسف، يأتي كل وزير ليحاول أن يسيطر علي النجاح كي ينسبه لنفسه. ولكن أُحذر من تبعات هذه التصرفات، التي ستؤدي إلي هدم المشروع، والحقيقة أنه لو تم إقصاء جمعيات المستثمرين عنه، مع زيادة الجهاز الإداري وتضخمه دون داع، حيث إنهم بدأوا في إنشاء وحدات التوظيف لتحل محل الوحدات الإقليمية.. وكان من الأولي التفكير في إصلاح التعليم الفني العادي، وتطويره بهذه المنحة وترك النجاح لأهله. وفي النهاية .. ولأن مجلس الشعب لم يتم انتخابه الآن .. فإنني أوجه من منبرك الصحفي "طلب إحاطة لوزير التعليم " وأضع هذا الأمر الخطير أمام السيد الرئيس.. والسيد رئيس مجلس الوزراء.. لفتح ملف موضوع المنحة الثانية والتعليم المزدوج والتعليم الفني العادي، لمحاسبة المسئول عن سوء استخدام المنحة الأولي والتحفظ علي ما تبقي منها، واستثماره في تطوير وإصلاح التعليم الفني العادي.. والذي أتمني أن يتم تحويله إلي النظام المزدوج، والذي ثبت نجاحه وذلك قبل انهيار النظام الوحيد الناجح في التعليم الفني المصري! مسك الكلام .. " افتحوا الملفات الصعبة المغلقة علي الفساد.. لأن رائحتها صارت تزكم الأنوف"!