لا أعرف لماذا لم تحاول السينما المصرية.. وهي التى دأبت دائما ومنذ بداياتها على تقليد السينما الأمريكية.. سواء باقتباس أفلامها أو تقليد نظام نجومها.. أو السعى إلى خلق تيار استعراضى سينمائى خاص بها.. ان تقليد ما فعلته احدى الشركات الامريكية الكبرى (مترو جولدرين ماير) التى اشتهرت بانتاج أعظم الأفلام الموسيقية والتلقائية فى تاريخ السينما الأمريكية بأن جمعت كبار نجومها فى الاستعراض.. الاحباء منهم على الأقل وطلبت منهم تقديم نماذج معينة لا تنسى من أشهر الأفلام الاستعراضية.. سواء التى قاموا بتمثيلها أو أثرت فيهم وفى مسارهم وهكذا رأينا فعلا.. فرانك سيناترا وجبن كيلى وفريد استير والزابيث تايلور.. وسواهم. يقدمون لنا نماذجا لا تنسى من هذه الأفلام.. جمعت كلها فى فيلم واحد حمل اسم (هذه التسلية) ونجح الفيلم نجاحا لم يتوقعه أحد.. مما دفع الشركة الأمريكية كعادتها مع الأفلام الناجحة بتقديم جزء منه.. ثم جزء ثالث. هذه الأجزاء الثلاثة.. أن تحمل طبعا الاسم نفسه.. تحولت لتكون مرجعا.. ووثيقة مدهشة لتاريخ الفن الاستعراضى السينمائى.. ترى من خلاله أغان ورقصات وباليهات ومشاهد استعراضية تشهد على تفوق السينما الامريكية فى هذا المجال الذى لم يقتحمه أحد بعدها.. فإلى جانب المتعة البصرية المدهشة والمتعة الفنية الخالصة يختفى الحدث التاريخى ليسجل تطور الفن السينمائى فى هذا المجال. وكيف استطاع الفن الاستعراضى الموسيقى الامريكى أن يؤكد سيادته العالمية وسيطرته على قلوب المشاهدين وعقولهم.. وكيف نجحت السينما فى أن تصبح فنا حقيقيا فى هذا المجال تقدم ما يعجز المسرح عن تقديمه.. من متعة وابهار وفن.. اطلق عليه الامريكيون ببساطة التسلية entertaimant بكونها الكلمة التى يمكن أن يجمع هذا كله. وهكذا مثلا رأينا فى الجزء الأول مقاطعا من استعراضات ببسى بركلى وزيجفلد العظيم ورقصات متربداستيو وجنجر روجرز الاولي.. وراقصة الكلاكيت الكبيرة اليانور بادل.. ثم غنائيات جانيث ماكدونالد ونلسن ايدى التى لا تنسى قبل أن تصل إلى استعراضات جين كيلى المبهرة دائما فى جودى جارلاند.. وظهور استر ويليامز واستعراضاته المائية المبهرة وبدء ظهور المغنيات السود أمثال ليناهورن أو الراقصات المدهشات أمثال ان ميلو.. ووصولا إلى الباليهات السينمائية التى قدمها فنست مينللى بصورة لا تنسى وانتهاء بدخول الموزيكالى المسرحى الى السينما بأسلوب خاص كفيلم »شوبوت« و«جيجي» أو الموسيقيات التى قدمت خصيصا للسينما كسبعة زوجات لسبعة أخوة.. وغناء تحت المطر وأمريكى فى باريس، والتى اثبتت فيها السينما تفوقها على المسرح.. فى مجال كان دائما حكرا له. كل هذه المقاطع المدهشة اضيف إليها مشاهد لنجوم كبار خاضوا تجربة الرقص والغناء مرة واحدة فى حياتهم.. وأصبح ظهورهم بهذه الطريقة حدثا تاريخيا فريدا..كمشهد رقصة التاتا التى رقصتها جريتا جاربو فى فيلم المرأة ذات الرمجين أو رقصة لكلارك جبيل الوحيدة مع مجموعة من فتيات الكورس فى فيلم «متعة العبيط» أمام ثورى شيرر. جزء أول مبهر تبعه جزء ثانى.. ثم جزء ثالث سار على نفس الاسلوب والطريقة مما جعلنى اتساءل.. لم لن تحاول السينما المصرية تقليد هذه التجربة الرائدة المدهشة خصوصا أن أرشيف السينما المصرية الغنائى والراقص.. يحتمل أن تقدم من خلاله أكثر من جزء وأكثر من مشهد وأكثر من أغنية ورقصة لتؤكد أن السينما الاستعراضية الغنائية المصرية.. هى السينما الوحيدة التى استطاعت أن تنافس السينما الامريكية فى هذا المجال أم أن ضباب الكوميديا الشعبية التافهة قد القى ستارا حجب عن أعيننا سماء السينما المصرية الحقيقية.