إن البحث عن الإنسان.. الحر.. الصادق.. الأمين.. في تلك الأيام المريرة التي تمر بها مصر أصبح أمرا صعبا للغاية.. ثقافة الخوف والقهر التي عاشها بعض البشر علي أرض مصر الطاهرة أضاعت أعمارنا.. وأيامنا.. وحضارتنا.. وثقافتنا.. وتعليمنا.. وصحتنا.. وحاصرنا ثالوث قاتل رهيب مازال ينهش في عظامنا.. (الجهل.. والفقر.. والمرض). ليأتي يناير ليغير الملامح.. والوجوه.. ويكشف الأقنعة الزائفة.. وتعلن ثقافة الخوف عن نفسها وتظهر في النفوس أسوأ.. وأحقر.. ما في الجوف. وكان للإعلام الخاص دوراً بارزاً في تغيير الأفكار وفتح صناديق الأسرار.. وتعرية الرموز وكشف ما في قلوبهم من أطماع.. وتكالب علي الكرسي الذي كان حلما مستحيلا في السابق.. وأصبح الآن.. وهما كبيرا.. إلا أن هناك نماذج إعلامية ناضجة الفكر.. والحضور.. والقبول.. تعرف في وقت الأزمات بعقلها الواعي المستنير البحث والتنقيب عن الإنسان.. تقرأ أجندة حياته تدرس مفردات شخصيته.. تقدمه لنا بلا رتوش أو وجه باهت مغشوش. أتحدث عن الإعلامية صاحبة الوجه الحسن.. شريهان أبوالحسن التي لفتت الأنظار والانتباه إلي برنامجها الجرئ.. البديع.. (من جديد) عبر شاشة »أون.. تي.. في» لتأخذ عين المشاهد وعقله ووجدانه إلي كل جديد.. بوحي الكلمة.. وصدق الحوار.. واتخاذ القرار.. في الوقت المناسب.. واللحظة الحاسمة.. والمعني العاقل الرزين الذي يخرج من ثنايا حوارها الصادق الأمين. شريهان أبوالحسن.. بدأت مع «أون.. تي.. في» منذ نشأتها وطارت بعقلها وفكرها مع «الطيور المهاجرة».. والذي كان يصحبنا برؤية ساخرة.. جديدة.. باهرة.. إلي طرح القضايا ولم تقف ساكنة بل قدمت (إسرائيل من الداخل).. وتألقت.. وأضاءت.. مع كل طلعة نهار.. «صباح المحروسة» وتغير اسمه ليكون «صباحك يا مصر» ولكن بقيت فكرته وأهدافه كما هي. لها آراء صادمة.. صادقة.. صريحة.. قالت ذات يوم ان الفوضي في مصر طالت كل شيء وليس الإعلام فقط.. ولكن لثقتها الشديدة في الإنسان الذي هو إنسان لم يتغير ولم يتلون.. ولم يرتدي قناع البطولة والزيف والبهتان.. أعطاها تأشيرة الدخول إلي قلب كل مشاهد يحرص علي متابعتها والبحث عنها.. فالمعلومات.. والأفكار.. والقضايا مازالت لديها نظيفة.. دقيقة.. رقيقة. شريهان أبوالحسن.. مازالت تحمل عقلا صادقا.. ناضجا.. صريحا.. تبحث.. تحاور.. تجادل.. تناور.. تفكر.. لتبقي كلماتها.. عنوانها.. هدفها.. لتضع رصيدا من الأمل في عقل الجيل القادم وفيضا وجهدا من العمل.. فهي نموذج للإعلامية العصامية التي بدأت من مراسلة تليفزيونية.. لتصبح نجمة إعلامية اسمها.. ورسمها.. وملامحها تقول دائما أن من يبحث عن الإنسان الواضح الكلمات والوجه الحسن يجب أن يكون إنسانا طول الوقت وليس بعض الوقت.