منذ ان أطلت بملامح وجهها الهادئ.. المريح للعين.. وهي تعرف طريقها الي عقل المشاهد.. البداية قارئة نشرات إخبارية.. انضباط الحروف بلغة عربية رزينة مرتبة.. اعطاها مقعدا متميزا بين صفوف مذيعات الدرجة الاولي.. لتمضي بها الحياة الاعلامية الي حيث تريد بعد ان تعلمت وتتلمذت علي يد اعلاميين كبار كانوا من العلامات البارزة عبر شاشة التليفزيون. قالت ذات يوم ان الحياة محطات وخطوات.. وعلي الانسان ان يقف ويراجع نفسه كثيرا.. ليفكر في المحطات التالية.. وعليه ان يدرك ان الله لا يضيع أجر من احسن عملا.. والحمد لله فأنا راضية عن نفسي.. وعن عملي.. وكان لي رسالة وهدف ان احترام المذيع لنفسه اولا.. واحترام عقل المشاهد يأتي في المقدمة الي جانب الحرص علي مواصلة العمل وبذل الجهد وهذا هو ما كنت احرص عليه دائما طوال عملي الاعلامي وحتي الان.. عن الاعلامية المتميزة هالة أبو علم اتحدث واكتب تلك السطور.. فالملامح والصورة والطلة جاءت من اسمها الاول والبريق واللمعان والفكر يميز اسمها الثاني أبو علم.. فهي بالفعل هالة جميلة.. انيقة.. جذابة.. وعلم ناضج واع. البيت والطفولة والنضج والثقافة وحبها للفن التشكيلي والسينما والفنون عامة.. لم يأخذها من عالم السياسة والاخبار التي تفوقت في تقديمها.. لتصبح نموذجا فريدا ضمن كوكبة من المذيعات ذات النضوج العقلي والفكري بثقافتها المتعددة وتربيتها الارستقراطية الرفيعة. من اذاعة الشرق انطلقت هالة أبو علم.. فبعد ان كانت تمسك بالميكرفون لتقدم البرامج الخفيفة والمنوعات الرياضية والفنية والثقافية.. سنوات قليلة وتصبح مذيعة نشرات اخبارية.. وسنوات اخري مقدمة برامج سياسية جادة تعتمد علي الحوارات والمناقشات. وان كان الاعلام والسياسة قد اضاء لها طريقا جديدا واعطاها من الخبرات الكثير والكثير الا ان حلمها في ان تكون فنانة تشكيلية مازال يراود عقلها.. فهل سيأتي اليوم لتمسك بالريشة لترسم وتعبر عن ذاتها!! كما عبرت عن نفسها وهي امام جمهور الشاشة لترسم بالكلمات مشوار عمرها؟! السؤال مازال مطروحا.. والاجابة داخل هذا العقل الرزين.. والاسم الرقيق هالة أبو علم.