يحسب لشاشة القناة الأولي منذ بداية شهر رمضان وحتي الآن إنها تمتلك خريطة لسلسلة متميزة من البرامج الدينية سحبت البساط من كل القنوات الأخري الخاصة والعربية الأرضية والفضائية حيث نشاهد يوميا قبل الإفطار وجبة دسمة تخاطب عقول ومشاعر ووجدان الصائمين بكل عناصر المتعة مع الفن والفكر وهي الأدوات التي تجعل المشاهد يعيش في أجواء من الروحانيات العطرة التي تتناسب مع طبيعة هذا الشهر الكريم. والبرامج الدينية المتميزة التي اتحدث عنها هي »مجالس الطيبين« الذي يعده ويقدمه د.علي جمعة مفتي الديار المصرية ويخرجه خالد نور الدين و»روضة النعيم« للشيخ خالد الجندي وإخراج شكري أبوعميرة و »خلق الله« وهو يتحدث عن الآيات القرآنية التي تناولت الظواهر العلمية التي خلقها الله سبحانه وتعالي مثل أشعة الشمس وغيرها من المعجزات الأخري والمادة العلمية كتبها مجدي سليمان بوعي شديد والإخراج جاء عل مستوي فني ممتاز للمخرج أحمد مصطفي. وهناك أيضا برنامج »أرقام في الإسلام« الذي يتحدث عن الدلالات والمعاني العميقة في آيات القرآن الكريم من إعداد ريهام شعبان وقراءة وتعليق حازم أبوالسعود وإخراج سحر مصطفي ونجلاء غريب و»بشري خير« للثنائي الرائع د.محمد هداية وعلاء بسيوني ثم يقدم لنا المخرج عبدالعزيز عمران بذكاء شديد مجموعة من حلقات الداعية الإسلامي الكبير الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي حيث قام بانتقاءها من التراث الخالد الذي تزدخر به مكتبة التليفزيون ويحمل توقيع المخرج القدير عبدالنعيم شمروخ. كل ما تحدثت فيه عن برامج دينية متميزة تقودنا في تناغم وسلاسة واتقان إلي قرآن المغرب الذي يقدمه أيضا المخرج الرائع عبدالعزيز عمران انه من التسجيلات النادرة لأشهر قراء القرآن الكريم منذ بداية البث التليفزيوني في الستينيات وحتي الآن فنعيش مع أصحاب الاصوات الذهبية يوميا لعدة دقائق مملوءة بالخشوع والإيمان قبل انطلاق مدفع الإفطار. وتزدان الخريطة الممتعة للبرامج الدينية مساء كل يوم بحديث الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر في حواراته مع رضا مصطفي عن النبي الكريم صلوات الله عليه وسلم وآل البيت. إنني أحيي التليفزيون علي الإعداد الرائع لخريطة البرامج الدينية التي جعلت الشاشة الرسمية للدولة تتميز بها علي غيرها من بقية المحطات الأخري التي خطفت لنفسها البريق والتوهج واللمعان في مجال الأعمال الدرامية فقط مثلما نشاهد علي قنوات تليفزيون »الحياة« وراديو وتليفزيون العرب و CBC وغيرها من الشاشات الأخري التي تقدم اعمالا جذابة لا يقدمها تليفزيوننا بكل اسف .. ونحن ننتظر المزيد من النجاح والتألق للشاشة الصغيرة خلال المرحلة المقبلة التي يتولي فيها الصديق والاعلامي الكبير صلاح الدين مصطفي مهام منصبه كرئيس للتليفزيون المصري خلفا للاعلامية القديرة نهال كمال التي بذلت جهدا كبيرا خلال المرحلة الماضية . كالعادة كل عام في شهر رمضان تتألق شبكتا الشرق الأوسط والشباب والرياضة في البرامج والمسلسلات الدرامية وتجتهد شبكة البرنامج العام بشدة في ارضاء جميع أذواق المستمعين بينما تظل شبكة القرآن الكريم محافظة علي جاذبيتها في الاستحواذ علي اهتمام المسلمين داخل وخارج مصر ببرامج وسهرات وتلاوات وأحاديث لكبار الأئمة والدعاة وأساتذة جامعة الأزهر الذين يؤكدون وسطية الإسلام في كل ما يقدمونه من قضايا وآراء وفتاوي. وعلي الجانب تبذل شبكتا الثقافية وصوت العرب جهدا كبيرا في تقديم البرامج والأعمال الدرامية التي تعبر بصدق عن هوية كل منهما والدور الذي تلعبه في خدمة مستمعيها. ومن ناحية أخري تقدم إذاعة القاهرة الكبري وبقية المحطات الإذاعية الاقليمية الأخري مسلسلات درامية وبرامج أتصور انها علي جانب كبير من النجاح وتعالج قضايا كثيرة مهمة مثل حلقات »حدث في بيت القاضي« للنجم عزت العلايلي وتأليف عبدالحميد أبوزيد وإخراج أمجد أبوطالب. واذا كان ميكروفون الإذاعة يحاول أن يظل متماسكا خلال شهر رمضان رغم الظروف المادية الصعبة التي يمر بها حاليا اتحاد الإذاعة والتليفزيون فإنني أتمني من الوزير الصديق القدير أسامة هيكل المسئول عن حقيبة الإعلام المصري الان المزيد من الاهتمام بأحوال أهل الراديو من مذيعين وفنيين وإداريين لتظل الإذاعة المصرية محافظة علي ريادتها علي الأقل في منطقتنا العربية حيث أصبحت تواجه الآن منافسة شرسة مع محطات أقل ما توصف به انها ولدت صغيرة وتحولت الآن إلي قامات عالية فيما تقدمه من برامج وحوارات وسهرات ونشرات اخبارية بينما نحن نتعثر في خطواتنا وتحاصرنا مشاكلنا المادية وتكاد تخنق أحلام وطموحات بل وابداع أولادنا من المذيعين والمذيعات وغيرهم من بقية العناصر الفنية الأخري. ونحن في انتظار نهضة كبري للإذاعة المصرية علي أيدي الوزير الكفء أسامة هيكل الذي أعلم أن جزءا كبيرا من ثقافته في سنوات الشباب تمتد روافدها وجذورها إلي إذاعة البرنامج الثاني الثقافي أيام عصر راديو القاهرة الذهبي الذي نشتاق جميعا لعودته مرة أخري.