علي مدي الايام العشرة الاولي من شهر رمضان تابعت مجموعة كبيرة من الاعمال الدرامية والبرامجية علي مختلف القنوات الارضية والفضائية المصرية والعربية والخاصة حيث وجدت مجموعة من النجوم الممثلين واصحاب قامات عالية من الزملاء الصحفيين يقدمون مسلسلات وبرامج متميزة تخطف العين منذ الطلة الاولي. وقد حرصت ان اتحدث عن هؤلاء النجوم في النقاط التالية: احمد شاكر اكد قدرة غير عادية علي تقمص شخصية العالم الكبير الراحل د. علي مصطفي مشرفة في حلقات »رجل من هذا الزمان« للسيناريست القدير محمد السيد عيد والمخرجة الرائعة انعام محمد علي حيث نشاهد عملا دراميا شديد الاحترام والتميز والمتتبع لهذا العمل يشعر مع كل حلقة جديدة مع الاحداث المثيرة بتوافر كل عناصر المتعة والفن والفكر. تيسير فهمي في شخصية »زينب الجمال« في حلقات الجزء الثاني من »الهاربة« تفتح ملفات مهمة كثيرة تؤكد مدي ما تتمتع به من وعي سياسي وفهم دقيق للاخطار التي تحيط بأمتها واتصور ان دورها مع الثوار في ثورة 52 يناير المجيد يؤكد بصدق ان الفنان ضمير اهله وناسه وتراب وطنه. انني احيي النجمة الثائرة تيسير فهمي علي »الهاربة« وانتظر منها عملا عن الشهيدة »سالي زهران« احدي الرموز المضيئة والمحفورة في ذاكرة الأمة عن الدور الذي لعبته مع زملائها في قيادة الثورة التي غيرت وجه مصر وانتقلت بها الي مرحلة جديدة لاتعرف فيها الخوف او الاذلال او التردي. خالد صالح وخالد الصاوي نجمان فوق العادة في حلقات »الريان« و»خاتم سليمان« وموعدي معهما نهاية شهر رمضان ان كان في العمر بقية. احمد مكي يواصل للعام الثاني علي التوالي تقديم حلقات »الكبير اوي« وهو ظاهرة فنية جديرة بالدراسة حيث يقدم لونا خاصا به في اطار كوميدي ليس به اسفاف او تهريج. حسين فهمي يقدم شخصيتين مختلفتين تماما من خلال حلقات »تلك الليلة« و»مكتوب علي الجبين« وهو يؤكد قدرته علي اداء جميع الادوار بثقة واقتدار وطبيعية وتلقائية دون ان يشعرك بانه مشخصاتي لعبته التمثيل وهذا سر احتفاظه بنجوميته حتي الآن. أحمد حلمي صديقي العزيز في برنامجه الجديد »شوية عيال« الذي يقدمه للاطفال علي شاشة قناة CBC اعادني لذكريات زمن جميل عندما كان يصول ويجول مع الاطفال وهو يقدم علي الفضائية المصرية برامجه الممتعة التي يذوب فيها عشقا اطفالنا وياليته يحتفظ بهذا البرنامج بجانب عمله كممثل علي شاشة السينما فهو بحق معشوق الصغار والكبار. المخرج حسني صالح في وادي الملوك يؤكد انه يتمتع بخبرات فنية تصنع منه مخرجا علي مستوي فني عال خلال السنوات المقبلة. عادل حمودة في برنامجه »كل رجال الرئيس« علي شاشة CBC يجعلك قيد مقعدك وانت في حالة صحيان ويقظة دائمة لأهمية ما يقدمه من معلومات وحقائق من خلف الكواليس التي عاش فيها علي مدي ثلاثين عاما بجوار اعمدة ورءوس النظام السياسي السابق في مصر حيث كان شاهد عيان وصاحب قلم جريء وعين فوتوغرافية وذاكرة قوية ترصد وتسجل دفتر احوال مصر بالثانية والدقيقة واليوم وها هو الآن يبوح بأسراره لتكون شهادة حق للتاريخ وللاجيال المقبلة. حافظ المرازي نجم النجوم ببرنامجه الناجح »بتوقيت القاهرة« علي شاسة »دريم 1« وبه جهد يحسب لرئيس التحرير زميلنا محمد صلاح الزهار ومعه المخرج اكرم فاروق ولا ادري حتي الآن لماذا »طفش« هذا البرنامج الممتع من مبني ماسبيرو رغم انه كان قاب قوسين او ادني من العرض بصفة يومية علي شاشة التليفزيون المصري. حافظ المرازي اعلامي من طراز رفيع لو كنتم لاتعلمون يا اساتذة ماسبيرو واسألوا المسئولين في »دريم 1« عن نسبة كثافة المشاهدة التي يتمتع بها برنامج »بتوقيت القاهرة« فربما تشعرون بتأنيب الضمير وتحاولون العمل علي استعادته مرة اخري في القريب العاجل في ظل وجود صديقنا اسامة هيكل وزير الاعلام الذي يحاول الان اعادة التوهج واللمعان للاعلام المصري المرئي والمسموع. د. سعيد توفيق في برنامج »علمتني امي« علي قناة الشباب يقدم شكلا جديدا في نوعية المادة الدينية التي ينبغي ان تقدمها خلال شهر رمضان لكل الناس من مختلف الفئات والمستويات الفكرية ويكفي انك وانت تتابع كل حلقة من هذا البرنامج لاتشعر بالضيق او الملل مثلما يحدث في برامج أخري كثيرة لم تسع للتجديد في شكل برامجها التقليدية التي زحفت عليها الشيخوخة الفكرية واصابها الضعف والوهن من كثرة التكرار الذي اصاب المشاهد بالزهق والاحباط!. حلقات »الشوارع الخلفية« و»رجل في هذا الزمان« و»وادي الملوك« خلال الثلث الاول من شهر رمضان اعمال تتنافس بقوة علي صدارة المشهد الدرامي حيث اكتمل لهذه المسلسلات كل عناصر النجاح بفضل الجهات الانتاجية التي وقفت وراء خروجها الي النور علي مستوي شديد التميز.