الشهابي ورئيس جهاز تنمية المشروعات يفتتحان معرض «صنع في دمياط» بالقاهرة    رويترز عن الخارجية النيجيرية: نؤكد استمرار التعاون الأمني مع الولايات المتحدة    انفجار قنبلة يدوية يهز مدينة الشيخ مسكين جنوب غربي سوريا    بدأت بغية حمام، حريق هائل بعزبة بخيت بالقرب من قسم منشية ناصر (فيديو)    ريهام عبدالغفور تشعل محركات البحث.. جدل واسع حول انتهاك الخصوصية ومطالبات بحماية الفنانين قانونيًا    الفريق أحمد خالد: الإسكندرية نموذج أصيل للتعايش الوطني عبر التاريخ    اختتام الدورة 155 للأمن السيبراني لمعلمي قنا وتكريم 134 معلماً    استمتعوا ده آخر عيد ميلاد لكم، ترامب يهدد الديمقراطيين المرتبطين بقضية إبستين بنشر أسمائهم    مصدر سوري يرجح توقيع اتفاق أمني سوري إسرائيلي قريبا    زيلينسكي يبحث هاتفياً مع المبعوثَيْن الأميركيين خطة السلام مع روسيا    الاحتلال يصدر أوامر إخلاء لإزالة منازل الفلسطينيين فى حى التفاح بغزة    18 إنذارا للمصريين فى 10 مباريات رصيد حكم مباراة الفراعنة وجنوب أفريقيا    وزير العمل: الاستراتيجية الوطنية للتشغيل ستوفر ملايين فرص العمل بشكل سهل وبسيط    سكرتير محافظة القاهرة: تطبيق مبادرة مركبات «كيوت» مطلع الأسبوع المقبل    أمن الجزائر يحبط تهريب شحنات مخدرات كبيرة عبر ميناء بجاية    بالأسماء، إصابة 7 أشخاص في حادثي انقلاب سيارة وتصادم موتوسيكل بآخر في الدقهلية    ارتفاع حجم تداول الكهرباء الخضراء في الصين خلال العام الحالي    وفاة الزوج أثناء الطلاق الرجعي.. هل للزوجة نصيب في الميراث؟    الإفتاء تحسم الجدل: الاحتفال برأس السنة جائزة شرعًا ولا حرمة فيه    «الثقافة الصحية بالمنوفية» تكثّف أنشطتها خلال الأيام العالمية    الأب بطرس دانيال: اختلاف الأديان مصدر غنى إنساني وليس سببًا للصراع    حريق هائل في عزبة بخيت بمنشية ناصر بالقاهرة| صور    هشام يكن: مواجهة جنوب أفريقيا صعبة.. وصلاح قادر على صنع الفارق    منة فضالي للإعلامية يارا أحمد: لو حجيت هتحجب وساعتها هسيب الشغلانة    كأس مصر - بتواجد تقنية الفيديو.. دسوقي حكم مباراة الجيش ضد كهرباء الإسماعيلية    «اللي من القلب بيروح للقلب».. مريم الباجوري تكشف كواليس مسلسل «ميدتيرم»    محمد فؤاد ومصطفى حجاج يتألقان في حفل جماهيري كبير لمجموعة طلعت مصطفى في «سيليا» بالعاصمة الإدارية    أردوغان للبرهان: تركيا ترغب في تحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدة أراضي السودان    أمم إفريقيا - تعيين عاشور وعزب ضمن حكام الجولة الثانية من المجموعات    الأقصر تستضيف مؤتمرًا علميًا يناقش أحدث علاجات السمنة وإرشادات علاج السكر والغدد الصماء    رئيس كوريا الشمالية يؤكد أهمية قطاع إنتاج الصواريخ في تعزيز الردع العسكري    متابعة مشروع تطوير شارع الإخلاص بحي الطالبية    ناقد رياضي: تمرد بين لاعبي الزمالك ورفض خوض مباراة بلدية المحلة    محافظة الإسماعيلية تحتفل بالذكرى الخمسين لرحيل كوكب الشرق بحفل "كلثوميات".. صور    نجم الأهلي السابق: تشكيل الفراعنة أمام جنوب إفريقيا لا يحتاج لتغييرات    أسامة كمال عن قضية السباح يوسف محمد: كنت أتمنى حبس ال 18 متهما كلهم.. وصاحب شائعة المنشطات يجب محاسبته    كشف لغز جثة صحراوي الجيزة.. جرعة مخدرات زائدة وراء الوفاة ولا شبهة جنائية    بروتوكولي تعاون لتطوير آليات العمل القضائي وتبادل الخبرات بين مصر وفلسطين    "التعليم المدمج" بجامعة الأقصر يعلن موعد امتحانات الماجستير والدكتوراه المهنية.. 24 يناير    الزمالك يستعد لمباراة غزل المحلة دون راحة    ساليبا: أرسنال قادر على حصد الرباعية هذا الموسم    فاروق جويدة: هناك عملية تشويه لكل رموز مصر وآخر ضحاياها أم كلثوم    تطور جديد في قضية عمرو دياب وصفعه شاب    جلا هشام: شخصية ناعومي في مسلسل ميد تيرم من أقرب الأدوار إلى قلبي    واعظات الأوقاف يقدمن دعما نفسيا ودعويا ضمن فعاليات شهر التطوع    40 جنيهاً ثمن أكياس إخفاء جريمة طفل المنشار.. تفاصيل محاكمة والد المتهم    استمرار حملات إزالة التعديات على الأراضي الزراعية بكرداسة    أخبار مصر اليوم: سحب منخفضة على السواحل الشمالية والوجه البحري.. وزير العمل يصدر قرارًا لتنظيم تشغيل ذوي الهمم بالمنشآت.. إغلاق موقع إلكتروني مزور لبيع تذاكر المتحف المصري الكبير    أخبار كفر الشيخ اليوم.. إعلان نتائج انتخابات مجلس النواب رسميًا    جراحة دقيقة بمستشفى الفيوم العام تنقذ حياة رضيع عمره 9 أيام    أخصائي يُحذر: نمط الحياة الكارثي وراء إصابة الشباب بشيخوخة العظام المبكرة    "إسماعيل" يستقبل فريق الدعم الفني لمشروع تطوير نظم الاختبارات العملية والشفهية بالجامعة    كيف نُصلِح الخلافات الزوجية بين الصم والبكم؟.. أمين الفتوى يجيب    حزب المؤتمر: نجاح جولة الإعادة يعكس تطور إدارة الاستحقاقات الدستورية    هل للصيام في رجب فضل عن غيره؟.. الأزهر يُجيب    الوطنية للانتخابات: إبطال اللجنة 71 في بلبيس و26 و36 بالمنصورة و68 بميت غمر    ادِّعاء خصومات وهمية على السلع بغرض سرعة بيعها.. الأزهر للفتوي يوضح    محافظ الجيزة يفتتح قسم رعاية المخ والأعصاب بمستشفى الوراق المركزي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نحن نختار العشرة الأوائل في العشرة الأوائل من تليفزيون رمضان
نشر في الدستور الأصلي يوم 21 - 08 - 2010


دعاء سلطان
خريطة مزدحمة بكل ما لا لذ وطاب.. تصيب بالتخمة أكثر مما تحقق الشبع.. تأكل أغلبها فتشعر بإحساس غير محبب.. لا يخلصنا منه سوي بعض المشهيات الخفيفة، التي ستكتشف أنك من الممكن أن تكتفي بها متخليا عن "الطفاسة" التي يغرينا بها شكل المائدة.. وربما تلتهم بعدها قليلا من الوجبات الأخري المتاحة علي نفس المائدة.
كل من اخترناهم ليكونوا من العشرة الأوائل، في الأيام العشرة الأولي من الشهر الكريم، كانوا بالنسبة لنا من مشهيات الشهر الكريم.. هم من أجبرونا علي انتظارهم ومتابعة أعمالهم.. هم من ساعدونا وساعدوا أعمال غيرهم، فبمتابعتنا لهم أتاحت لنا فرصة متابعة ما بعدهم وما قبلهم، وفوجئنا بوجود آخرين يستحقون المتابعة، فليس مسلسل «الحارة» وحده الذي يستحق المتابعة، ولكني وجدت أنني عندما أنتظر عرضه بعد مسلسل ساذج، أبحث بين القنوات لتمضية وقت الفراغ، فأشاهد «شيخ العرب همام» لأجده ممتعا ورائعا وراقيا.. صاغه عبد الرحيم كمال بفهم ووعي، وقدمه حسني صالح مع يحيي الفخراني بمنتهي الجدية والاهتمام بمشاهد يستحق الجودة، ثم أتابع «الحارة»، وفور انتهائه أنتظر مشاهدة «ماما في القسم» ممنية نفسي بابتسامة لطيفة، فأذهب قبل بدايته إلي قناة أخري لأشاهد «أهل كايرو»، فأجده مدهشا حافلا بالتفاصيل المذهلة.. صاغها بحرفية عالية السيناريست بلال فضل وأخرجها بتمكن محمد علي، علي شاشة يصول ويجول فيها خالد الصاوي، فلا أفوت حلقة فيه.. الأعمال الجيدة هي التي تدفعنا لمشاهدة أعمال جيدة أخري، ولذلك فمن اخترناهم ليكونوا الأوائل، كانوا أوائل - بالنسبة لنا- ليس لأنهم الأفضل، ولكن لأننا أثناء انتظارنا لظهورهم، ساقونا - دون أن يقصدوا- لمشاهدة أعمال أخري تستحق المتابعة مثل «العار» بحكاياته المسلية وممثليه المجتهدين، و«كابتن عفت» ببساطته وروعة أداء نجمته ليلي علوي، وأبعدونا بمنتهي الصرامة عن مكياج وسماجة وسخف واستخفاف «زهرة وأزواجها الخمسة» و«طوق نجاة» فيفي عبده بدون ذكر أسماء، وملل «بفعل فاعل» دون ذكر اسم الفاعل، ثم إنهم أنقذونا من انهيار كل القيم التليفزيونية وغير التليفزيونية.. الإنسانية وغير الإنسانية مع «أجرأ» صحفية «نضال الأحمدية»، فحقاً كانت جرأة منها أن تظهر بكل هذا «البوتوكس» علي التليفزيون - كده عيني عينك - وليس أعظم من أن نشاهد أصالة «مسحراتي» عمار الشريعي وجمال بخيت، لتكفير ذنوب مشاهدة «كل هذا البوتوكس».
أحسن مسلسل:
«الحارة».. يكتب شهادة وفاة أي مسلسل شايله نجم واحد
كتب - محمود مصطفي كمال:
جميع مسلسلات رمضان هذا العام أخذت إحدي هذه الصفات.. المبالغة.. الملل.. التكرار، أو عدم الصلاحية للمشاهدة من الأساس! أما «الحارة» فقدم حتي الآن في حلقاته العشر الأولي، ما يشبه التسلل إلي عيون المشاهدين بصورة تعبر عن احترام صناع المسلسل لمشاهديه، وبعيد عن فكرة أن النجم «يشيل» المسلسل، فمسلسل الحارة يقدم نموذجا للتوضيح بأن العمل الناجح يستلزم أن يصبح الجميع نجوماً، ولا يوجد خيار آخر.. في الممثلين تسلل بحق صلاح عبدالله في دور «تمام» لقمة التألق وسط الجميع من المشاركين في مسلسلات رمضان، في نجومية ربما توقعها الناس لغيره قبل رمضان. أما السيناريست «أحمد عبدالله» فقدم أحداثاً سلسة وجملاً حوارية في موضعها.. حملت جميعها لغة «الحارة» العشوائية الحقيقية، وعبرت عن دراسته لكل شخصية علي حدة، في مختلف شخصيات العمل، وفي خطب «تمام» التي يخطبها للناس في زاوية الصلاة الصغيرة. أما ديكور العمل ل«إسلام يوسف»، فقد جاء واقعيا بشكل كبير في ضيقها وشكلها، وتكنيك تصوير المسلسل خاصة في الكاميرا المحمولة المتحركة في بعض المشاهد، فهي تعطي للمشاهد شعورا بأنه خرج من فكرة «المسلسل» ليتجول بنفسه في الحارة، إذ كان هناك وعي بفكرة أن الكاميرا هي عين المشاهد، أو في حركة الكاميرا التي توصل المعني بعيداً عن أداء الممثلين، كما جاءت الموسيقي التصويرية مناسبة للمشاهد وجو العمل، كل ذلك يدل علي تمكن المخرج «سامح عبد العزيز» من أدواته، وقدرته علي توصيل رؤيته لكل من المشاركين في العمل مع أداء متميز لأغلب النجوم.. نيللي كريم، علا غانم، باسم سمرة، محمود عبد المغني، أحمد فلوكس، حمدي أحمد، محمود الجندي، كريمة مختار، رانيا يوسف وناهد السباعي، وغيرهم، ليخرج لنا عملا هو الأفضل حتي الآن وسط هذا الصراع «الضعيف» نوعاً في مستواه، الضخم في عدد مسلسلاته.
أحسن سيناريست :
أحمد عبد الله.. إنت كنت فين من زمان؟!
يستحق السيناريست أحمد عبد الله لقب أحسن سيناريست في رمضان هذا العام عن جدارة.. ليس فقط لتقديمه عملا ممتعا، وهو مسلسل «الحارة»، لكن لأنه استطاع أن يصنع نقلة في الدراما التليفزيونية في أولي تجاربه من خلال سيناريو بديع يدخل في قلب الحارة المصرية مزج عبد الله خلاله ببراعة بين أكثر من 30 شخصية تضافرت لتشكيل نسيجا فنيا يستحق التوقف عنده قليلا.
من كان يتخيل أن أحمد عبد الله صاحب المحطات الكوميدية يستطيع أن يلمس مشاعر الناس بهذه الطريقة ويقترب من آلامهم كل هذا القرب؟ أين كان عبدالله كل هذه السنوات؟ صحيح أن العمل في مجمله يشبه فيلمي «كباريه» و«الفرح» الذي اشترك في تقديمهما مع المخرج سامح عبد العزيز في طريقة العرض، لكن النسيج هذه المرة مختلف، فلدينا تشكيلة من الشخصيات المرسومة بحرفية شديدة.. صلاح أمين الشرطة اللي ماشي جنب الحيط، والأستاذ تمام الذي يتقن إلهاب مشاعر المتلقين في خطب المساجد، وسناء الشغالة اللي عايزة تاكل عيش وغيرهم. الحوار نفسه ليس متهالكا، فالجمل رغم أنها جديدة علي الدراما المصرية، لكنها في الوقت نفسه ليست بعيدة عن حواراتنا اليومية، فمن منا لم يقابل الأستاذ تمام في حياته؟ ولم يستمع له وهو يقول لابنه: رد يا خويا علي الموبايل.. رد ما هي الحكومة عملت لكوا موبايلات عشان تبعدوا عنها قوي وتضيعوا وقتكوا في كلام فارغ قوي وهي تلم من وراكوا فلوس كتير قوي قوي. ثم نموذج حوار الحاجة نفيسة وهي تقول لابنها في ساعة غضب: «غور من وشي يا واطي.. غور جتك غارة تغورك»؟
أحسن مخرج :
سامح عبد العزيز.. مخرج محنك في أولى تجاربه التليفزيونية
كتبت - عبير عبد الوهاب:
يكفي أن تتابع تتر مسلسل «الحارة» وحده لتعرف أنك بصدد متابعة عمل فني لمخرج موهوب ومبدع.. مخرج يعرف جيدا ما التفاصيل التي يجب أن يركز عليها، وما التفاصيل التي عليه أن يتجاهلها.. ما هي التفاصيل التي تصنع عملا دراميا جيدا، والتفاصيل التي تفسد العمل الدرامي.. صور الوجوه والشوارع والحواري في التتر هي نفسها الصور التي ستجدها داخل المسلسل، ولكن بكادرات مبهرة قادرة علي أن تخطف عينك ولا تجعلك تري سوي أبطال مسلسل «الحارة».. قصص وحكايات تليفزيونية في منتهي القسوة والضعف والحنية والغلاظة.. استطاع المخرج سامح عبد العزيز أن يصوغها بلغة فنية تحمل حسا تليفزيونيا لمخرج محنك، وكأنه قدم عشرات التجارب التليفزيونية من قبل، وليس مجرد مخرج يخوض أولي تجاربه التليفزيونية، فاستحق لقب أفضل مخرج عن جدارة.. يكفي أن نتابع مشهدا من مشاهد الأستاذ تمام وهو يخطب في المسجد أو مشهد الفتاة الفقيرة مني «نيللي كريم» وهي تبكي بحرقة علي والدها بعد وفاته بإحساس ممزوج بالقهر والألم والحقد علي الزمن والناس.. استطاع سامح عبد العزيز أن يمحو تماما تجاربه السينمائية القديمة ليجعلنا نتذكر له «كباريه» و«الفرح» و«الحارة» وننتظر ما بعدها.
أحسن ممثل :
محمود ياسين.. يتربع علي قمة يملكها
كتب - مصطفى طاهر:
بخبرة وحنكة السنين جاء إلينا هذه المرة ذو الصوت الرخيم والأداء الرصين.. «محمود ياسين» من مقعد لم تكن تتوقع أن يطل عليك منه.. كان مسيطرا كعادته علي كل الأجواء.. الرجل البورسعيدي الخبير خطفنا من أول نفس وكان البعض يظن أنه سيمر علينا مرور الكرام.. لا أظن أن المحنك «محمود ياسين» قد استغرق منه قرار التفكير في أداء شخصية الأستاذ جميل في «ماما في القسم» وقتا طويلا.. فالفنان الكبير «والكبير هنا صفة وليست لقبا» بالتأكيد أدرك وهو يحاور نفسه أن خمسة وعشرين عاما مرت علي تجربته الثنائية مع «سميرة أحمد» في «غدا تتفتح الزهور» لم تغير فيه شيئا.. «محمود ياسين» اختزل مشوار عمري كله في لحظات، وأعادني إلي زمن «حلوة يا زوبة» وكنت أظنه لا يعود.. بكامل لياقته الكوميدية تربع «محمود ياسين» علي قمة هو لا يستحقها فقط، لكنه يملكها منذ ربع قرن، ويملك مفاتيح الدخول والخروج إليها.. في «ماما في القسم» انتصر المحنك لقيم كثيرة كنت أظن أنها ماتت في الكثيرين منا.. في هذا العام لم يكن محمود ياسين متألقا كوميديا، لكنه كان كبيرا فقط كما تعودنا عليه دائما لسنوات طويلة.. يدرك كيف يكون دخوله إلي بيوتنا بشكل يفرض علينا أن نحترمه، وأن نحبه.. نحبه كثيرا.. كان من المفترض أن نتحدث عن الأستاذ جميل الرجل التربوي في «ماما في القسم» لكننا نتحدث عن محمود ياسين لأن الحكاية بدأت قبل هذا بكثير.
أحسن ممثلة
سميرة أحمد.. لماذا حبست «فوزية السباعي» كل هذا الوقت؟
كتبت: حميدة أبو هميلة:
تستحق بكل جدارة لقب الأجمل، والأكثر اختلافا حتي الآن، تستحق أيضا أكثر من تحية علي تلك البداية الجديدة التي أسعدتنا.. إنها سميرة أحمد التي تخلت في رمضان هذا العام عن عدة أشياء من مقدساتها الدرامية.. الصوت الهادئ.. الكلاسيكية المفرطة في الحديث، والشخصية المثالية التي لا يمسها الخطأ مسا.. هذه المرة هي السيدة فوزية السباعي بطلة مسلسل «ماما في القسم».. «اللي مابتسلمش»، لأنها تخاف من العدوي، والتي لا تتردد في أن تستعمل العنف البدني مع أي شخص يفكر في «أن يدوس لها علي طرف»، حتي لو أدي الأمر إلي إحداث عاهة مستديمة له.. أخيرا سميرة أحمد كوميديانة.. الأجمل أنها بعيدة كل البعد عن الاستظراف، كما أن تفاصيل الشخصية تحمل «كثيرا جدا» من الواقعية.. هي امرأة وحيدة، بلا زوج، حتي أبنائها تخلوا عنها، إذا فالحل الوحيد هو أن تبدو قوية، والقرار الأقرب الذي تتخذه عند وقوعها في أي مشكلة: «هاروح مكتب النائب العام». كنا نتساءل بقلق قبل أن نشاهد حلقات مسلسل «ماما في القسم»، «كيف ستقدم لنا سميرة أحمد دوراً كوميديا؟»، لكن الإجابة جاءت منذ الحلقات الأولي من خلال صوت غاضب، لا يفتعل العصبية، وكمامة علي الأنف، والفم، وارتباك يصل إلي حد الارتجاف يصيب كل من يدخل معها في حوار، ثم تسدد هي نظراتها التي توحي إليك أنها سوف تذهب ببساطة إلي المطبخ وتحضر سكينة وتقتل من أمامها.. هنا سميرة أحمد تمثل، وهي سايبة نفسها خالص، وبمرونة شديدة، وبرشاقة حقيقية تجعلنا نلومها، لأنها حبست «فوزية السباعي» داخلها كثيرا، سميرة أحمد ربحت بالطبع الرهان، لكننا قبلها ربحنا وجها كوميديا كان مختفيا.. ولنا الحق أن نحتفي كثيرا بعودته.
أحسن ممثل دور ثان:
«فتحي عبد الوهاب» اللص الذي سرق البطولة بظهره!
كتب - مصطفى طاهر:
عندما يلعب أي منا دور المراقب لروح فنان يعيش حالة صراع داخلي بحثا عن الوصول لأول طريق، فإنك في حالة متعة حقيقية خالصة.. «فتحي عبد الوهاب» قرر منذ سنوات وهو يبدأ طريقاً رسمه لنفسه أن يكّون موقعه داخل معركة خاصة أهدافها هي الوصول إلي أن تكون خارج التوقعات.. مختلف ومجدد، ورغم الخطوات البطيئة نسبيا إلا أنها كانت خطوات واثقة تري آخر الطريق جيدا.. اللص اللطيف «كاري» في مسلسل «كليوباترا» نجح في إحراج الجميع، فتألق وسطع وطغي علي أسماء بحجم «يوسف شعبان» و«سلاف فواخرجي».. لم يتحدث «فتحي عبد الوهاب» يوما عن اشتراطات لترتيب الأسماء علي تتر أي عمل يقدمه، فالرجل - وللحق - وحتي الآن كان له ترتيب آخر يصنعه دائما بنفسه بعيدا عن صناع الضجيج وخناقات التترات بتألق لم يصل فيه إلي الآن إلي مرحلة الشبع.. شخصية «كاري» تركيبة معقدة لم تكن لتحتاج إلا رجل اختار أن يكون طريقه صعبا يواصل فيه رحلة سعي لا تتوقف لتطوير وتحدي نفسه.. و«فتحي عبد الوهاب» طوال الحلقات الماضية من «كليوباترا» أكد للجميع أنه قام بتحضير نفسه جيدا لانطلاقة إبداعية جديدة سيكون «اللص كاري» أحد خطواتها الصعبة، ولكنه لن يكون آخرها.. «كاري» أكد لنا أيضا أن هناك مرحلة جديدة سنتابعها حتي نهاية الشهر الكريم، فقد سرق الأضواء من كليوباترا نفسها، وإن كان يظهر في أغلب المشاهد بظهره، فما بالك لو كانت هذه المشاهد بوجهه وتعبيراته الجبارة، فما قدمه فتحي يؤكد أنه بعد مرور خمسة عشر عاما علي نزوله للملعب، فإن «فتحي عبد الوهاب» بتركيبة بالغة التعقيد يعيش حالة نضج فني مميزة للغاية وخارج حدود السيطرة.
أحسن ممثلة دور ثان:
«صالحة» الشهيرة بصابرين.. سيدة المتناقضات
كتبت حميدة أبوهميلة:
هنا تتداخل المهام، وتشتبك إلي حد يصعب عليك كثيراً أن تصل معه إلي حل، فأنت هنا أمام سيناريست يكتب شخصية ذات ملامح خاصة جداً، وأمام ممثلة قدمت الدور بإعجاز شديد.. المؤلف هو عبد الرحيم كمال الذي صاغ شخصية بديعة اسمها «صالحة» تقوم بدور الزوجة الأولي لشيخ العرب همام في المسلسل الذي حمل اسمه. أما السيدة التي جسدت الشخصية فهي صابرين التي صعدت بالشخصية إلي منطقة أخري وجعلتها تضاف لإيقونات الشخصيات الدرامية في سجلنا التليفزيوني. الشخصية كانت من خيال السيناريست، لكنها تحولت علي يد صابرين إلي بني آدم ينبض ويتحرك، ويستقر في وجدان المشاهدين.. «صالحة» شخصية كاملة المعالم، مكتوبة بحرفية خارقة، لديها كم هائل من المتناقضات الإنسانية يزيدها سحرا، فهي تمتلك فائضا كبيرا جدا من الحنان، وفي الوقت نفسه تشعرك أن لديها جبروتا وقسوة لا حدود لهما، وقوة شخصية تجبر المشاهدين أنفسهم أن ينصتوا إليها، ثم تفاجأ أن بداخلها مخزونا هائلا من الضعف الإنساني يجعلها تبكي لأقل الأسباب.. هي أيضا حاضرة جدا كأنثي، وكسيدة في منتصف العمر صالحة صاحبة الطلة الأجمل والأكثر تأثيرا.
أحسن تتر:
«شيخ العرب همام».. تتر ملحمي يليق بالثلاثي
كتبت حميدة أبوهميلة:
«هي البطولة تعيّش اسمك.. ولا البطولة إنك تعيش؟».. هذا هو مفتاح القصة، ونهايتها أيضا..السؤال الذي يتردد بحنجرة علي الحجار يوميا.. هذا السؤال الذي جعلنا ننتظر تتر نهاية مسلسل «شيخ العرب همام» بشغف.. تماماً مثلما نلهث وراء أحداثه.. إنه التساؤل الكبير الذي صاغه شاعر كبير مثله هو عبد الرحمن الأبنودي، ووضع له الموسيقي العبقري عمار الشريعي، والحجار غناه من أكثر مناطق صوته صدقا.. هل هناك أجمل من هذا؟ «الأبنودي والشريعي والحجار».. ثلاثي النجاحات الاستثنائية.. ثم في تتر البداية: «نداهة ندهت لقيت نسيت نفسك نسيت أهلك ومشيت ورا حلم تستاهله ويستاهلك».. استمع وأنت صامت تماما لصوت الحجار وهو يقول تلك العبارة، وتابع انتقالاته البديعة مع مقامات الشريعي إلي أن يصل لقمة الأداء، وهو يقول: «يا قلب من غير بلد ويا بلد بلا قلب»، مع التعامل مع القاف علي أنها جيم، لأن اللهجة الصعيدية تزيد الأمر جمالا.. التتر حمل جميع ألوان المشاعر التي يحفل بها العمل الملحمي، ومثلما كان الأبنودي خير معبر عن أحوال شيخ العرب همام من خلال كلماته، كان الحجار علي قدر المسئولية.. تشعر أن صوته يكاد يختنق من البكاء، وهو يقول: «لا الشمس رجعت مرة في كلامها، ولا في يوم هربت من أيامها»، ثم هو في قمة الشموخ والقوة عندما يعلن: «الليل إذا سد بابك تحدفه برجليك».. تتر مسلسل «شيخ العرب همام» سوف يعيش طويلا، وينضم لمجموعة التترات غير العادية التي اشترك فيها هذا الثلاثي الذي نرجو منه عطاء دائما، ملحميا لا يليق إلا بهم.
أحسن إعلان:
ماجد الكدواني.. لأن الإعلانات موهبة.. وغير كده «مشfair!»
كتب - محمد هشام عبيه:
منذ عدة «رمضانات» فاتت، ومع تحول الشهر الكريم إلي الموسم الرسمي لإنفاق الشعب المصري، برزت أهمية وجود إعلانات خاصة يتم عرضها علي التليفزيون طوال شهر رمضان، لتمثل عنصر ضغط إضافي علي المستهلك ليدفع، ولأن شهر الصيام يحلو فيه الكلام، تنافست شركات المحمول علي تقديم عروض ترويجية لها، وتبارزت في إنتاج مجموعة من الإعلانات المخصصة لرمضان، وإذا كانت موبينيل قد فازت بجدارة في سباق إعلانات رمضان الماضي، فإن اتصالات فعلتها هذا العام، ، وهو أمر فشلت فيه شركات إنتاج سينمائي ضخمة!- وإنما عبر ذلك الإعلان الأكثر لطفا وعمقا وخفة دم -الأكيد الأقل تكلفة- والذي قام ببطولته بتلقائية فائقة وحضور آخاذ «ماجد الكدواني».
فكرة الإعلان ذكية بكل تأكيد، والسيناريو مكتوب بتكثيف وكوميديا حقيقية، لكن لابد أن الإعلان كان سيفقد الكثير من تأثيره و«تعليمه» مع الناس لو لم يقم ببطولته «ماجد الكدواني» بهذا الهدوء والوجه المحبب ومنطقه الطفولي في النقاش مع صاحب المخبز في كونه يريد الوش المحمص فقط من رغيف العيش ولا يريد الوش الطري - منطق فعلا-، أو صاحب محل الأحذية مؤكدا أنه يريد «فردة شمال فقط» لأن قدمه اليمني في الجبس- صحيح عنده حق-، وأخيرا بائع الصحف الذي يؤكد له أنه «مشfair!» لأنه يريد شراء صفحة الرياضة التي يقرأها فقط، بينما يصر بائع الصحف أن يشتري الجورنال كاملا.. «مشfair!» فعلا!
أحسن برنامج:
سيتذكر التاريخ مسحراتي الشريعي وبخيت
كتب - محمود مصطفي كمال:
لولا «عمار الشريعي» هذا العام لاندثرت شخصية المسحراتي «الحقيقية» من علي الشاشة التليفزيونية بعد محاولات مضنية قدمها العديد من الفنانين خرجت بشكل مهلهل وسطحي بعد التجربة «الأيقونية» لسيد مكاوي، ليجمع التاريخ هذه المرة سيد مكاوي وعمار الشريعي، كأنجح اثنين من «المسحراتية» علي شاشة رمضان.. يعلن عمار الشريعي من خلال المسحراتي للجميع أنه ليس من الضروري أن تري الحياة بعينيك لتشعر بتفاصيلها، ولتعبر عنها بصوتك ليصل المعني للمتلقي أقصي وأصدق ما يكون، ورغم كل هذا إلا أن مسحراتي عمار الشريعي لا يشبه مسحراتي سيد مكاوي في شيء، بل إنه في الواقع لا يشبه أي أحد، إذ يقدم شخصية المسحراتي بشكل أخرجه المخرج «أحمد المهدي» بشكل روحاني جميل، بالاختيار المتميز للأماكن وطريقة تصويرها وكيفية دمج اللقطات في المونتاج ووضعية المؤثرات البصرية في الصورة وجودة الصورة نفسها. نفذت الألحان التي وضعها «الشريعي» للمسحراتي بطريقة ال «acapella» أو الغناء بدون موسيقي، مع حمل مجموعة من الأصوات للحن الأساسي للأغنية من خلال همهمات وآهات يؤديها الشريعي أيضاَ، في شكل مناسب تماماً للجو الرمضاني.. جاءت الألحان مكملة لعبقرية الكلمات المبدعة العميقة التي كتبها الشاعر كبير المقام «جمال بخيت»، سيتذكر الناس والتاريخ أن عمار الشريعي وجمال بخيت قدماه في رمضان 2010 كأحسن ما يكون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.