لا أعرف من الذي ابتدع هذه العادة الغذائية السنوية الغريبة.. فلقد اتفق الجميع علي ان تكون الرنجة هي الوجبة الرئيسية للغداء في اليوم الاول لعيد الفطر فكل الاسر المصرية تناولت بلا استثناء الرنجة.. ومعها بالطبع البصل والطماطم والخيار والخس والليمون وجميع المشهيات الاخري بجانب العديد من زجاجات المياه الغازية المختلفة الانواع والاشكال وتسابقت ربات البيوت في تقديم الرنجة بعد شيها او تقطيعها في طبق كبير مع الطحينة والسلطة البلدي اما البطارخ فيتم تقديمها في اطباق منفصلة او حتي وضعها في الخلاط مع الطحينة والليمون والزيت.. وكل هذه الانواع من اشكال تقديم الرنجة تأتي في نظر الجميع ان وجبة الرنجة مهمة بعد صيام شهر رمضان وتناول الوجبات الغذائية المرتبطة بالخضار واللحوم والفراخ والاسماك بينما غاب عن المائدة طوال شهر رمضان هذا النوع المرتبط بالرنجة والذي يكون هو سيد المائدة في يوم العيد الاول، وربما في الايام المقبلة.. ويحدث للاسف ان ينسي الجميع انهم تناولوا في صباح يوم العيد كميات كبيرة جدا من الكعك ومنتجاته المختلفة لنسمع قبل نهاية اليوم عن حالات كبيرة من حدوث تلبك معوي وربما تسمم غذائي ويبحث الجميع عن اقراص الفوار والمهضمات وربما ازداد الامر سوءا للذهاب الي اقرب مستشفي او عيادة طبية، فالامر- يا سادة- يحتاج منا قليلا من التدبر في تناول انواع الطعام خاصة في اليوم الاول بعد شهر الصيام الذي كانت المعدة فيه تتبع طقوسا غذائية خاصة فهي فارغة وهادئة طوال النهار بينما تعمل في هضم ما يتناوله الصائم خلال ساعات الليل من اطعمة في وجبة الفطور وحتي السحور ولكن ان تخرج فجأة الي تناول كميات كبيرة في النهار من الكحك ومشتقاته ثم الرنجة المملحة والسلطات الحريفة في مذاقها مع كميات المياه الغازية التي تؤدي الي اضطراب ودربكة كبيرة في عمل المعدة مما يجعلها بلا شك تحتاج الي التدخل العلاجي من مختص.