بعد مرور عشرة أيام من شهر رمضان الكريم اسجل من خلال سطور سريعة انطباعاتي عن عدة مسلسلات تليفزيونية تابعتها بشكل جاد خلال الأيام الماضية بجانب مجموعة اخري من البرامج الجيدة الصنع التي اري من وجهة نظري انها علي مستوي فني متميز من حيث الشكل والمضمون. وفي مجال الأعمال الدرامية توقفت أمام حلقات »الجماعة« لوحيد حامد والمخرج محمد ياسين وهو عمل شديد الاهمية يناقش بجرأة حكاية جماعة الاخوان المسلمين منذ تأسيسها في مصر وحتي الان مع القاء الضوء علي السيرة الذاتية لحسن البنا منذ عام 8291 وحتي اغتياله سنة 9491 وما حدث من تطورات مهمة في شكل التنظيم بعد رحيل الرئيس الأول لهذه الجماعة التي نطلق عليها حاليا اسم »الجماعة المحظورة« وهو الامر الذي يجعل العمل جدير بالمتابعة الجيدة لانني اثق في انه يقودنا كمشاهدين لوضع كل النقاط فوق كل الحروف لفهم حقيقة فكر هؤلاء الناس وما يهدفون الي تحقيقه علي ارض الواقع حيث لا تزال الاحداث متلاحقة ولا يمكننا تقييم العمل إلا بعد الانتهاء تماما من سرد كل تفاصيله. وهناك ايضا ثلاثة مسلسلات تاريخية حاصرتني وسيطرت علي عقلي وتفكيري لما تضمنته من حقائق سياسية لفترات زمنية مرت بأوطاننا ونجح مؤلفوها في وضعها داخل قوالب درامية مثيرة تدعونا الي اعادة فهم حقيقة ما جري من احداث انعكس علينا اثارها حتي يومنا هذا رغم كونها تجلس الان بين ذمة التاريخ. والأعمال الثلاثة التي اتحدث عنها واري انها اعادت للدراما التاريخية مكانتها المفقودة هي »السائرون نياما« و»سقوط الخلافة« و»كليوباترا« ولاشك ان من أهم اسباب نجاح هذه الاعمال جهد انتاجي كبير وعقول واعية مستنيرة كتبت كل عمل من هذه الاعمال وسلمته الي مخرجين عباقرة أتوا بممثلين علي درجة كبيرة من المهارة في الاداء وسوف اتوقف طويلا معهم ونحن نقيم في نهاية الشهر الكريم كل عمل علي حده. وعلي الجانب الاخر نجحت في اعداد خريطة تساعدني علي متابعة بعض الاعمال الدرامية الاجتماعية التي استشعرت بحسي النقدي انها تحمل مواصفات الجودة والتوهج واللمعان مثل حلقات »الحارة« و»مذكرات سيئة السمعة« و»موعد مع الوحوش« و»زهرة وازواجها الخمسة« و»امرأة في ورطة« و»بالشمع الاحمر« و»اختفاء سعيد مهران« و»الملكة نازلي في المنفي« و»ماما في القسم« و»ريش نعام« و»عايزة اتجوز« و»قصة حب«. واتصور ان ما ذكرته من أعمال درامية خلال سطوري السابقة يحقق أعلي نسبة مشاهدة منذ بداية شهر رمضان وحتي الان وسوف اتحدث تفصيلا عن كل عمل من بين هذه الاعمال مع نهاية احداثه. ومن ناحية اخري لم اتمكن من متابعة حلقات الست كوم الجديدة بقدر كاف ولكنني توقفت امام عملين الاول »رجل و6 ستات« لاعجابي الشديد باجزائه السابقة ولحبي وتقديري للنجم الكبير اشرف عبدالباقي صديقي العزيز ولكنني حزنت لغياب شخصية »رمزي« التي برع في تجسيدها سامح حسين ودفعته الي دائرة النجومية فتركها وتحول الي البحث عن نجومية منفردة تصنع له الامجاد والاحلام التي لم يشعر بها بكل أسف احد حتي الان!! أما العمل الاخر في مجال الست كوم الذي شاهدته علي عجل فهو »جوز ماما« للنجمين الكبيرين طلعت زكريا وهالة صدقي وسوف اتحدث عنه عقب متابعتي الجيدة له خلال الايام المقبلة. وبعيدا عن جو المسلسلات الدرامية المثيرة اتوقف امام مجموعة من احلي البرامج التي قدمها التليفزيون خلال هذا العام ونجحت في احترام عقل المشاهدين وجاءت من حيث الشكل والمضمون علي مستوي فني عال وهذا شيء يحسب للاعلامية الكبيرة نادية حليم رئيس التليفزيون وانا هنا اذكر ما شاهدته فقط فربما يكون هناك برامج اخري متميزة لم يسعدني الحظ أو الوقت معا لمتابعتها بسبب كثرة المعروض علي شاشات القنوات الارضية والفضائية والتي جعلتنا لا نفكر في مشاهدة اية قنوات اخري عربية أو حتي مصرية خاصة. والبرامج التي شدت انتباهي خلال الأيام الماضية هي »حوار صريح جدا« لمني الحسيني و»دوام الحال« للميس الحديدي و»طاريء مع طارق« لطارق علام و»حلها« لشافكي المنيري و»بين قوسين« لعزة مصطفي »و001 مسا« لميس حمدان و»سورة وصورة« لمحمود سعد و»اعتراف« لتامر أمين و»مناظرات« لخيري رمضان في برنامج »مصر النهارده« و»بين جيلين« لمني سراج و»الجريئة والمشاغبون« لايناس الدغيدي وتحديدا الحلقة التي استضافت فيها مساء الاثنين الماضي د. علي الدين هلال امين الاعلام بالحزب الوطني وتحدث فيها بصراحة شديدة في اشياء كثيرة علي جانب كبير من الاهمية علي المستويين الشخصي والسياسي. واذا انتقلنا من دنيا التليفزيون بشاشته المبهرة الي عالم الراديو الساحر بشبكاته المتألقة نجد ان الاعمال الدرامية كلها بلا استثناء ومعها في نفس الوقت العديد من البرامج والسهرات والمسابقات والفترات المفتوحة والخيم الرمضانية خارج جدران الاستوديوهات تمثل علامة فارقة في تاريخ الاذاعة التي تقودها الاعلامية الكبيرة انتصار شلبي ومعها رؤوساء الشبكات من الاعلاميين الكبار مجدي سليمان واسماعيل الششتاوي وعمرو عبدالحميد واحمد طلال وعمر عبدالخالق ونبيلة مكاوي وابراهيم مجاهد وعصام فاروق وهم يعملون جميعا في اطار منظومة اعلامية ناجحة اثبتت وجودها بشدة في مواجهة هذا التنافس الرهيب الذي نشهده حاليا بين الراديو وشاشة الفيديو في أيام وليالي شهر رمضان الكريم والمستفيد في نهاية الامر هم الملايين من المستمعين والمشاهدين داخل وخارج مصر.