كانت هذه العبارة مكتوبة باللون الابيض علي الزجاج الاسود الخلفي لسيارة سوزوكي او كما يسميها اهل الاسكندلرية (التمناية) ابتسمت من بساطة العبارة واختصارها لمعاناة ومشكلة تبدو واحدة الا انها متعددة... ووجدتني طوال الطريق افكر واتأمل في تلك العبارة انضج الفتاة العقلي والعمري والعلمي هو السبب؟ ام طموح الشاب وعلو سقف مطالبه وكمال عروسه الخيالية؟.... اهو العامل الاقتصادي وحتما لا اقصد بالعامل الاقتصادي البطالة ولا حتي غلاء الشقق.... فمعظم هؤلاء الشباب يعمل لكن راتبه ينقذه فقط من الموت وان سمح له بالحياة فبعد نفس طويل وهذا لا ينطبق علي راتب الحكومة فقط بل حتي ذوي الاعمال الحرة أو الحرفية أو العاملين في القطاع الخاص... فأصبح الشاب ان لم يساعده ابواه في ايجاد الشقة وتجهيزها وتكاليف الزواج فلن يتزوج إلا بعد الثلاثين... والسبب الرابع الذي حاولت الهروب بتفكيري اليه من المتاهة الاقتصادية هو مطالب اولياء الامور فبعضهم مازال يتعنت في شروطه كما ان رفاهية الشباب الزائدة واعتمادهم علي الاهل ودلعهم المبالغ فيه يجعلهم غير قادرين علي تحمل مسؤولية كبيرة كالزواج وتكوين اسرة ولهذا قد تجد الفقير يتزوج مبكرا عن الميسور ماديا... ويبقي السبب السادس والذي لا احب كتابته ولكن الواقع يفرض علي ذكره.. الانفتاح المعلوماتي الرهيب الذي نعيشه بغياب الوازع الديني والرقيب الداخلي فيستطيع الشاب اشباع غرائزه دون اي معاناة ولاتعب وتتعدد الاسباب والمسببات فيلجأالناس الي الحل وتحت ضغط المشكلة وسرعة الهرب نلجأ كثيرا الي الحلول الموقوتة وكما تسميها الفلسفة (الحل تحت السجادة) فليس لدينا الوقت ولا الجهد للحل الجذري فتجدنا وقعنا في مشاكل اخري اعمق واكثر تجذرا واشد خطرا كمشكلة الزواج دون الكفاءة الاجتماعية سواء من الناحية المادية أو الدينية او التعليمية...الخ... أو الهرب من العنوسة مع تحفظي الشديد واعتراضي علي الكلمة لندخل في دوامة اخري من المشاكل الزوجية والتنازلات فنقع في مشكلة مع لقب مطلقة وحتي ان لم نصاب بهذا اللقب فإن الفتاة تظل عانس لكن بوثيقة زواج وقد تنقلب المعادلة وتحدث التنازلات كل هذا من اجل تسريع عملية الهرب اقصد الزواج والجدير بالذكر ان الفتاة تكون هي الاكثر تضررا وتدفع الثمن الاغلي... وبالرغم من الضرر وماتدفعه من ثمن الا ان المجتمع لايرحمها بكلماته او نظراته أو حتي تعليقاته مع التلذذ بهذا.... أو قد نلجأ لانواع الزواجات الاخري (مع تحفظي ايضا علي المسمي) كالعرفي والمتعة والمسيار حمانا الله من تلك الانواع.... ولن اذكر تشرد الابناء وتربيتهم دون أب أو أم أو كليهما معا وبناء جيل شريد خائف.... فساعد يارب شبابنا واحمي فتياتنا.... اترككم الان لاني وصلت الي المحطة وساغادر تمناية جوزني شكرا...