الحزن وحدة لايكفي هذه الاسرة.. ففي خمس ساعات تحول حلمهم الكبير إلي كابوس مزعج.. وتحولت معها الابتسامات الي بكاء وحزن والم لم تمحها السنون.. فقبل عام بالتقريب كان الطفل عبدالله هو شعلة الأمل الذي يضييء حياة والديه.. خاصة انه كان طفلا غير عادي متفوق في دراسته يجيد أكثر من لعبة رياضية. وحاصل علي العديد من البطولات. وقبيل كل هذا شهد له الجميع بأنه نابغة ربما لن تتكرر.. في لحظة داهمت الالام جسد الطفل الصغير الذي لم يتعد وقتها الثماني سنوات. ليقرر الاطباء دخوله الي غرفة العمليات.. ليخرج منهاكائنا آخر. غريب الملامح والطباع.. عبدالله الطفل أو البطل الصغير يتحمل الان ما لايتحمله بشر.. فهولايستطيع فعل أي شيء سوي أنه يبكي ليل نهار.. ولايبتسم الا في بعض اللحظات القليلة التي يشعر فيها بالأمل.. لكن ماهي الجريمة التي ارتكبت ضد هذا الملاك البريء؟! وكيف تحول من طفل معروف عنه النبوغ الي هذا الكائن المحطم؟! هذا ما سنعرفه الآن من خلال السطور التالية.. الصور وحدها هي الدليل الوحيد الذي يؤكد ان عبدالله كان طفلا مثل أي طفل في قمة نشاطه.. ويمتلك قدرات ربما لا يمتلكها غيره من الاطفال. فعلي الرغم ان عمره وقتها لم يزد علي الثماني سنوات. الا انه كان بطلا رياضيا سواء في لعبة السباحة أو الكاراتية أوالجمباز. كما أن مدربيه في النادي علقوا عليه الآمال في انه وسوف يكون بطلا في يوم من الايام.. أوعلي الاقل سيكون صاحب بصمة قوية في أي من تلك الاعلاب. ليس هذا فقط بل أنه كان طفلا ذكيا متفوقا في دراسته.. دائما مايكون الاول وسط اقرانه... وكما توقع مدربوه تفوقه في الرياضة.. توقع بعض أساتذته بأنه سيكون عالما أوأستاذا كبيرا. وكان نفس الصغير هوالابن الوحيد لابويه.. بالنسبة لهما حياتهما بأكملها.. فكان الوالدان يسعي كل منهما بكل مايملكا ان يحافظا علي مستوي ابنهما وان يلبيا له كل طلباته. من اجل رسم مستقبل باهر له.. لكن فجأة تحطمت كل هذه الآمال. بمجرد شعور الطفل النابغة ببعض الالام الرهيبة التي لم يتحملها طفل في سنه! 5 ساعات! وكما تقول والدته: فوجئت في احد الايام باتصال من مدرسين عبدالله في المدرسة. يطلبون مني الحضور الي المدرسة بأقصي سرعة. وقتها شعرت أن هناك حادثا تعرض له ابني الوحيد. ودارت الدنيا بي. لكني تمالكت اعصابي واسرعت الي المدرسة.. وفور وصولي فوجئت بابني يصرخ من الالام التي لايعلم احد سرها.. علي الفور اتصلت بزوجي الذي جاء من عمله بعد علمه لما حدث لابننا. وقتها أقسم لي المدرسون بان ابني صرخ فجأة وبدون أي مقدمات.. وانه لم يتعرض لأي اذي ولم يمسه بسوء.. تتنهد الام المكلومة ثم تقول: بعد دقائق كنا في أحد المستشفيات الحكومية وكان ابني عبدالله مازال يصرخ ويبكي متألما. وبعد اجراء الفحوصات الطبية عليه اخبرنا أحد الاطباء بأن ابني يعاني من الزائدة.. وطلب دخوله علي الفورالي غرفة العمليات.. وبالفعل وافقنا علي اجراء العمليات.. وبالفعل وافقنا علي اجراء العملية.. التي طمأنونا بأنها عملية بسيطة.. اي ساعة علي الاكثر وسيخرج ابننا كما كان من غرفة العمليات. لكن هذا لمي حدث علي الاطلاق. فالعملية استمرت خمس ساعات كاملة. بعدها خرج الاطباء والوجوم يسيطر علي وجوههم.. وعندما اقتربت من احدي الطبيبات فوجئت بها تصرخ في وجهي وتولي لي: لماذا لم تخبرونا ان ابنك يعاني من روماتيزم في القلب.. واتهمتني بانني كنت سأتسبب في موته ثم اخبرتني بانهم يحاولون افاقته.. وعندما أقسمت لها بأن ابني لم يعان ابدا من أي مشاكل في القلب والدليل انه متفوق رياضيا. تركتني واختفت من وجههي.. أيام صعبة! ويكمل الاب الكلام قائلا: عشنا اياما سوداء من وقت اجراء العملية.. ذهبت أنا وزوجتي لاجراء الاشعات علي القلب كما طلب منا الاطباء. الذين ظلوا يؤكدوا ان فينا احد مريض بالقلب وان مرض ابننا وراثي.. وجاءت نتيجة التحاليل باننا لانشكو من أي امراض في القلب.. لكن الغريب عندما دخلنا علي عبدالله في غرفة العناية المركزة فوجئنا به انسانا آخر غيرالانسان الذي نعرفه. خاصة بعد مرور عدة أيام علي اجراء العملية له.. وعملنا بانه اصيب بنقص في الاكسوجين.. وشلل رباعي ثم اصيب بهشاشة في العظام وبعدها فوجئنا بحدوث تشوهات بها والكارثة ان عبدالله أصبح لا يستطيع فعل اي شيء سوي البكاء.. أوالابتسامة وقت ان يشعر أن هناك املا في أن يعود مرة اخري طفلا مثل باقي الاطفال! بلاغ ويكمل الاب كلامه قائلا: بعد شهور طويلة من الحيرة... علمنا ان هناك خطأ جسيما وقع فيه الاطباء اثناء اجراء العملية الجراحية لابني. وان نسبة العجز وصلت الي مائة في المائة.. وهو ما أثبته الطبيب الشرعي بعد أن تقدمت ببلاغ الي النائب العام.. الذي أمر بالتحقيق فورا.. ومازالت التحقيقات جارية حتي الآن.. لكن بعيدا عن هذه التحقيقات.. أشعر ان ابني يضيع مني. وان بقاءه علي قيد الحياة بهذه الطريقة هواكبر عذاب له ولنا.. لذلك حاولت ان اجري له عملية. لكن للاسف اكتشفت ان اجراء هذه العملية في مصر مستحيل.. ولابد من اجرائها له في الصين. لأن مثل هذه العمليات تكون ناجحة جدا هناك. لكن للاسف ظروفي المادية لم تسمح ابدا بذلك. ويستطرد الاب الحزين قائلا: أشعر أنني انسان عاجز عن انقاذ ابني.. وهذا شعور قاس جدا بالنسبة لاي أب أوأم. تخيلوا أنني اهرب من مواجهته.. وأحاول الا انظر اليه.. لان آلامه تمزق في قلبي الشيء الوحيد الذي زستطيع فعله أنا ووالدته هوالدعاء له.. وأخيرا تقول الام: والله أنا أنا حاسة اني في كابوس. فأنا لا استطيع رؤية ابني يتألم بهذه الطريقة.. فأنا اتألم اكثر منه.. لذلك لا أكف ابدا عن الدعاء وأملي في الله كبير.فقلبي يؤكد لي بأنني سأري ابني طفلا مرة اخري مثل اي طفل ارجوكم ادعو له.. وان يحن قلوب الناس ويساعدوه للسفر الي الصين واجراء جراحة عاجلة له هناك!