النتائج التي أفرزتها الانتخابات البرلمانية التي اجريت في مصر مؤخرا.. أكدت الغياب شبه التام للمعارضة والمستقلين بعد ان سيطر الحزب الوطني بمرشحيه الفائزين في الجولة الاولي علي 97% من مقاعد مجلس الشعب. وتدخلت اعتبارات عديدة واسباب متنوعة في تحقيق مرشحي الحزب الحاكم هذه النسبة المذهلة في عالم الانتخابات علي مستوي برلمانات الدول المتحضرة والمتخلفة علي السواء. وقيل في هذه الاعتبارات وتلك الأسباب ماقال مالك في الخمر وجدنا دفاعا مستميتا من جانب قيادات الحزب الوطني وتأكيدا لايحتمل الشك ومن أن العملية الانتخابية سارت بشفافية ونزاهة ودعمت وأكدت مكانة الحزب الحاكم في قلوب محبيه من الاغلبية الساحقة لهذا الشعب. الطرف الاخر المستقلين والمعارضة والمحظورة أفزعتهم تلك النتائج التي مثلت غيابا تاما عن التمثيل البرلماني مما اضطر معه حزب الوفد والاخوان الي اعلان انسحابهما من الجولة الثانية من الانتخابات وقالوا في اسباب النتائج والانسحاب ان عمليات تزوير واسعة النطاق وعمليات عنف وبلطجة ومضايقات باعدت بين مرشحيهم وناخبيهم وبين صناديق التصويت مما تسبب في هزيمتهم الساحقة هذه المرة بالاضافة الي غياب الاشراف القضائي. وكان هناك بالفعل عمليات فوضي وانفلات وبلطجة ملحوظة امام لجان التصويت شاهدناها امام أعيننا وعبر شاشات الفضائيات وملفات الفيديو علي الانترنت.. وان كان قد تم بطريقة تقليدية رأيناها من قبل في العديد من الانتخابات السابقة ولكن ليس بهذه الصورة والاداء المبالغ فيه والواضح تماما الأغرب ان نجد النتائج المعلنة للمرشحين قد أثارت غضبا شديدا لدي الكثير من مرشحي الحزب الوطني بعد ان حققوا رسوبا مدويا تساووا في ذلك مع زملائهم المرشحين من المعارضة والمستقلين. ورغم التأكيدات الرسمية قبيل الانتخابات بأنها ستتم بنزاهة وشفافية ورغم عدم تدخل الحكومة بالفعل في العملية الانتخابية الا ان هناك ادوات اخري وفعاليات غامضة اساءت للعملية الانتخابية ومارست انواعا من البلطجة والعنف وبث الرعب في قلوب المرشحين والناخبين معا.. في الوقت الذي لم نجد دورا فاعلا ومؤثرا من جانب اللجنة العليا للانتخابات والتي كان يجب ان تحدد معالم سير الانتخابات وتحذر من البداية من اية مخالفات أو ممارسات خاطئة وتلك نقطة اخري يجب ان نراعيها مستقبلا في اثر انتخابات قادمة. ولم تجد المعارضة والمستقلون سبيلا سوي تشكيل حكومة ظل وبرلمان ظل للترويج لبرامجها وكشف الفساد واستمرار التواصل الاعلامي تعويضا عن غيابها عن البرلمان الحقيقي والشرعي ومن المعروف ان تشكيل برلمان أو حكومة ظل امرا عاديا وليس بغريب علينا او علي المنطقة العربية ودول العالم.. لكن تري هل تنجح المعارضة في انشاء برلمان حقيقي يعبر عن مشاكل المواطنين وتبقي المراقبة الالكترونية علي الانتخابات البرلمانية التي اجريت في مصر وهل حققت الهدف منها وهل نجحت في أول تجربة حقيقية لها؟ أم كانت مجرد رصد وترصد لعدد من المخالفات في اللجان والدوائر الانتخابية المختلفة عبر محافظات مصر؟ الحقيقة ان هذه المراقبة اخذت اشكالا وانماطا متعددة من خلال خرائط الانترنت التفاعيلة وبعض المواقع التي شيدت خصيصا لمتابعة أحوال الانتخابات وكشف التجاوزات التي تؤثر علي سير العملية الانتخابية أو تشكك في تحقيق النزاهة والشفافية المطلوبة لنجاحها.. كما تنقل احداث اللجان الانتخابية فوريا من خلال رسائل وفيديوهات المحمول وتدوينات موقع يتر والمكالمات التليفونية من شهود العيان. حتي "المحظورة" دربت عددا من الناشطين معها علي استخدام التقنية الجديدة وانشأت خريطة تفاعليه لها علي خرائط جوجل Google maps لتغطي مساحة مصر بحيث اتاحت فرصة اختيار اسم المرشح عن المنطقة فتظهر المعلومات الشخصية له ومعلومات عن الدائرة التي يمثلها المرشح. وفكرة الخرائط المعتمدة علي استخدام خرائط جوجل وبرنامج "يوشاهدي" وهي كلمة سواحلية تعني شاهد طبقت لاول مرة في كينيا عقب الانتخابات الرئاسية في عام 2007 عندما قرر معارضون انشاء موقع يعتمد علي خرائط جوجل ليسجل اماكن وحالات التزوير والتجاوزات طبقا لشهود العيان ومنذ ذلك الوقت تعرض البرنامج لعمليات تطوير وتحديث مستمر وتعددت استخداماته حيث تعتمد عليه الان لجان الاغاثة الدولية في تحديد اعداد الضحايا في الزلازل والاجتياح الاسرائيلي لغزه كما استخدمه المصريون في رسم خريطة لاماكن التحرش الجنسي. وشكل موقع WWW.u-shahid.org منصة تفاعلية لتسجيل الشهادات الشعبية تجاه العملية الانتخابية عن طريق الرسائل القصيرة والبريد الالكتروني وبدأ عمله مع بدء مرحلة الدعاية الانتخابية في مصر في 14 نوفمبر الماضي وقام مستخدمو الموقع بتسجيل 349 شهادة مختلفة من محافظات مصر شملت استخدام المنشآت العامة والحكومية ودور العبادة في الدعاية الانتخابية واستخدم بعض المرشحين السيارات والمباني الحكومية وحتي الموظفين في عمل الحملات الانتخابية بالاضافة الي ازالة وتشويه الملصقات الدعائية لبعض المرشحين والاعتقالات واختطاف مجموعات كبيرة من مؤيدي بعض المرشحين في اكثر من محافظة الي جانب تقارير اخري حول اعمال عنف وسقوط مصابين وغلق بعض القري بالكامل والتواجد المكثف للبلطجة يتوعدون من لاينتخب احد المرشحين والاعتداء بالضرب علي المسيرات الانتخابية لبعض المرشحين. وتضمن التقرير ايضا 3 شهادات تؤكد ان الامور تسير علي مايرام في الدوائر الانتخابية المختلفة. الجديد في حملة المراقبة أيضا ان جانبا منها راقب الانتخابات من منظور اجتماعي من خلال رصد مختلف العوامل الاجتماعية والثقافية والقانونية والاقتصادية المؤثرة علي تمكين النساء في الانتخابات. وراقبت "نظرة للدراسات النسوية" علي مدار مراحل الانتخابات البرلمانية الماضية عددا من المرشحات عن بعض الدوائر علي مقاعد المرأة "الكوتة" لرصد المخالفات وما يمارس عليهن من عنف مبرر مجتمعيا وتأثير البيئة الاجتماعية علي مشاركتهن ومنافستهن للرجال علي المقاعد ومراقبة الناخبات في اليوم الانتخابي من حيث نسبة مشاركتهن للرجال وكيفية التعامل معهن داخل الدوائر الانتخابية واختلاف طرق التعامل وما يتعرضن له من عنف نتيجة المشاركة والاداء بأصواتهن. ويتم توثيق المعلومات من خلال خريطة تفاعلية لمراقبة الانتخابات تحت تصنيف "النساء في الانتخابات" وأخذت عملية المراقبة الالكترونية للانتخابات دورا مهما هذه المرة ورصدت العديد من الحالات السلبية للمرحلة الأولي للانتخابات وعكست صورة قريبة من الواقع وان كان فيها بالتأكيد بعض المبالغات والاثارة فمثلا قد تكون مشاجرة عادية في الشارع مثلما يحدث كل يوم في الشارع المصري وتصور للناس علي انها مشاجرة انتخابية أو مناظر دماء وقتلي. هذه المعلومات والصور واللقطات التي تعرضها المواقع تحتاج إلي مصادر موثوقة يمكن الاعتماد عليها في تأكيد المعلومات.. أما مسألة الاعتماد علي شهود العيان فربما يكون أحدهم مبالغا فيها يقول أو يحاول البعض الآخر دس معلومات غير صحيحة للتأثير علي الرأي العام واقناعه بفشل العملية الانتخابية وهي أشياء واردة يمكن افتراضها ان لم يتم التحقق منها أو التحقيق في احداثها من خلال الجهات المسئولة والمعنية بهذا النوع من الجرائم. نقطة نظام ** الحكومة الجديدة محظوظة بالمجلس الجديد عنوان استفزني للغاية لأنه يعني أشياء كثيرة سيئة وغير مفيدة للمواطنين فلا رقابة ولا انتقاد ولا أفكار جديدة ولا حلول لمشاكل مستعصية وستفعل الحكومة ما تريد دون خوف من أحد!! ** الوزراء الناجحون في الانتخابات: مستمرون في اطلاق التصريحات الوردية للمواطنين.. خلاص يا بهوات المولد انفض! ** جوليان اسانج.. مؤسس موقع ويكيليكس الذي كتبنا عن موقعه في باب "صحافة اليكترونية" منذ اسبوع ثم انطلقت بعد ذلك سيول من المقالات الصحفية عنه بعد أن فجر الغضب بوثائقه الجهنمية والدته تحذر من تحالف أمريكا واستراليا ضده.. تصوروا دولا كبيرة تتحالف من أجل القضاء علي شخص واحد ضعيف لا حول له ولا قوة سوي ما يكتبه وينشره!! ** قطر محظوظة هذه الأيام فقد عادت العلاقات الطيبة بينها وبين القاهرة.. وفازت بتنظيم مسابقة كأس العالم عام 2022 كأول دولة عربية تنال هذا المجد والأهم من ذلك كله حالة الرضا والقبول والترحيب التي سيطرت علي اعلامنا وصحفنا وكتابنا عند الحديث عن قطر وسمو الأمير.. خير اللهم اجعله خير لطالما طالبنا بعدم التطرف في الهجوم علي اخواننا العرب. ** حصانة: لماذا لا يتم الغاؤها عن نواب الشعب الجدد بعد ان اساء العشرات من النواب في المجالس السابقة استخدامها في التورط في قضايا فساد وعلاج علي نفقة الدولة وديسكو وموبايلات وقمار وغيرها؟ الغاء الحصانة سيكون مفيدا من كافة الوجوه وحتي تمنع التهافت والبلطجة والتزوير اثناء الانتخابات. ** الأهلي: بعد أن تواري الاعلام الأحمر خجلا فلم يعد لديه ما يقوله أو يبرره لنتائج وحالة الأهلي السيئة والتي تدعو للشفقة والرثاء وبعد أن انكشفت ألاعيب بعض الحكام المنحازين للأهلي - بلا خجل - ظهر نادي القرن علي حقيقته فكان فريقا عاديا لا بيهش ولا بينش ولسه كمان! ** الزمالك: قمة الدوري من حقك هذا العام والاعوام القادمة لأنك تستحق يا كابتن حسام ويا لاعبي الزمالك ويا جمهوره الحبيب.