أصبح التربص واضحا بين الصحفيين الذين يؤدون واجبهم المهني بإخلاص وبين مختلف رجال السلطة من وزراء وغيرهم. فالناس علي دين ملوكهم. نسمع من حين لآخر اسلوب معاملة لا يليق أقل ما يوصف به انه تجاهل واهمال وحجب المعلومات. ونشهد أحيانا تطاولا بمختلف الطرق فنغمض العين أحيانا ونقبل الاعتذار أخيرا. هكذا يزيد الأمر عن الحد. بدءا من حرية الاعلام وانتهاء بحقوق الانسان. آخرها ما حدث في جامعة عين شمس حيث كان الزميل الشاب "محمد البديوي" يغطي وقفة الأساتذة تأييدا لحكم القضاء بإلغاء الحرس الجامعي وتحرش آخرين يقولون بأنهم طلبة ويقولون بلطجية ولا فرق مادام بعضهم يحمل المطاوي والسنج. لأن عشاق بقاء الحرس والخائفين علي مناصبهم العالية يحاربون بكل ما يملكون من زيف الكلام والادعاء والتحريض أرادوا فرض سطوتهم بحد السلاح واللسان. أصبحت الوقفة السلمية معركة حربية وتحول أساتذة محترمون إلي مقتحمين معتدين شتامين. لم يقبلوا وجود صحفيين يسجلون ويصورون حقيقة ما يحدث فنال "البديوي" نصيبه من الإهانة والعنف مع انه المحرر المختص بشئون الجامعات في جريدة "اليوم السابع" ناحل الجسد رقيق المشاعر فهو أيضا شاعر. بلغ الأمر حد الغضب والشكوي لأقرب نقطة شرطة "الوايلي" ضد من عرف الصحفي اسمه من المعتدين عليه فكانت مفاجأة أن تعامل معه الضابط الشاب باستهانة بل واحتجزه بعد مصادرة تليفونه الخاص وهدد زملاءه الصحفيين الذين صحبوه لتقديم البلاغ شهودا علي الواقعة بإيداعهم أيضا الحجز وتوجيه اتهامات خطيرة لهم وهم "أبوالسعود محمد" و"حسام خاطر" من الشروق و"المصري اليوم" ومصور "اليوم السابع" "محمود حفناوي". أرجو ألا يكون هناك خطأ في بعض أسماء الزملاء الصحفيين فالصحف التي ينتمون اليها ذكرت اثنتين منها بألقاب مختلفة!! من شاهد إلي متهم مشارك في التحريض ومن صحفي إلي مثير للشغب يوزع المنشورات ويحرض علي التعدي علي الطلاب ورجال الأمن! تدخلت نقابة الصحفيين. فهل ينتهي العدوان علي شبابها بالاعتذار؟ وهل هذا يكفي طالما يتكرر وبعد أن كاد يصبح عرفا واسلوبا للتعامل؟ ليس علي رأس الصحفيين ريشة. ولكن أصواتهم تصل سريعا الي الرأي العام والمسئولين ولهم نقابة ورؤساء تحرير يدافعون عنهم.. فما بال المواطن العادي الذي يجد نفسه متهما ظلما وهو يستنجد؟! ليس علي ضابط الشرطة حرج فمدير جامعة عريقة وعميد كلية تدرس الحقوق وغيرهم تطوعوا لتشويه الصورة وتحريض السلطات التي لا تحتاج إلي تحريض وإشعال نار الفتنة بأسلوب مستفز وكلمات تثير الخجل وتبعث علي الشفقة ممن تفوهوا بها. كيف نستعيد الثقة في عدالة المواقف من أستاذ في الجامعة إلي ملازم في الشرطة؟! [email protected]