وقال الزميتي في حواره مع "الجمهورية" بمناسبة مرور 14 عاما علي خروج د. غالي ابن الفجالة من مكتبه في مقر المنظمة الدولية بنيويورك ان هذا الاتهام جاء بعد فشل الدول الكبري في مواجهة الاحداث المأساوية في البلقان. والصومال. ورواندا وغانا وتعالت أصوات الاتهام بتواطؤ السكرتير العام مع هذه القوي استناداً إلي ما يردده البعض بأنه حين تفشل الدول الكبري في حل مشكلة ما فانه لابد من "كبش الفداء" لتعليق فشلها عليه. وان د. غالي قد قبل القيام بدور الكبش لضمان اعادة انتخابه لفترة ثانية وهذا أمر غير صحيح. وكشف السفير الزميتي التقاعس الذي جاء من قوات الدول الكبري والتي تركت الصرب يرتكبون مجزرة سربرنيتشا بالبوسنة وهي مؤامرة دولية ضد المسلمين وقيل ان د. غالي تواطأ مع الصرب لكونهم من الأرثوذكس ولكن الحقيقة كما يرويها السفير الزميتي وهو شاهد عيان ووثيق الصلة بسكرتير عام الأممالمتحدة هي ان القوي الكبري وبصفة خاصة الأوروبية تكالبت علي شعب البوسنة للأسباب التاريخية المعروفة ونذكر هنا بما وقع في سربرنيتشا حيث كانت أعداد اللاجئين المسلمين تتوافد علي المدينة هربا من القصف الصربي. فقرر مجلس الأمن اعتبار منطقة سربرنيتشا ملاذا آمنا تحت حماية الأممالمتحدة وهنا اعترض د. بطرس غالي السكرتير العام في تقرير شهير إلي مجلس الأمن علي أساس ان القوات الدولية الموضوعة بالفعل تحت تصرف الاممالمتحدة تقدر بستة آلاف جندي. في حين ان المطلوب- وفقا لتقديرات مستشاريه العسكريين الغربيين- هو ثلاثون ألف جندي قبل اعلان المنطقة ملاذا آمنا تحت الحماية الدولية.. وأوضح الزميتي ان د. غالي تمسك بضرورة ان توفر القوي الكبري بمجلس الامن القوات المطلوبة قبل اعلان المنطقة ملاذا آمنا ولكن لم يستجب مجلس الأمن لطلب السكرتير العام. بل ان المندوبة الدائمة للولايات المتحدة مادلين أولبرايت اتهمت د. بطرس غالي بالتواري في الاضطلاع بمهامه وكانت المشادة الشهيرة بينهما في ذلك الوقت ثم وقعت المأساة حيث تدفق الالاف من السكان العزل من المسلمين إلي سربرنيتشا فقضت القوات الصربية علي الرجال والأطفال الذكور قضاء مبرماً تحت أعين قوات الأممالمتحدة العاجزة عن حمايتهم لنقص الأفراد اللازمين. وقد اتهمت وسائل الاعلام العالمية والأممالمتحدة بالتقاعس عن الاضطلاع بواجبها. الا ان الكل يعلم ان التقاعس جاء من القوي الكبري التي تركت الصرب يرتكبون هذه المجزرة التي تعد نقطة سوداء في تاريخ أوروبا. وشرح الزميتي التداعيات السياسية لمؤامرة سربرنيتشا مشيراً إلي التحقيق البرلماني مع وزير الدفاع الفرنسي والقادة العسكريين الميدانيين الذين لم يحركوا ساكنا لحظة ارتكاب المجزرة حيث تم توجيه اللوم لهم.. وحدث نفس الشيء في بلجيكا كما شكل البرلمان الهولندي لجنة مماثلة للتحقيق أسفرت عن استقالة ئيس الوزراء اعترافاً منه بمسئوليته وتخليه عن حماية المسلمين الأبرياء من القمع الصربي وقد ظهرت الحقائق متأخرة ولكن واضحة وكافية لتبرأة ساحة د. غالي السكرتير العام والأممالمتحدة ذاتها. قانا وعدم التجديد وحول علاقة تقرير مذبحة قانا وعدم التجديد للدكتور غالي قال الزميتي ان د. غالي لم يذعن للضغوط الأمريكية وأحال التقرير الذي أعده مساعدوه عن المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في قانا إلي مجلس الأمن ليصبح وثيقة رسمية من وثائق الأممالمتحدة وشمل التقرير قصف اسرائيل معسكرا لقوات الأممالمتحدة وحيث تلقي د. غالي التقرير الذي أدان إسرائيل ادانة صريحة. كان في إمكانه ان يحتفظ به في الدرج الا انه لم يذعن للضغوط الأمريكية وقيل ان هذا الموقف في حد ذاته كان نقطة تحول قررت الولاياتالمتحدةالأمريكية بعدها عدم التجديد له كما ان الأممالمتحدة مازالت تطالب إسرائيل بسداد تعويض عن الخسائر التي سببتها لممتلكاتها التي قصفتها في مذبحة قانا.