عبر فيلم "الممر" تاريخ السينما المصرية.. وأصبح وثيقة مهمة تؤرخ لمرحلة مهمة في تاريخ مصر عسكريا وسياسيا. تناول الفيلم بطولات الجيش المصري في صراعه مع العدو الاسرائيلي.. ونجح صناعه بصورة كبيرة حينما ركزوا علي معركة محددة وهي مهمة تدمير موقع اسرائيلي في قلب سيناء عقب نكسة 67 باسابيع قليلة لتؤكد ان الجيش المصري يستطيع رد الاعتبار واسترداد ارضه المحتلة. و"الممر" رسالة جاءت في وقتها تماما تعلمنا ان نبحث في لحظات "الانكسار" عن الأمل والعمل. ونجح شريف عرفة في ان يرد الاعتبار للسينما المصرية. وان يقدم فيلما قويا عن بطولات الجيش المصري بطريقة فنية رائعة بمعاونة كتيبة من "الصاعقة" الفنية. يبدأ الفيلم بأغنية لأم كلثوم "راجعين بقوة السلاح" في رسالة واضحة ان مصر ستعيد أرضها التي ضاعت منها مرة أخري.. ثم نشاهد آثار هزيمة 67 وتأثيرها علي الجيش والشعب.. ثم تبدأ الاستعداد لمعركة استرداد الكرامة وتلقين العدو الاسرائيلي درسا كبيرا من خلال إصرار قيادة الجيش علي عبور فرقة من قوات الصاعقة المصرية بقيادة المقدم البطل "نور" أحمد عز ومجموعة منتقاة من الضباط والجنود لمهاجمة أكبر قاعدة عسكرية اسرائيلية داخل سيناءالمحتلة في رسالة مهمة ان الجيش المصري يستطيع الوصول اليهم في أي مكان.. وهو ما تحقق بالفعل ولتبدأ مرحلة مهمة من الصراع العربي الاسرائيلي "بحرب الاستنزاف". شخصيات الفيلم كما أختارها شريف عرفة المخرج والمؤلف رسمت بعناية وجسدتها كتيبة من كبار النجوم وتمثل جميع أطياف الشعب فالجندي السوهاجي هلال "محمد فراج" القناص الماهر و"أمير صلاح الدين" النوبي الأسمر يمثلان قطاعا كبيرا من الشعب المصري الذي يرفض الهزيمة أو النكسة رغم المعاناة التي يعيشان فيها.. وهذا كان اختيارا جيدا لهذا القطاع من ابناء الشعب الذي تحمل آثار هذه النكسة. ورد الاعتبار لهم. والأهم التأكيد علي الدور الوطني لابناء سيناء وما قدموه من دعم للجيش من خلال الدور الوطني لبورقيبة "محمد جمعة" البدوي السيناوي وشقيقته فرحة "أسماء ابواليزيد". اللذين عملا دليلا للجنود.. وقدمت هند صبري دورا متميزا في دور زوجة نور المحبة لزوجها وترفض التخلي عنه.. أما "إياد نصار" فقد ابدع في دور الضابط الاسرائيلي ديفيد. وكذلك دور احسان الصحفي خفيف الظل والذي قدمه أحمد رزق. وكان بمشاركة العديد من النجوم منهم محمد الشرنوبي المطرب المبدع وأحمد صلاح حسني وشريف منير وحجاج عبدالعظيم وأحمد فلوكس وأنعام سالوسة ومحمود حافظ وكريم العميد والحان المهدي. فيلم للتاريخ ** قال هشام عبدالخالق منتج فيلم "الممر" انه كان يحلم بانتاج فيلم عسكري. وهذا ما تحقق في فيلم "الممر" بإخراج شريف عرفة وبطولة أحمد عز وإياد ونصار وأحمد فلوكس وغيرهم. اضاف ان الفيلم اقل ما يقدمه للقوات المسلحة التي استردت كرامتنا وعزتنا والحقت الهزيمة بالعدو قبل حرب اكتوبر المجيدة نفسها فطوال سنوات حرب الاستنزاف لم يأمن العدو ولم يهنأ بما سرقه من أرضنا فكانت خسائر فادحة. ولم يدرك العدو عقيدة الجيش المصري ولا المصريين حتي جاء النصر العظيم في السادس من اكتوبر. اشار عبدالخالق إلي ان الفيلم تناول قصة واحدة من بطولات الجيش المصري وهي إحدي فرق الصاعقة وهي تدمر اكبر وحدة عسكرية لاسرائيل في سيناء. وقال ان ميزانية الفيلم تخطت المائة مليون جنيه بخلاف الدعم اللوجستي للجيش واعتمادنا علي المعدات العسكرية كالدبابات والمدافع وغيرها من المعدات الحربية. الفنان صاحب رسالة يقول الفنان أحمد عز.. أن دور "نور" ضابط الصاعقة بالقوات المسلحة في فيلم الممر هو نقطة تحول حقيقية في مشواري الفني. ودور مميز ضمن احداث الفيلم الذي استمر تصويره لأكثر من ستة أشهر.. مشيرا الي ان الفنان لابد ان يكون صاحب رسالة. والواجب الوطني يفرض علينا جميعا ان نقدم لمصر الكثير. والقوات المسلحة والشرطة قدمت الكثير من البطولات والتضحيات. ويأتي دور الفنان لالتقاط بعض هذه البطولات وتسليط الضوء عليها لانها تاريخ مصر ويجب ان يعلمه الجميع. اكد الفنان أحمد عز ان الفيلم يتحدث عن وقت محدد جدا مرت به مصرنا يبدأ قبل النكسة بيومين تحديدا يوم 3 يونيو 1967 مرورا بالنكسة واجوائها وتأثيرها علي البلد بالكامل مدنيين وعسكريين. نرصد من خلال الاحداث الحالة النفسية والاجتماعية التي عاشها الشعب بعد النكسة في هذه الفترة حتي عام 1968 مع بداية تكوين وحدات الصاعقة التي تبدأ في تنفيذ عمليات مباشرة ضد الاسرائيليين والتي أطلق عليها حرب الاستنزاف. وكان لها أكبر الاثر في تحقيق انتصار اكتوبر 73. اضاف عز ان الفيلم لايتوقف عند النكسة. لكنه يتحدث عن الامل والحلم والاجتهاد والعمل الذي يساعد علي النجاح بالتخطيط الجيد والتدريب المستمر لاسترداد الارض والكرامة. أشار إلي ان فريق العمل كلهم من النجوم بلا استثناء تحت قيادة المخرج الكبير والقائد شريف عرفة.. وقدمنا فيلما للتاريخ سيعيش في ذاكرة السينما... قائلا: كلنا جنود لمصر في كافة المواقع. علامة مهمة يقول الناقد طارق الشناوي إن الافلام العسكرية وفيلم "الممر" ورائه مخرج حرفي موهوب. استطاع توظيف التقنيات الحديثة وقاد فريق عمل أجنبياً لتنفيذ خياله. وقاد ببراعة ممثلين فاقتنص افضل ما لديهم عز وفراج وفلوكس ورزق ومحمود حافظ وتبقي الرائعة هند صبري بلقطات تشبه الواقعية قدمتها بإحساس مرهف. كما جاء عمر خيرت ليمنح الشاشة زخما بتلك الرؤية الموسيقية التي حرص عليها عرفة. وتأتي أغنية النهاية علي التترات التي كتبها أمير طعيمة المشارك أيضا في الحوار لتحلق بنا للذروة. جاء البعد الاجتماعي هو العمق الاستراتيجي للفيلم. الذي توقف امام سخرية المصريين من الهزيمة وجاء مشهد "السنترال" بين الضابط احمد عز الذي يريد الاتصال بوحدته في الاسماعيلية والذي يواجه ليس فقط بالسخرية ولكن بالتجاهل فيفقد اعصابه وينهال علي الجميع بالضرب وليؤكد ان الشعب كان ايضا مقهورا. واستطاع شريف عرفة ان يختار افراد الفرقة العسكرية التي تعبر الجانب الآخر من القناة والتي يقودها عز تمثل افرادها اطياف المجتمع فنجد النوبة وجنوب الصعيد في شخصيتي امير صلاح ومحمد فراج لتصل الرسالة ان هؤلاء المصريين قدموا الكثير للوطن. كما ان بدو سيناء كان من المهم تأكيد ولائهم لمصر. اكد الشناوي ان الفيلم "الممر" سيصبح علامة مهمة في تاريخ السينما المصرية. وجاء في وقت تحتاج اليه السينما والمواطن المصري للتأكيد علي تاريخنا العسكري والوطني المشرف.