لازاريني: تصويت البرلمان الإسرائيلي على تشريع جديد ضد الأونروا "أمر شائن"    وزير الإسكان: تقنين الأراضي المضافة للمدن الجديدة أولوية قصوى لحماية أملاك الدولة    السلطة المحلية في حضرموت اليمنية: نؤيد قرارات مجلس القيادة ونؤكد الاستعداد لتنفيذيها    مصرع تاجر مخدرات وضبط آخرين في مداهمة بؤرة إجرامية ببني سويف    الثقافة تختتم الموسم الثامن من المواهب الذهبية لذوي الهمم    محافظ الدقهلية يتفقد مستشفى التأمين الصحي بسندوب    محمد يوسف: حسام حسن يثق في إمام عاشور.. وكنت أنتظر مشاركته ضد أنجولا    كل ما نعرفه عن محاولة الهجوم على مقر إقامة بوتين    إحالة سائق إلى محكمة الجنايات في واقعة دهس شاب بالنزهة    تشكيل آرسنال المتوقع لمواجهة أستون فيلا في الدوري الإنجليزي    معبد الكرنك يشهد أولى الجولات الميدانية لملتقى ثقافة وفنون الفتاة والمرأة    أمم أفريقيا 2025.. موعد مباراة أوغندا ونيجيريا في ختام المجموعة الثالثة    رئيس الوزراء يشهد افتتاح مستشفى جامعة الجيزة الجديدة    الصحة: تقديم 3.4 مليون خدمة بالمنشآت الطبية بمطروح خلال 2025    الأهلى ينعى حمدى جمعة لاعب الفريق الأسبق بعد صراع مع المرض    قد يزامل عبد المنعم.. تقرير فرنسي: نيس دخل في مفاوضات مع راموس    متحدث الأوقاف يوضح أهداف برنامج «صحح قراءتك»    نقل مقر مأموريتين للتوثيق والشهر العقاري بمحافظتي القاهرة والوادى الجديد    محافظة الجيزة تعزز منظومة التعامل مع مياه الأمطار بإنشاء 302 بالوعة    وزيرا التموين والتنمية المحلية يفتتحان معرض مستلزمات الأسرة بالسبتية    "إكسترا نيوز": القافلة 105 تضم آلاف الأطنان من المواد الإغاثية الأساسية متجهة لغزة    "تبسيط التاريخ المصري القديم للناشئة" بالعدد الجديد من مجلة مصر المحروسة    فيديو.. متحدث الأوقاف يوضح أهداف برنامج «صحح قراءتك»    تراجع معظم مؤشرات البورصة بمستهل تعاملات الثلاثاء    هيئة السكة الحديد تعلن متوسط تأخيرات القطارات اليوم بسبب أعمال التطوير    حازم الجندى: إصلاح الهيئات الاقتصادية يعيد توظيف أصول الدولة    الصحة تنفذ المرحلة الأولى من خطة تدريب مسؤولي الإعلام    تأجيل محاكمة 4 متهمين بإشعال النيران في أنبوبة غاز داخل مقهى بالقليوبية ل4 يناير    بنك مصر يخفض أسعار الفائدة على عدد من شهاداته الادخارية    وزير الري يتابع موقف مشروع تأهيل المنشآت المائية    حسام عاشور يكشف سرًا لأول مرة عن مصطفى شوبير والأهلي    رئيس جامعة الجيزة الجديدة: تكلفة مستشفى الجامعة تقدر بنحو 414 مليون دولار    فطيرة موز لذيذة مع كريمة الفانيليا    اليوم.. طقس شديد البرودة ليلا وشبورة كثيفة نهارا والعظمي بالقاهرة 20 درجة    موعد بدء إجازة نصف العام الدراسى لجميع الصفوف    اسعار الفاكهه اليوم الثلاثاء 30ديسمبر 2025 فى اسواق المنيا    وزير العمل يبحث تحديات صناعة الملابس والمفروشات مع اتحاد الصناعات    6 جولات دولية ل أمين "البحوث الإسلاميَّة" في 2025 تعزز خطاب الوسطية    إليسا وتامر وعاشور في أضخم حفلات رأس السنة بالعاصمة الجديدة    وزير الصحة يعلن خطة التأمين الطبي لاحتفالات رأس السنة الميلادية وأعياد الميلاد المجيد 2026    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30-12-2025 في محافظة الأقصر    «التضامن» تقر توفيق أوضاع جمعيتين في محافظة القاهرة    أكسيوس: ترامب طلب من نتنياهو تغيير السياسات الإسرائيلية في الضفة    تفاصيل انطلاق قافلة "زاد العزة" ال105 من مصر لغزة    لهذا السبب| الناشط علاء عبد الفتاح يقدم اعتذار ل بريطانيا "إيه الحكاية!"    تعاني من مرض نفسي.. كشف ملابسات فيديو محاولة انتحار سيدة بالدقهلية    مجانًا ودون اشتراك بث مباشر يلاكووووورة.. الأهلي والمقاولون العرب كأس عاصمة مصر    القبض على المتهمين بقتل شاب فى المقطم    إصابة منصور هندى عضو نقابة المهن الموسيقية فى حادث تصادم    هدى رمزي: مبقتش أعرف فنانات دلوقتي بسبب عمليات التجميل والبوتوكوس والفيلر    بيان ناري من جون إدوارد: وعود الإدارة لا تنفذ.. والزمالك سينهار في أيام قليلة إذا لم نجد الحلول    محافظة القدس: الاحتلال يثبت إخلاء 13 شقة لصالح المستوطنين    الناقدة مها متبولي: الفن شهد تأثيرًا حقيقيًا خلال 2025    ترامب ل نتنياهو: سنكون دائما معك وسنقف إلى جانبك    في ختام مؤتمر أدباء مصر بالعريش.. وزير الثقافة يعلن إطلاق "بيت السرد" والمنصة الرقمية لأندية الأدب    ما أهم موانع الشقاء في حياة الإنسان؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب    هل تجوز الصلاة خلف موقد النار أو المدفأة الكهربائية؟.. الأزهر للفتوى يجيب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29-12-2025 في محافظة الأقصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد عز ل«الشروق»: «الممر» فيلم العمر.. وتحولت من ممثل لمقاتل في شهرين
نشر في الشروق الجديد يوم 04 - 06 - 2019

* الفيلم وثيقة تؤرخ لمرحلة مهمة فى تاريخ مصر.. ويرصد الحالة النفسية والاجتماعية التى دفعت الشعب للانقسام بين الحزن و«الهلس»
* لا نتوقف عند النكسة طويلا.. ونقدم صورة للأمل والحلم الذى تحقق مع بداية تكوين وحدات الصاعقة فى حرب الاستنزاف
* لم نقدم العدو بالشكل التقليدى.. وحوار العقول يسبق صوت المدافع فى الرد على العقيدة الإسرائيلية
* لولا الدعم اللوجستى من القوات المسلحة لما خرج الفيلم للنور.. واستخدمنا المعدات الحقيقية لحرب 67
* لا مجال للعشوائية فى لوكيشن شريف عرفة.. وشعرت معه بقيمة مهنة التمثيل
* المقاتل المصرى خير أجناد الأرض.. وهوليود تستخدم السينما فى تضخيم جيشها
* تصوير «الممر» بعد «الخلية» مجرد صدفة.. ولم أتخصص فى الأفلام العسكرية
ينافس الفنان أحمد عز فى سباق عيد الفطر، بفيلم «الممر» الذى يعيد الأفلام الحربية إلى شاشة السينما المصرية، واختار صناعه أن يعرض فى الذكرى ال52 لنكسة يونيو 1967 التى تنطلق منها الأحداث دون إفراط فى تناولها، لتسلط الضوء على قدرة التخلص سريعا من روح الهزيمة، وبدء عمليات حروب الاستنزاف التى مهدت الطريق لانتصارات أكتوبر 1973.
يواصل أحمد عز من خلال «الممر» تقديم الأفلام العسكرية الضخمة بعد التجربة الناجحة العام الماضى فى فيلم «الخلية» التى قدم من خلالها بطولات وتضحيات القوات الخاصة فى الشرطة المصرية.
«الشروق» التقت أحمد عز ليتحدث عن شخصية «نور» أحد أبطال الجيش الذين شاركوا فى حرب 67، وكانوا نواة لوحدات الصاعقة التى تم تشكيلها لتنفيذ عمليات نوعية خلف خطوط العدو، كما يتحدث عن كواليس تصوير الفيلم فى معسكرات القوات المسلحة التى دعمته لوجستيا بالمعدات التى استخدمت فى هذه المرحلة، وسمحت بتصويره فى معسكراتها، كما أشرفت من خلال إدارة الشئون المعنوية على التفاصيل الخاصة بالجانب العسكرى حتى يخرج الفيلم تحت قيادة المخرج شريف عرفة بجودة لا تقل عن مثيله فى هوليود.
يقول أحمد عز: فيلم «الممر» يعرض فى 140 دقيقة، وتم تصويره فى 12 أسبوعا تقريبا، بتكلفة تقترب من 80 مليون جنيه، فى عدد من المحافظات هى الاسكندرية، والسويس، وأسوان، والاسماعيلية، والغردقة، بالإضافة إلى القاهرة.
ومن المؤكد أن هذا الفيلم سيعيش فى ذاكرة السينما، لأننا شعرنا أثناء صناعته بأننا نقدم «حاجة كبيرة» وليس مجرد فيلم نمثله مقابل أجر، ولم يكن تفضلا من فريق العمل بل واجب علينا أن نتنازل عن جزء كبير من أجورنا ونحن سعداء وراضون لصالح الميزانية التى وصلت ل80 مليون جنيه ليخرج الفيلم بأفضل صورة ممكنة.
و«الممر» ينتمى لنوعية أفلام الدراما الأكشن يتحدث عن وقت محدد جدا مرت به مصر، يبدأ قبل النكسة بيومين، تحديدا يوم 3 يونيو، مرورا بالنكسة وأجوائها، وتأثيرها على البلد بالكامل مدنيين وعسكريين.
ونرصد من خلال الأحداث، الحالة النفسية والاجتماعية التى عاشها الشعب بعد النكسة، فى هذه الفترة كان جزء من الشعب يعيش فى حالة حزن، والبعض الآخر لجأ إلى «الهلس».
والفيلم لا يتطرق لحرب 1973 لأنه ينتهى عام 1968 مع بداية تكوين وحدات الصاعقة، التى تبدأ فى تنفيذ أول عمليات مباشرة مع الإسرائيليين التى أطلق عليها حرب الاستنزاف وكان لها أكبر الأثر فى تحقيق انتصار 73.
والمرحلة التى يتناولها الفيلم، ظلمت لأنها لم تخلد فى السينما بالشكل الذى يليق بها، فالبطولات والعمليات الفردية التى تم تنفيذها خلال حرب الاستنزاف تكفى لصناعة عشرات الأفلام.
* كيف يتناول الفيلم حرب 67 خاصة أن الجدل يتجدد حولها كل عام لدرجة الخلاف على تسميتها نكسة أم هزيمة؟
تعاملنا مع الفيلم منذ اللحظة الأولى، باعتباره وثيقة تؤرخ لمرحلة مهمة فى تاريخ مصر، وكان لابد من تدقيق كل كلمة ومشهد، ونقل كل شىء بأمانة حتى لا يكون ما نقدمه خادعا للأجيال التى لم تعش فترة الحرب.
وتمت مراجعة الفيلم رقابيا، كما تم تدقيق كل معلومة فيه من مؤرخين عسكريين، عن كتب ومراجع وأساسيات نتحرك من خلالها، حتى نكون أمناء فى كل كلمة نقدمها، فنحن لا نزيف الحقائق فى الفيلم ولا نهول منها، نحن نحكى الواقع كما حدث، لذلك استعنا بكتب ومراجع موثقة وموثوق فى كتابها، ولم نعتمد على قصة من الخيال أو هوى لمؤلف.
ومن المتوقع أن تحدث نقاشات حول الرؤية التى يتناولها الفيلم، ولكن ما أريد توضيحه أنه لا يتوقف عند النكسة طويلا، ولكنه يتحدث عن الأمل والحلم والاجتهاد والعمل الذى يساعدك على النجاح، وهذا ما نريد ان نقوله فى الفيلم.
وهذه النكسة كان لها مقدمات أدت إلى هذه النتيجة، فالهزيمة لا تكون فى الميدان فقط، كما أن المعركة لم تبدأ وقت الحرب، وإنما كان هناك مقدمات أدت إلى الوصول لنتيجة الهزيمة أو النكسة فى 5 يونيو 1967.
ربما كان هناك عدم تقدير وتخطيط جيد للموقف، بالإضافة إلى اعتبارات خارجية، وخيانة من بعض الأصدقاء، فالحروب لها حسابات كثيرة جدا، ولكن كانت المشكلة الأكبر أن روح الهزيمة كانت قد انتقلت إلى الشعب حتى قبل أن يدخل الحرب.
* الفن فى إسرائيل يتم توجيهه واستخدامه فى حرب نفسية لتشكيك الشعب المصرى فى انتصاراته وإنجازاته.. ما هى الصورة التى نقدم عليها العدو الإسرائيلى فى «الممر»؟
لم نقدمه بالشكل التقليدى، ولكن تناولنا العقيدة التى دفعت إسرائيل لتعتدى على مصر فى 67، كما نظهر فى الوقت نفسه العقيدة المصرية فى الرد على الفكر الاسرائيلى المغلوط، فسيناريو الفيلم عقائدى وليس حربيا فقط، وحوار العقول فيه سابق على طلقات المدافع، وهذا فى نظرى أهم مميزات الفيلم.
فالحروب والقتل والدمار هى أسوأ اختراعات البشرية والإنسانية، ولكن إذا فرضت عليك لاسترداد الحق عليك أن تكون مستعدا، فلولا الانتصار فى حرب 1973 ما رجعت أرضنا كاملة إلينا.
* ما هى طبيعة الدعم الذى حصلتم عليه فى الفيلم من القوات المسلحة؟
كل شىء فى الحياة العسكرية له أصول وقواعد، وكان لابد أن يظهر فى الفيلم بشكل سليم 100%، والشئون المعنوية للقوات المسلحة ساعدتنا كثيرا حتى يكون هناك مصداقية فى تقديم كل شىء.
على سبيل المثال عند التجهيز للملابس أخرجت الشئون المعنوية الصور الخاصة بهذه المرحلة، وتم تفصيلها كما طلبوا بالضبط، وكذلك السلاح وكيف يتم استخدامه، مرورا بكل شىء مرتبط بالحياة العسكرية أشرفت عليه القوات المسلحة.
والدعم اللوجستى يكون فى كثير من الأحيان أهم من الدعم المادى، والسماح بالتصوير فى المناطق العسكرية ليس بالأمر السهل، ولكن كان هناك تفهم كبير لأهمية ودور السينما، وأن مثل هذا الفيلم لن يصنع كل يوم، حيث تستخدم فيه معدات قديمة عاصرت حرب 67، مهندسو الجيش قاموا بعمل صيانة لها لتستخدم فى الفيلم، من طائرات ودبابات ومدفعية ثقيلة، ومضادات للطائرات، كما تم طلاء عدد من الدبابات بألوان الجيش الإسرائيلى حتى يمثل العدو فى المعركة.
كما كانت القوات المسلحة، تساعدنا بحب، حتى فى تحريك أسطول الدبابات الذى استخدم فى التصوير من محافظة السويس إلى الاسماعيلية بطواقم التصوير والممثلين بالإضافة إلى الضباط والجنود.
* ما هى الصورة التى قدمتم عليها الجندى المصرى بعد نكسة 67؟
إذا نظرنا للأفلام الأمريكية التى تتناول الجندى الأمريكى نجدها تصدر صورة أن لديهم أفضل معدات وأقوى جندى، ولديهم فرق قتالية لا يقوى عليها أحد، لكن الحقيقة أن الظروف التى يعيشها الجندى المصرى، تصنع منه مقاتلا أفضل من الأمريكى 100 مرة.
الجندى والمقاتل المصرى، هو خير أجناد الأرض، فلكى نصنع هذا الفيلم قرأنا كثيرا فى تاريخ هذه المرحلة، ولن يصدق أحد أن هناك «بشرى» استطاع أن يفعل ما فعله الجندى المصرى من بطولات، فالمقاتل المصرى هو بحق خير أجناد الأرض، ولا يشق له غبار، وما سمعته من حكايات عن الحرب من الضباط والجنود، جعلنى أشعر بالفخر.
وظهور الجندى بهذه الصورة فى «الممر»، يساهم فى رفع الروح المعنوية ويعطى ثقة للناس، بالإضافة إلى أن هذه النوعية من الأفلام تقدم متعة بصرية للمشاهد عندما تصنع بشكل جيد، ونحن لدينا قصص وبطولات كثيرة تمكننا من صناعة أفلام مهمة.
* كيف كان اللقاء الأول بينك وبين شريف عرفة؟
شريف عرفة ليس رائعا على المستوى المهنى فقط، وإنما على الجانب الإنسانى أيضا، وأنا يفرق معى جدا أن أعمل مع بنى آدم، فشريف عرفة لديه قدرة رهيبة أن يجعل كل فريق الفيلم ينفذ كل ما يريده بحب شديد، وهذا لا يحدث إلا إذا كان الممثل يحب المخرج ويثق فيه.
ويميز شريف عرفة أنه منظم جدا، فكل فنان فى الفيلم يعرف ماذا ومتى سيصور مشهده، ومتى سينتهى منه وما هى الملابس التى سيرتديها، لا مجال للعشوائية، فالانضباط فى لوكيشن تصوير شريف عرفة، يشبه الانضباط فى الجيش، وأدعى أنه لولاه لما اكتمل فى هذه الفترة، وأنا أحب هذه المدرسة جدا.
والعمل مع شريف عرفة بشكل عام يشعرك أن التمثيل مهنة قيمة جدا لها احترامها وأصولها وتقاليدها، وأنا فخور بالتعاون معه، فهو من أهم مخرجى مصر.
* هل المقارنة مع الأفلام التى تنتمى لنفس النوعية فى هوليود ستكون ظالمة ل«الممر»؟
كان الاتفاق من البداية أن جزءا كبيرا من جمهور السينما أعمارهم تتراوح ما بين 6 و 20 سنة، هذا الجمهور يشاهد السينما الأجنبية، من خلال تعامله واحتكاكه المستمر مع الإنترنت، وبالتالى يهتم جدا بمستوى الجودة، وإذا لم تقدم عملا بالجودة التى يراها فى الخارج فلن يشاهد الفيلم، وسيذهب للسينما الأجنبية التى نلاحظ جميعا الازدياد المستمر فى إيراداتها.
وأتمنى أن يعجب الفيلم المشاهدين، ويكون خير إثبات على أننا فى مصر قادرون على تقديم أفلام بجودة عالية لا تقل أهمية وجودة عن الأفلام التى تتم صناعتها فى هوليود، فنحن نعمل بنفس المعدات والإمكانيات، ولكن يبقى الفرق فى النظام الذى نعمل به، وهذا وجدناه فى العمل مع شريف عرفة، فمعه تكون على علم أين ستذهب ومتى يبدأ التصوير كل يوم ومتى ينتهى، ومتى ينتهى الفيلم بشكل عام، كل شىء محدد بالساعة والدقيقة، مثل «الخواجة» بالضبط، والسؤال الذى يطرح نفسه، لماذا لا نعمل جميعا بهذه الطريقة وهذا الالتزام؟!
فالنجاح يأتى من التخطيط والالتزام، وهذا هو الفكر الذى يقدمه الفيلم، ف«الممر» لا يتحدث فقط عن الحرب ويقدم معارك، ولكنه يقول رسالة بأننا عندما نخطط ونلتزم ونحدد أهدافنا ونصارح الناس بما يحدث ونعمل بجد، كل ذلك يساوى النجاح. فالجانب الفكرى والدرامى فى الفيلم غالب على الأكشن.
* فى مثل هذه الأفلام ينتظر الجمهور مشاهدة مقاتل حقيقى على الشاشة وليس ممثلا.. كيف كانت الاستعدادات النفسية والبدنية لتصوير «الممر»؟
كان الاتفاق من البداية مع المخرج شريف عرفة، إنه لم يكن يريد ممثلين يجسدوا أدوار ضباط مقاتلين، وإنما كان يريد ضباطا يمثلون الفيلم.
وبداية الاستعداد وتكوين الصورة على المستويين المدنى والعسكرى، كان بقراءة الكثير عن كل ما جرى قبل يونيو، وما بعدها من حروب للاستنزاف وحتى الانتصار فى 73، واستعنا بكتب عسكريين ومدنيين، كما استعنا أيضا بما كان يكتب فى الصحافة خلال هذه المرحلة، لنعرف الحالة النفسية والاجتماعية للشعب المصرى فى هذا التوقيت.
أما على المستوى البدنى، فمنذ تلقيت اتصالا من المخرج شريف عرفة نهاية شهر رمضان الماضى أثناء تصوير آخر مشاهدى فى مسلسل «أبو عمر المصرى»، قررت من كثرة الحماس للتجربة ألا أحصل على راحة، وبعد عيد الفطر الماضى مباشرة بدأنا العمل على فيلم «الممر»، ذهبت إلى قاعدة عسكرية وتدربت لمدة شهرين مع باقى فريق الفيلم على السلاح بشكل مكثف رغم أننى كنت قد تلقيت تدريبا محترفا على السلاح فى فيلم «الخلية».
هذه النوعية من الأفلام صعبة جدا ومرهقة، فمن الممكن أن تقيم فى الصحراء لمدة أسبوع، بدون أى رفاهية، وكان الغرض أن يظهر على وجوه الممثلين بأن الشمس تعبتهم، حتى يصدق المشاهد أن هذه الفرقة القتالية كانت بالفعل خلف خطوط العدو.
* بمناسبة «الخلية».. هل أصبحت متخصصا فى تقديم الأفلام العسكرية؟
تقديم «الممر» بعد فيلم «الخلية» كان صدفة بحتة ولم يكن مرتبا له على الاطلاق، ربما رأى المخرجون أننى كنت جاهزا جسمانيا فتم ترشيحى، وربما لأننى تدربت على السلاح بشكل احترافى جدا فى أكثر من عمل مؤخرا، وربما لأن الجميع يعرف أننى بالفعل أحب الالتزام فى حياتى الشخصية والمهنية، وأحترم شغلى جدا.
وأشكر الله على الفرص التى حصلت عليها مؤخرا فى السينما، لأن فيلما مثل «الممر» سيكون فى أرشيفى، وسيخلد فى تاريخ السينما المصرية، وربما لا أستطيع تقديم مثله فى حياتى مرة أخرى فيمكن وصفه بأنه فيلم العمر، وربما هناك أجيال تمر ولا تأتيها فرصة صناعة فيلم مثل «الممر»، وبالتالى فكرة الاستمرار فى تقديم نوعية الأفلام العسكرية أراها صعبة جدا، لأن الورق الخاص بها لا يتوفر بسهولة، والدعم الذى يقدم لها أيضا كبير جدا ولا يتوفر بسهولة، لكن إذا تحققت المعجزة وتوفرت الفرصة كل عام سأكون سعيدا جدا بتقديم هذه التجارب العظيمة.
* رغم أن معظم أفلامك تنتمى لنوعية الأكشن إلا أنك لا تصنف ممثل أكشن.. هل لديك تفسير؟
أنا لا أحب تصنيفى ممثل أكشن أو كوميدى أو غيره، ولا أحب حصرى فى نوعية معينة، ولكنى أحب أن يقال عنى ممثل جيد هذا كل ما أتمناه وأسعى إليه، فأنا سأخرج من «الممر» على فيلم «ولاد رزق» الذى تسيطر عليه الكوميديا، وسأخرج منه على فيلم «يونس» وهو فيلم أكشن لكنه يعتمد على حرب العقول، الحروب المخابراتية.
ولا أحب التصنيف لأنه يحصر الممثل فى منطقة واحدة، ومقبرة الممثل هو الاتجاه الواحد، يقصر من عمره، وبالتالى لابد من التنوع، لأن الممثل لا يثبت فى مرحلة عمرية واحدة، والطبيعى أن يكون دائما مستعدا ومواكبا لكل ما يحدث حوله.
* عيد الفطر عادة يكون موسما لأفلام لايت خاصة أنه يأتى بعد «تخمة» مسلسلات رمضان.. هل طرح «الممر» فى هذا الموسم مجازفة؟
مبدئى فى التعامل مع أفلامى، أننى أفكر فيها قبل وأثناء التصوير حتى تخرج بأفضل شكل ممكن، ما سيحدث بعد ذلك أثناء العرض هو توفيق من الله، يضاف إلى ذلك أن المنتج والموزع هشام عبدالخالق يعرف جيدا ماذا يفعل، وكذلك المخرج الكبير شريف عرفة، ومؤكد أن لديهما وجهة نظر فى أن هذا هو الوقت المناسب للفيلم.
كما أن جمهور الدراما يختلف تماما عن جمهور السينما، بدليل أنك تجد ممثلا ينتهى من مسلسل فى رمضان ثم يطرح فيلما فى عيد الفطر والاثنان يحققان نجاحا كبيرا، فالتلفزيون له مشاهد والسينما لها مشاهد مختلفة تماما.
السينما فى الأعياد تكون «خروجة وفسحة»، وليس شرطا أن تقدم للجمهور فيلما كوميديا، لأنه يرغب فى مشاهدة فيلم مصنوع بحرفية وجيد، فالجمهور منذ فترة طويلة لا أحد يستطيع أن يضحك عليه، أصبح أكثر وعيا واطلاعا، وإذا لم تقنعه أنك اجتهدت وتعبت حتى تقدم له فيلما محترما لن يشاهدك.
* أخيرا.. هل تراهن على جودة فيلم «الممر» فنيا أم عينك على شباك التذاكر فى منافسات عيد الفطر؟
عندما أشارك فى فيلم أتمنى نجاحه على 4 مستويات، أن يعيش فى ذاكرة التاريخ، وأن يكون جيد الصنع ويعيش فى أرشيف السينما المصرية وتاريخى الشخصى، وأن تصل رسالته فى مصر وكل الدول العربية ومن يشاهده بشكل عام، وأخيرا أن يحقق الفيلم إيرادات جيدة.
هناك من يفكر فى المردود المادى فقط وهذا ليس عيبا، ولكنى أحب أن أقدم أفلاما تحقق المعادلة الصعبة، تقدم رسالة مهمة وتعيش كما تعيش أفلام الزمن الجميل الأبيض والأسود، وكذلك تنجح وتحقق إيرادات كبيرة فى وقت عرضها. بشكل عام أتمنى أن تكون أفلامى عمرها طويل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.