منذ توقف الحرب بين ايران والكيان الصهيونى تشهد العلاقات الإيرانيةالغربية حالة من الشد والجذب حيث تطالب الولاياتالمتحدةالأمريكية برئاسة الإرهابى دونالد ترامب طهران بالدخول فى مفاوضات حول البرنامج النووى الإيرانى فى حين يرفض الايرانيون هذه المفاوضات مؤكدين أن الولاياتالمتحدة شاركت فى العدوان الصهيونى على بلادهم ولابد من اعتذار أمريكى وتعويضات عن الأضرار التى وقعت سواء فى المفاعلات النووية أو غيرها . ويشير الإيرانيون إلى أن الأممالمتحدة ومجلس الأمن تحوّلا إلى مسرح للتهريج والسخرية كما أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أصبحت أداة لتبرير العدوان الأمريكي ولم تعد مؤسسة دولية حيادية يمكن التعويل عليها. كان الرئيس الأمريكي الإرهابى دونالد ترامب، قد زعم في وقت سابق تواصل مسئولين إيرانيين مع واشنطن لتحديد موعد لمحادثات حول البرنامج النووي، إلا أن طهران نفت ذلك. يذكر أن المحادثات بين الجانبين بدأت في شهر أبريل 2025، لكنها توقفت عقب الهجمات العسكرية الصهيونية الأخيرة على إيران، في حين زعم ترامب أن استئنافها سيكون قريبا.
مسرح للتهريج والسخرية
حول هذه المواقف كشف علي لاريجاني، مستشار المرشد الإيراني، علي خامنئي، أن طهران تدرس حاليا رسائل وصلتها من أمريكا بشأن إمكانية استئناف المفاوضات، مشيرا إلى أن الثقة بين البلدين انهارت تماما بعد الحرب الأخيرة. ووصف لاريجاني فى تصريحات صحفية الأممالمتحدة ومجلس الأمن بأنهما تحوّلا إلى "مسرح للتهريج والسخرية"، متهما الإدارة الأمريكية، بقيادة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بتبني سياسة تقوم على إما الاستسلام أو الحرب . وقال إن الحديث عن تدمير حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني مجرد "ضجيج دعائي"، مؤكدا أن حماس ما زالت تنفذ عمليات ضد الكيان الصهيونى، مشددا على أن نتنياهو وترامب لا يدركان عظمة الأمة الإيرانية .
فى نفس السياق قال المرشد الإيرانى الأعلى على خامنئى إن استهداف قاعدة العديد الأمريكية ليس حادثة صغيرة بل كبيرة يمكن تكرارها . وأظهر تحليل لصور الأقمار الصناعية، أن الهجوم الإيراني على قاعدة "العديد" الجوية في قطر، والتي تعد أساسية للجيش الأمريكي في المنطقة، ربما أصاب قبة جيوديسية تضم معدات يستخدمها الأمريكيون للاتصالات الآمنة، وهي خسارة لم يُعترف بها علنًا حتى الآن . جاء الهجوم الإيراني على القاعدة الأمريكية في 23 يونيو الماضي، ردًا على القصف الأمريكي لثلاثة مواقع نووية في طهران، ما أدى سريعًا إلى وقف إطلاق نار توسط فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منهيًا بذلك قصفًا إيرانيًا صهيونيا متبادلًا استمر 12 يومًا. وتشير صور الأقمار الصناعية إلى أنه بخلاف تضرر القبة، لم يُحدِث الهجوم الإيراني أضرارًا تُذكر، ويرجع ذلك إلى إجلاء الولاياتالمتحدة طائراتها من القاعدة إلى مقر القيادة المركزية للجيش الأمريكي قبل الهجوم. كما صرّح ترامب بأن إيران أشارت إلى موعد وكيفية ردها، ما سمح للدفاعات الجوية الأمريكيةوالقطرية بالاستعداد للهجوم، الذي عطّل حركة النقل الجوي في الشرق الأوسط لفترة وجيزة، لكنه لم ينجر إلى حرب إقليمية طالما خشاها المحللون.
ترامب يعيش فى أوهامه
يذكرأن، على لاريجانى مستشار المرشد الإيرانى على خامنئى كان قد كشف يونيو الماضى أن 6 صواريخ إيرانية أصابت قاعدة "العديد" بدقة وقوة، مشيرا إلى أن ترامب يعيش فى أوهامه. وقال لاريجانى: من أصل 14 صاروخا أطلقتها إيران أصاب 6 منها القاعدة الأمريكية في العديد، وأصابتها بقوة وكل صاروخ منها كان يحمل رأسا حربيا بوزن 400 كيلوجرام . نحن نعرف تماما ما حدث، لكن دعوا ترامب يستمتع بأوهامه . وشدد على أن سبب تغير مسار الحرب هو القدرة الصاروخية، مؤكدا أن انتصار بلده في المواجهة أثبت قدرتها وغير المعادلات السياسية والأمنية.