أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط أن الأمن القومي العربي تعرض خلال السنوات الماضية إلي تهديدات خطيرة. مشيراً إلي أن الحلول السياسية هي الكفيلة وحدها بإنهاء النزاعات وجلب الاستقرار. أعرب أبوالغيط- في كلمته أمام القمة العربية ال 30 في العاصمة التونسية- عن تقديره لما قام به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من جهود مشهودة. وما قامت به المملكة العربية السعودية تحت قيادته الحكيمة خلال عام القمة العربية ال 29 في مختلف القضايا والأزمات العربية. أوضح أن القمة الحالية تنعقد والمنطقة العربية تتشبث شعوبها بالأمل والرجاء وترفض الانجراف إلي اليأس. قائلاًً "إن بعض دولنا مازالت تنزف وبعض أبنائنا يتكبدون مرارات الصراع والآلام والتشريد في سوريا واليمن وليبيا". قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط. في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية ال 30 بالعاصمة التونسية. "إن التهديدات كلها سواء. وذلك سواء تنهش المجتمعات من داخلها. وعلي رأسها الإرهاب وانتشار التشكيلات المسلحة خارج سيطرة الدولة. أو تلك التي تتربص بالمجتمعات من خارجها. وفي مقدمتها اجتراء بعض القوي الإقليمية علي الدول العربية أو نكبة الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 عقود وزيد". أضاف أبوالغيط أن كل تلك التهديدات متشابكة ومتداخلة تنبه إلي حقيقة ساطعة آملا أن نتحد جميعا في رؤيتها علي ما هي عليه. وهي أن الأمن القومي العربي وحدة مترابطة. وكل واحد لا يتجزأ له عنوان واحد. هو صون الدولة الوطنية.. الدولة التي تطبق حق المواطنة الكامل والمتكافئ للجميع. تابع "حاجتنا تشتد اليوم أكثر من أي وقت مضي لمفهوم جامع للأمن القومي العربي.. نتفق عليه جميعاً ونعمل في إطاره. وهو مفهوم يلبي حاجة كل دولنا إلي الاستقواء بالمظلة العربية في مواجهة اجتراءات بعض جيراننا والتدخلات الأجنبية في شئوننا ومخططات جماعات القتل والإرهاب للنيل من استقرارنا. مفهوم لا يهون من خطر أي تهديد أو يمنحه الأولوية علي غيره".. مشدداً علي أن القضية العربية هي قضية واحدة من مسقط إلي مراكش. لفت أبوالغيط إلي أن التدخلات من جيراننا في الإقليم. وبالأخص من إيران وتركيا. فاقمت من الأزمات وأدت إلي استطالتها واستعصائها علي الحل. كما خلقت أزمات ومشكلات جديدة علي هامش المعضلات الأصلية.. معرباً عن رفضه لكافة تلك التدخلات وما تحمله من أطماع ومخططات. مضيفاً "ظرف الأزمة هو حال مؤقت وعارض سيزول طال الزمن أم قصر". أكد أن التعدي علي التكامل الإقليمي للدول العربية ووحدة ترابها أمر مرفوض عربيا. مشيراً إلي أنه لا مجال لأن يكون لقوي إقليمية جيوب في داخل بعض دولنا تسميها. علي سبيل المثال. "مناطق آمنة".. مشدداً علي أنه من المقبول أن تتدخل قوي إقليمية في شئوننا الداخلية بدعم فصيل أو آخر تحت غطاء طائفي لا يكاد يخفي ما وراءه من أطماع إمبراطورية في الهيمنة والسيطرة. اعتبر أبوالغيط أن أزماتنا بعضها وليس كلها من صنع أيدينا. تستدعي منتهزي الفرص ومقتنصي الغنائم. قائلاً "ها نحن أمام إعلان أمريكي مناقض لكافة الأعراف القانونية المستقرة. بل ولأسس النظام الدولي" الراسخة. حيث يمنح المحتل الإسرائيلي شرعنة لاحتلاله لأرض عربية في الجولان السوري. اختتم أبوالغيط كلمته. بالتأكيد أن الجولان أرض سورية محتلة بواقع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن. مشدداً علي أن الاحتلال جريمة. وشرعنته خطيئة. وتقنينه عصفا بالقانون واستهزاء بمبادئ العدالة. قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط. في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للدورة العادية ال 30 للقمة العربية بالعاصمة التونسية. "إن الاحتلال الإسرائيلي يسعي إلي اغتنام المكاسب سواء في سوريا أو فلسطينالمحتلة. بتثبيت واقع الاحتلال وضم الأراضي.. معرباً عن أسفه من مواقف الإدارة الأمريكية الأخيرة التي تشجع الاحتلال علي المضي قدماً في نهج العربدة والاجتراء". أضاف أبوالغيط أن قرارات الإدارة الأمريكية تبعث برسائل خطأ إلي الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية بل إلي الأمة العربية كلها. وكأنها تحملهم عبئاً فوق عبء الاحتلال ومعاناة فوق معاناة القمع والاستيطان ونهب عوائد الضرائب بالتضييق المالي والسياسي علي المؤسسات الفلسطينية. والتي تعتبر عصب الدولة المستقبلية. فضلاً عن التضييق علي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا". أوضح أن الاحتلال يهدف إلي تقليص المكتسبات الضئيلة التي حققها الفلسطينيون من خلال التفاوض منذ عام 1993. وتضييع أي أمل للشعب الفلسطيني في أن يصبح حل الدولتين هو الحل الوحيد الممكن لهذا الصراع الطويل. وجعله أملاً بعيد المنال بكل ما ينطوي عليه ذلك من تهديد لأمن واستقرار المنطقة كلها. أكد أبوالغيط أن العمل العربي المشترك يظل طوق نجاة وسط تلك الأجواء العاصفة. داعياً الدول العربية إلي التمسك به وتوسيع مجاله.. منوهاً بالصدي الناجح للقمة العربية الأوروبية. التي انعقدت للمرة الأولي في شرم الشيخ مؤخراً. لافتاً إلي أن الجامعة العربية تقوم باحتضان منتديات مماثلة مع عدد من الشركاء الدوليين. اختتم أبوالغيط كلمته. بالتشديد علي أن الجامعة العربية ستظل العنوان الأبرز والرمز الأبقي الذي يجمع العرب ويوحد كلمتهم.