مازلنا في شهر مارس. شهر ثورة المصريين الكبري في 1919 التي غيرت كثيرًا من وجه الحياة المصرية في أكثر من مجال. ونصل إلي يوم 13 حيث وجهت السلطات البريطانية انذارًا إلي موظفي الحكومة تحذرهم من الاشتراك في المظاهرات. وتحثهم علي الاستمرار في عملهم تحت حماية السلطة العسكرية. وهددت بإعدام كل من يتسبب في اتلاف خطوط المواصلات الحديدية أو التلغرافية أو التليفونية. ويوم 14 مارس استشهد 12 وأصيب 24 نتيجة اطلاق النار علي المصلين وهم خارجون من صلاة الجمعة بمسجد الحسين. وسارت مظاهرة في شارع عباس "رمسيس" والسيدة زينب. ويومها استخدم الانجليز طائرة حربية لأول مرة لاطلاق النار علي المتظاهرين. وخرجت مظاهرة سلمية في المنصورة. ويوم 15 كتب أطباء وأساتذة طب قصر العيني احتجاجًا جماعيًا علي الفظائع التي شاهدوها من فحص جثث القتلي والمصابين في المظاهرات. وفيه بدأ عمال السكك الحديدية "4 آلاف عامل" إضرابًا استمر حتي 2 مايو للمطالبة بتحسين أجورهم. كما أضرب عمال ورش البوستة الخديوية مطالبين بتخفيض ساعات العمل إلي 8 يوميًا. وزيادة المرتبات بنسبة 20%. وفيه تشكلت محكمة عسكرية لمحاكمة المقبوض عليهم في المظاهرات. وخرجت مظاهرة كبري في بني سويف هاجمت المحكمة ومقر المديرية. يوم 16 تشهد مصر أول مظاهرة نسائية. بمشاركة 300 سيدة سارت في شوارع العاصمة الرئيسية. وأمام القنصليات الأجنبية. وتوجهت إلي بيت الأمة إلا أن الجنود منعوها قبل الوصول اليه. وسددوا اليها البنادق. وظل الموقف علي حاله ساعتين ثم تقدمت إحدي المتظاهرات حاملة العلم إلي أحد الجنود وهو يوجه بندقيته اليها وقالت بالانجلزية: "نحن لا نهاب الموت". ويومها باتت العاصمة في ظلام بسبب اضراب عمال شركة النور. وتواصلت المظاهرات في الاسكندرية وكفر الشيخ. وفي منيا القمح هاجم المتظاهرون مركز البوليس وأطلقوا سراح المحتجزين. وفي يوم 17 مارس انضم عمال مطبعة السكك الحديدية وعمال سكك حديد خط حلوان للاضرابات العمالية. وفيه خرجت بالقاهرة أضخم مظاهرة شهدتها الثورة وأحسنها تنظيمًا. أبلغ منظموها البوليس قبل خروجها. وتولي رسل باشا حكمدار العاصمة حفظ النظام أثناء سيرها. شارك في المظاهرة 50 الف طالب ومدرس ومحام وعامل. واستمرت 8 ساعات. وبدأت من الأزهر. ثم الغورية. فالحلمية الجديدة. وميدان عابدين وشارع البستان وقصر الدوبارة وشارع شريف وميدان الاوبرا. وشارع إبراهيم "الجمهورية" حتي انتهت في شارع عباس "رمسيس". وتفرقت سلمية. وفي رشيد سارت مظاهرة سلمية تصدي لها مأمور المركز مصطفي حجاب وقتل أحد الشبان. مما أثار المتظاهرين فهجموا علي المركز وأشعلوا النار فيه. ويشهد يوم 18 مهاجمة القطار القادم من الأقصر إلي القاهرة عند ديروط ثم في دير مواس. وكان يقل جنودًا وضباطًا انجليز قُتِل منهم 8. وفي المنصورة سارت مظاهرة سلمية ضخمة. وقبل وصولها إلي نهاية السكة الجديدة أطلق الجنود الانجليز النار عليها دون تحذير فاستشهد 19 من المشاركين فيها. كما القت الطائرات الحربية القنابل علي قريتي المتانية والمحلة في العياط بالجيزة "والحديث متواصل". لقطة: فجأة قررت بعض مديريات الصحة في عدد من المحافظات الامتناع عن ضم سنة الامتياز لخريجي 2017 إلي سنوات الخدمة. وهو النظام المعمول به مع جميع خريجي كليات الطب منذ عشرات السنين. ما رأي وزيرة الصحة؟.