47% حجم التمويل الذي حصلت عليه المرأة من مجموع ميزانية المشروعات الصغيرة والمتوسطة البالغة 2 مليار جنيه. لتصبح سيدة أعمال وصاحبة مشروع صغير أو متناهي الصغر يحقق لها الاستقلال الاقتصادي يمكنها من الإنفاق علي أسرتها ويحميها من العوز والحاجة. ومن واقع سجلات النجاح رصدت "الجمهورية" عشرات القصص لسيدات تحدين الصعاب وخضن التجربة فأصبحن ذات باع طويل في العمل والإنتاج والتصدير وريادة الأعمال. مريم حسين عبدالكريم ابنة منطقة المعادي أحد النماذج التي تغلبت علي ظروفها رغم أن طموح زميلاتها لم يزد عن زوج تعيش في ظله ووظيفة تحصل من ورائها علي الفتات وأطفال يلتهمون ما تبقي من صحة إلا أنها وجدت أن الحياة تستحق المحاولة وأن الثقة في المستقبل أول طريق النجاح فاختارت العمل الحر والمشروع الخاص الذي يمسح الهموم المؤقتة ويفتح صفحة جديدة مع الزمن من خلال ريادة الأعمال لتكون أول فتاة تنافس بمنتجاتها وتصميماتها الاثاث المحلي والمستورد وتفرض نفوذها علي سوق الموبيليا في مصر والوطن العربي. بدون قصد اخترقت مريم حصون الموبيليا بعد أن تخرجت في كلية الخدمة الاجتماعية وعملت بإحدي شركات التسويق وتنظيم المعارض وتدرجت في المناصب بالأخلاق الرفيعة والتعاملات الراقية لتصبح مديرة التسويق بعد أن غيرت في اتجاهات العمل وطورت من المنتجات واستحدثت تصميمات جديدة علي السوق المصرية جلبت أضعاف الزبائن علي معارض الشركة التي تعمل بها. ظلت الأمور تسير بسهولة ويسر حتي استطاعت كسب قلوب العملاء حتي جاءت 25 يناير وتعرضت السوق لتقلبات غير متوقعة وتأثرت الشركة وغيرها بالأحداث. ومن هنا قررت أن تبني أول طوبة في مشروع العمر فبدأت في استئجار معرض المناطق الراقية بالقاهرة وجهزته علي أحدث طراز واستطاعت جذب العملاء القدامي وكونت قاعدة جديدة من المصانع التي تتعامل معها. وجدت مريم أن العديد من ورش التصنيع تضعها في أزمات مع الزبائن بسبب التشطيب السييء أو الخامات الضعيفة فقررت أن تفتتح مصنعا جديدا لتصنيع منتجاتها وبالفعل طرقت باب جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر وفتح لها ذراعيه وأمدها بالتمويل والتدريب والمعارض واستقرت علي منطقة البساتين التي تزخر بالصنايعية والمحترفين لإقامة المصنع هناك. وبمرور الوقت رفضت المعروف والمألوف في عالم الموبيليا فبحثت وصممت موديلات جديدة تجمع بين الموديلات العالمية والأصالة المصرية سواء في الألوان أو المقاسات ففتحت أبواب رزق لعشرات الصنايعية والعمال والموظفين علاوة علي شقيقها وشقيقتها اللذين وقفا بجانبها ما بين المصنع والمعرض لتلبية احتياجات العملاء. لحاف وطقم سرير مطرز أما مني شوقي المقيمة ببولاق الدكرور فلم يدر بخلدها يومياً أن تتحمل مسئولية 4 أبناء في مراحل التعليم المختلفة إلا أن انفصالها عن زوجها ووفاة والديها جعلها تفكر في اختراق سوق العمل لتوفير حياة كريمة لأسرتها اصطدمت بأزمات تلو الأخري حتي قررت افتتاح محل لتجارة الأقمشة والمفروشات بمساعدة إحدي جمعيات المجتمع المدني. ظلت مني تتلاطمها الأمواج وتقذف بها من مكان إلي آخر لكنها كانت راضية بما يقسمه الله لها من رزق تعود به لصغارها في المساء وظلت علي هذا الحال سنوات حتي أتت الرياح بما لا تشتهي السفن وتحرر سعر الصرف. وخفضت الشركات إنتاجها ورفض أصحابها التعامل معها بالأجل كما كان يحدث وعادت من جديد إلي نقطة الصفر. وأمام حاجة أسرتها رفضت مني الاستسلام للظروف التي أوقعها فيها القدر ففكرت في التصنيع بنفسها معتمدة علي خبرتها القديمة في المدارس الفنية الصناعية فاستعانت باثنتين من صديقاتها واشترت 4 ماكينات خياطة وبدأت في شراء أقمشة بالجملة من المصانع ومحلات الجملة وعادت البضائع لمحلها من جديد واستأنفت العمل مع زبائنها مرة أخري. مرت الأيام وزاد الطلب من جديد علي منتجاتها من اللحاف والكوفيرتا وأطقم السرير المطرزة والمشجرة والسادة ولم تعد الماكينات الأربع قادرة علي الالتزام بتعاقداتها مع المحلات والمصانع التي أوكلت إليها مهمة تصنيع أنواع معينة من الأطقم المعقدة والتي تحتاج "شغل يدوي" إضافة إلي الماكينات. فكرت "مني" في تطوير مشروعها وإقامة مصنع جديد يضم عدداً أكبر من الماكينات والعمالة للوفاء بالتزاماتها وبالفعل قررت طرق باب جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر بالجيزة والذي فتح لها ذراعيه ومول مشروعها في البداية بمبلغ 100 ألف جنيه اشترت بها 20 ماكينة حديثة وانتقلت لمصنع جديد مساحته 206 أمتار مجهز بكامل مستلزمات الإنتاج الضرورية. واستطاعت خلال أيام فتح أسواق جديدة مع محلات الجملة والقطاعي حتي الدلالات اللاتي وقفن بجوارها لتصريف إنتاجها في البداية وخصصت لهن كمية شهرية وفتحت بيوت 20 سيدة وربة منزل وصنايعي ومكوجي ومسوق يعملون معها ليكون هذا المصنع نواة لمصانع أخري تجهز لها حالياً. الطبع بالليزر من غرفة في منزل أسرتها وضعت هبة نجدي نواة مشروعها العملاق الذي يضم ورشة بها 4 ماكينات ليزر للطبع و100 عامل تتضاعف أعدادهم في المواسم بدأت هبة مشروع العمر في الدعاية والإعلان والمشغولات الخشبية بين أربعة حوائط سهرت وتعبت وذاقت الأمرين وأجهدت نفسها وأسرتها التي وقفت بجوارها تدفعها للأمام لتحقق طموحها الذي جعل النوم يخاصم عينها بعد أن أصبحت كعب داير علي محلات فيصل والعتبة ووسط البلد لتوزيع منتجاتها اليدوية "الهاندميد" من المصنوعات الرفيعة ذات الأذواق العالية التي لفتت نظر العاملين في هذا المجال. وفي خضم الأزمات المتتالية التي تعرضت لها أثناء التسويق فتحت لها السماء أبوابها وحصلت علي أول فرصة لتوريد نتائج وشنط هدايا للمسابقات الخاصة بها وبالفعل استطاعت بيع ألف قطعة في البداية وصلت في العام الثاني ل30 ألفا. لم يكن أمام هبة سوي استيراد ماكينة ليزر للوفاء بالالتزامات نحو البنوك الكبري التي تعاقدت معها فقررت طرق باب جهاز المشروعات وحصلت علي 50 ألف جنيه قرضا ودارت عجلة الإنتاج وبأقصي سرعة فاضطرت إلي الحصول علي قرض آخر بعد ثلاث سنوات بقيمة 2 مليون جنيه وأصبح لديها 4 ماكينات ليزر يعمل عليها عشرات العمال بنظام الورديات. لم تستطع هبة حتي هذه اللحظة الوفاء بالالتزامات والطلبيات المتعاقدة عليها فبدأت باسناد بعض الاعمال في 5 ورش أخري تعمل ليل نهار بقوة تصل إلي 300 عامل وتسعي حالياً للحصول علي مصنع بإحدي المناطق الصناعية لنقل النشاط إليه. أما هبة مجدي الحاصلة علي ليسانس الآداب قسم اللغة الانجليزية فقد دفعها عشقها للديكور والأثاث المنزلي إلي البحث عن كل جديد عبر الإنترنت عن هذا العالم الواسع لكنها وجدت أن معظم الديكورات قديمة ومستهلكة ولم يعد بها أي لمسات تجذب المشاهد فقررت صقل خبرتها الموروثة بكورسات تساعدها في إنتاج "ديزاين" جديد تخترق به عالم الديكور المنزلي من أوسع أبوابه. فتح لها شقيقها المهندس أحمد أبواب المصنع وشجعتها والدتها لخوض التجربة وبالفعل بدأت في تنفيذ تصميمات جديدة ومعقدة للغاية وتحتاج ماكينات حديثة لكنها استطاعت اتقانها ببراعة أدهشت جميع العاملين في مجال الديكور المعدني. لم يتوقف طموح هبة علي هذا النوع من الأعمال الفنية لكنها قررت اختراق عالم الديكور الخشبي والزجاجي أيضاً وبالفعل نجحت في تصميم اشكال مختلفة لفتت انظار رواد المعارض والمهندسين والفنيين وحققت نجاحا تلو الآخر في جميع المعارض التي شاركت فيها بمنتجاتها خاصة التابعة لجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر. وبعد زيادة الإقبال علي منتجاتها من الاثاث المعدني والخشبي والزجاجي ضاعفت ساعات العمل والإنتاج واستطاعت خلال فترة وجيزة من تشكيل قاعدة من عشاق هذا النوع من الديكور عبر التسويق الإلكتروني واصبح لها زبائن من كافة الهيئات والمصالح الحكومية داخل مصر وخارجها ومازالت تواصل النجاح في مجال عشقته وأصبح بالنسبة لها مشروع العمر. في حين ضربت هيام محمد المحاسبة بالجهاز المركزي للمحاسبات اروع الأمثلة فهي سيدة لا تعرف الكسل.. تحدت الشعر الأبيض.. ومنعت تجاعيد الزمن من رسم خرائط علي مستقبلها الذي بدأ بعد الستين.. واعتبرت سن التقاعد بداية حياة وليس نهاية مطاف فضربت أروع الأمثلة في العمل والاجتهاد والجد والمثابرة. لم تضع هيام وقتها في التفكير وضرب أخماس في أسداس.. عقب احالتها للتقاعد وزواج جميع ابنائها فقررت البدء الفوري في مشروع إنتاجي تفتح من خلاله ابواب رزق للخريجين واصحاب الحرف والصنايعية. وجدت تشجيعاً غير متوقع من ابنائها واصدقائها واقاربها فبدأت في تجهيز شقة بمنزلها لعمل ورشة لتصنيع الملايات والمفارش والفوط واستعانت بعدد من العمال بنظام الورديات وشكلت مجموعة من المسوقين ووصل إنتاجها إلي عدد هائل من محلات الزمالك وكوبري القبة ومصر الجديدة وعدد من المحافظات. وفي غضون أشهر قليلة حصلت علي شهرة واسعة في عالم التصنيع وزاد الطلب علي إنتاجها بصورة لم تتوقعها مما دفعها إلي التفكير في إقامة مصنع كبير لتلبية احتياجات السوق المتزايد الذي ينمو يوما بعد آخر. لم يكن امام هيام سوي طرق باب جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر لمساعدتها في تطوير مشروع العمر وبالفعل استطاعت توفير مصنع بالكيلو 4.5 بطريق مصر السويس يعمل به 13 عاملاً في الوردية الواحدة لإنتاج المفروشات بأنواعها إضافة إلي اللحاف الفايبر وتعاقدت مع عدد هائل من المحلات والشركات وشاركت في العديد من المعارض وتعكف حالياً علي تطوير منتجاتها تمهيداً لتصديرها للخارج. وكما نجحت هيام نجحت ايضا اميرة حسب السيد جودة ابنة محافظة الدقهلية الذي لم يكن طريقها مفروشا بالورد لكنها عانت كثيرا علي أمل ان تضحك لها الدنيا بعد ان ظنت ان الحصول علي المؤهل العالي نهاية المطاف للحصول علي وظيفة تحصد من ورائها الملايين لكنها اصطدمت بواقع مرير أبطالة عشرات الآلاف من الخريجين يبحثون في كومة قش عن وظيفة تحقق طموحهم وتعينهم علي اعباء الحاضر والمستقبل. مفروشات وستائر بدأت أميرة في التفكير في استثمار مؤهلها العالي الذي بذلت في سبيل الحصول عليه عرق وسهر ليال طويلة من خلال مشروع متكامل يدر عليها دخلا مناسبا وبالفعل وجدت ضالتها في إدارة ورشة محدودة لتصنيع الملابس وتطريز الملايات وتصميم فرش الكنب العربي وطبع الستائر والمفروشات. استطاعت خلال فترة قصيرة تنفيذ تصميمات معقدة للغاية تحتاج لماكينات حديثة تتكلف آلاف الدولارات فحفرت لنفسها اسما في عالم الموضة وذاع صيتها بين محلات الاقمشة والستائر وشكلت قاعدة من الزبائن والعرب والاجانب الذين يفدون إلي المناطق السياحية بجمصة ورأس البر وقامت بتوقيع عقود مع النقابات والهيئات لتوريد أقمشة ومفروشات لأعضائها بأسعار تنافسية وجودة ليس لها مثيل. وبمرور الوقت لم يعد بإمكان أميرة تلبية احتياجات السوق الذي ينمو يوما بعد آخر فحصلت علي أول قرض من جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر بمبلغ 50 الف جنيه وجددته بمبلغ 100 الف جنيه لشراء ماكينات حديثة تواكب احدث خطوط الموضة وتلبي كافة الأذواق وتسعي حاليا لتطوير الورش الصغيرة وضمها في مصنع متكامل به عدد من العمال بمساعدة زوجها وابنتها طالبة الصيدلة. نيفين جامع. الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر. عن قيام الجهاز في الفترة من يناير 2017 وحتي 30 سبتمبر 2018 بضح 9.2 مليار جنيه لتمويل حوالي 441 الفاً من المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر. وأكدت نيفين جامع رئيس الجهاز التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر. أن المشروعات اتاحت حوالي 642 الف فرصة عمل بلغت نسبة المرأة فيها 49% من إجمالي عدد المشروعات بالإضافة إلي منح بإجمالي 373.6 مليون جنيه لمشروعات البنية الأساسية والتنمية المجتمعية اتاحت 3.5 مليون يومية عمل بلغت نسبة فرص العمل الموجه للمرأة 56% من إجمالي يوميات العمل.