سيدة لا تعرف الكسل.. تحدت الشعر الأبيض. ومنعت تجاعيد الزمن من رسم خرائط علي مستقبلها الذي بدأ بعد الستين.. واعتبرت سن التقاعد بداية حياة. وليس نهاية مطاف. فضربت أروع الأمثلة في العمل والاجتهاد والجد والمثابرة. لم تُضِعْ هيام محمد المحاسبة بالجهاز المركزي للمحاسبات وقتها في التفكير وضرب أخماس في أسداس. عقب إحالتها للتقاعد. وزواج جميع أبنائها. فقررت البدء الفوري في مشروع إنتاجي تفتح من خلاله أبواب رزق للخريجين. وأصحاب الحرف والصنايعية. وجدت هيام تشجيعاً غير متوقع من أبنائها وأصدقائها وأقاربها. فبدأت في تجهيز شقة بمنزلها لعمل ورشة لتصنيع الملايات والمفارش والفوط. واستعانت بعدد من العمال بنظام الورديات. وشكلت مجموعة من المسوقين ووصل إنتاجها إلي عدد هائل من محلات الزمالك وكوبري القبة ومصر الجديدة وعدد من المحافظات. وفي غضون أشهر قليلة حصلت علي شهرة واسعة في عالم التصنيع وزاد الطلب علي إنتاجها بصورة لم تتوقعها. مما دفعها إلي التفكير في إقامة مصنع كبير لتلبية احتياجات السوق المتزايد الذي ينمو يوماً بعد آخر. لم يكن أمام هيام سوي طرق باب جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر لمساعدتها في تطوير مشروع العمر. وبالفعل استطاعت توفير مصنع بالكيلو 4.5 بطريق مصر السويس يعمل به 13 عاملاً في الوردية الواحدة لإنتاج المفروشات بأنواعها. إضافة إلي اللحاف الفايبر وتعاقدت مع عدد هائل من المحلات والشركات وشاركت في العديد من المعارض وتعكف حالياً علي تطوير منتجاتها تمهيداً لتصديرها للخارج.