تحدت طوفان الحياة وتقلبات القدر ولهثت وراء طموحها قبل 20 عاما لتحصل علي مؤهل عال بعد سنوات طويلة علي توقف حياتها علي محو الامية لتكون قدوة لابنتها التي التحقت هي الاخري بكلية الصيدلة. لم تكن حياة "أميرة حسب السيد جودة" ابنة محافظة الدقهلية مفروشة بالورود لكنها عانت كثيرا علي امل ان تضحك لها الدنيا بعد ان ظنت ان الحصول علي المؤهل العالي نهاية المطاف للحصول علي وظيفة تحصد من ورائها الملايين لكنها اصطدمت بواقع مرير ابطاله عشرات الالاف من الخريجين يبحثون في كومة قش عن وظيفة تحقق طموحهم وتعينهم علي اعباء الحاضر والمستقبل. بدأت اميرة في التفكير في استثمار مؤهلها العالي الذي بذلت في سبيل الحصول عليه عرق وسهر ليال طويلة من خلال مشروع متكامل يدر عليها دخلا مناسبا وبالفعل وجدت ضالتها في ادارة ورشة محدودة لتصنيع الملابس وتطريز الملايات وتصميم فرش الكنب العربي وطبع الستائر والمفروشات. استطاعت خلال فترة قصيرة تنفيذ تصميمات معقدة للغاية تحتاج لماكينات حديثة تتكلف الاف الدولارات فحفرت لنفسها اسما في عالم الموضة وذاع صيتها بين محلات الاقمشة والستائر وشكلت قاعدة من الزبائن والعرب والاجانب الذين يفدون الي المناطق السياحية بجمصة ورأس البر وقامت بتوقيع عقود مع النقابات والهيئات لتوريد اقمسة ومفروشات لاعضائها باسعار تنافسية وجودة ليس لها مثيل. وبمرور الوقت لم يعد بإمكان اميرة تلبية احتياجات السوق الذي ينمو يوما بعد آخر فحصلت علي أول قرض من جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر بمبلغ 50 الف جنيه وجددته بمبلغ 100 الف جنيه لشراء ماكينات حديثة تواكب احدث خطوط الموضة وتلبي كافة الاذواق وتسعي حاليا لتطوير الورش الصغيرة وضمها في مصنع متكامل به عدد من العمال بمساعدة زوجها وابنتها طالبة الصيدلة. ووجهت اميرة دعوة لكافة الشباب الذي يضيع سنوات عمره في البحث عن وظيفة بضرورة البحث عن مشروع خاص وطرق باب جهاز المشروعات لمساعدته ماديا وفنيا وتسويقيا للانتقال من طوابير "العواطلية" الي مستويات رجال الاعمال.