رغم أن طموح زميلاتها لم يزد عن زوج تعيش في ظله ووظيفة تحصل من ورائها علي الفتات وأطفال يلتهمون ما تبقي من صحة إلا أنها وجدت أن الحياة تستحق المحاولة وأن الثقة في المستقبل أول طريق النجاح فأختارت العمل الحر والمشروع الخاص الذي يمسح الهموم المؤقتة ويفتح صفحة جديدة مع الزمن من خلال ريادة الأعمال لتكون أول فتاة تنافس بمنتجاتها وتصميماتها الاثاث المحلي والمستورد وتفرض نفوذها علي سوق الموبيليا في مصر والوطن العربي. بدون قصد اخترقت مريم حسين عبدالكريم ابنة منطقة المعادي بالقاهرة حصون الموبيليا بعد أن تخرجت في كلية الخدمة الاجتماعية وعملت باحدي شركات التسويق وتنظيم المعارض وتدرجت في المناصب بالاخلاق الرفيعة والتعاملات الراقية لتصبح مديرة التسويق بعد أن غيرت في اتجاهات العمل وطورت من المنتجات واستحدثت تصميمات جديدة علي السوق المصري جلبت أضعاف الزبائن علي معارض الشركة التي تعمل بها. ظلت الأمور تسير بسهولة ويسر حتي استطاعت كسب قلوب العملاء حتي جاءت 25 يناير وتعرضت السوق لتقلبات غير متوقعة وتأثرت الشركة وغيرها بالاحداث ومن هنا قررت أن تبني أول طوبة في مشروع العمر فبدأت في استئجار معرض المناطق الراقية بالقاهرة وجهزته علي أحدث طراز واستطاعت جذب العملاء القدامي وكونت قاعدة جديدة من المصانع التي تتعامل معها. وجدت مريم أن العديد من ورش التصنيع تضعها في أزمات مع الزبائن بسبب التشطيب السييء أو الخامات الضعيفة فقررت أن تفتتح مصنعا جديدا لتصنيع منتجاتها وبالفعل طرقت باب جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر وفتح لها ذراعيه وأمدها بالتمويل والتدريب والمعارض واستقرت علي منطقة البساتين التي تذخر بالصنايعية والمحترفين لإقامة المصنع هناك. وبمرور الوقت رفضت المعروف والمألوف في عالم الموبيليا فبحثت وصممت موديلات جديدة تجمع بين الموديلات العالمية والاصالة المصرية سواء في الألوان أو المقاسات ففتحت أبواب رزق لعشرات الصنايعية والعمال والموظفين علاوة علي شقيقها وشقيقتها اللذين وقفا بجانبها ما بين المصنع والمعرض لتلبية احتياجات العملاء.