لم يدر بخلدها يوماً أن تتحمل مسئولية 4 أبناء في مراحل التعليم المختلفة. إلا أن انفصالها عن زوجها ووفاة والديها جعلها تفكر في اختراق سوق العمل لتوفير حياة كريمة لأسرتها. إلا أنها اصطدمت بأزمات تلو أخري. حتي قررت افتتاح مجل لتجارة الأقمشة والمفروشات بمساعدة إحدي جمعيات المجتمع المدني. ظلت مني شوقي ابنة بولاق الدكرور. تتلاطمها الأمواج وتقذف بها من مكان إلي آخر. لكنها كانت راضية بما يقسمه الله لها من رزق تعود به لصغارها في المساء. وظلت علي هذا الحال سنوات حتي أتت الرياح بما لا تشتهي السفن. وتحرر سعر الصرف. واختفي الدولار وخفضت الشركات إنتاجها ورفض أصحابها التعامل معها بالأجل كما كان يحدث. وعادت من جديد إلي نقطة الصفر. وأمام حاجة أسرتها رفضت مني الاستسلام للظروف التي أوقعها فيها القدر. ففكرت في التصنيع بنفسها. معتمدة علي خبرتها القديمة في المدارس الفنية الصناعية. فاستعانت باثنتين من صديقاتها واشترت 4 ماكينات خياطة. وبدأت في شراء أقمشة بالجملة من المصانع ومحلات الجملة. وعادت البضائع لمحلها من جديد واستأنفت العمل مع زبائنها مرة أخري. مرت الأيام وزاد الطلب من جديد علي منتجاتها من اللحاف والكوفيرتا. وأطقم السرير المطرزة والمشجرة والسادة. ولم تعد الماكينات الأربع قادرة علي الالتزام بتعاقداتها مع المحلات والمصانع التي أوكلت إليها مهمة تصنيع أنواع معينة من الأطفم المعقدة والتي تحتاج "شغل يدوي" إضافة إلي الماكينات. فكرت "مني" في تطوير مشروعها وإقامة مصنع جديد يضم عدداً أكبر من الماكينات والعمالة للوفاء بالتزاماتها وبالفعل قررت طرق باب جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر بالجيزة والذي فتح لها ذراعيه ومول مشروعها في البداية بمبلغ 100 ألف جنيه اشترت بها 20 ماكينة حديثة. وانتقلت لمصنع جديد مساحته 206 أمتار. مجهز بكامل مستلزمات الإنتاج الضرورية. استطاعت خلال أيام فتح أسواق جديدة مع محلات الجملة والقطاعي حتي الدلالات اللاتي وقفن بجوارها لتصريف إنتاجها في البداية وخصصت لهن كمية شهرية. وفتحت بيوت 20 سيدة وربة منزل وصنايعي ومكوجي. ومسوق يعملون معها ليكون هذا المصنع نواة لمصانع أخري تجيهز لها حالياً.