»عادل» من ورشة إلي مصنع أجهزة كهربائية.. ويؤكد: لا نجد عمالة واستعنا بربات البيوت »إلهام» بدأت مشروعها ب 100 جنيه وتغزو الأسواق حاليا.. و»شتا» ينافس المستورد وينطلق نحو التصدير »لا يوجد بطالة في مصر».. ربما التعبير قد يثير جدلا مع عدد من محترفي التنظير والكلام المرسل والمعترضين فقط من فئة »خالف تعرف».. قبل أيام أجرينا حوارا مع نيفين جامع رئيس جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر, حول خطط الجهاز واستراتيجيته وأبرز إنجازاته, والتي أكدت استعداد الجهاز لمساندة أي شاب أو مواطن يسعي إلي تنفيذ مشروع وحتي لو لم يمتلك فكرة المشروع فهناك دراسات جدوي جاهزة والتمويل متوفر فقط يحتاجون جدية من الشباب وعدم الاستماع لمثبطي الهمم ممن يتغنون ليل نهار بالبيروقراطية والتعقيدات.. البداية فكرة قادت إلي قرض كان طريقا لمشروع ناجح فتح أبواب عمل ورزق لكثيرين أنهكتهم ظروف الحياة الصعبة.. مشوار طويل شاركت فيه الدولة عن طريق الجهاز وبدعم خاص من الرئيس عبد الفتاح السيسي لمساندة الآلاف من الشباب لطرق أبواب المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر ليحققوا أحلامهم وآمالهم وخلق حلقة من فرص العمل لتنمية الأسر والمجتمعات وتحسين الدخول.. شباب وكبار وسيدات, لم يستسلموا للواقع الصعب ولم ينتظروا فرصة عمل حكومية.. انطلقوا وتحدوا الأوضاع أملا في مستقبل أفضل. »الأخبار» قامت بجولة علي عدد من مشروعات الشباب الذين حققوا نجاحا مبهرا استطاعوا من خلالها ليس فقط التوزيع داخل حدود الجمهورية ولكن تخطوا ذلك إلي اقتحام مجال التصدير. الأجهزة الكهربائية بدأنا جولتنا بزيارة أحد المصانع في المنطقة الصناعية بجسر السويس, والذي يحتوي علي خطوط إنتاج عدد من الأجهزة الكهربائية من بينها التليفزيون, كشافات الطوارئ, كاتل, بوتاجاز ولمبات الليد, والتي تندرج تحت مسمي المشروعات الصغيرة.. عادل ناجي رئيس مجلس إدارة الشركة, بدأ بقرض 300 ألف جنيه للانطلاق في مشروعه كورشة لانتاج كشافات الطوارئ ثم بدأنا في نسبة تصنيع جيدة وتوسع وضم خط إنتاج للصواعق الكهربائية. أكد عادل ناجي أنه بعد تحقيق مردود جيد من مشروعه حصل علي قرض آخر بقيمة 2 مليون جنيه ثم قرض ثالث بقيمة 3 ملايين جنيه من جهاز تنمية المشروعات, ليتوسع في نحو 5 خطوط انتاج ويتم تعديلها باستمرار بحسب الطلب في السوق, فقد يتم في وقت معين الاستغناء عن خط انتاج مؤقتا واستحداث آخر بديل, ولديه نحو 170 عاملا حاليا, قال: هدفنا التوسع في التصنيع وتقدمنا بطلب للحصول علي قطعة أرض علي مساحة 3300 متر في المنطقة الصناعية ببدر لنبدأ في مرحلة جديدة وزيادة نسبة التصنيع. وأشار إلي ان أكبر المشاكل التي تواجههم هي العجز الشديد في العمالة, قائلا: لا يوجد لدينا بطالة في مصر وكفي الشباب جلوسا في المقاهي وأمام شاشات الكمبيوتر والتنظير علي الفيس بوك, نحن نواجه عجزا في توفير العمالة ولجأنا لربات البيوت للعمل معنا في خطوط الانتاج, ولا نشترط مهارة فالتدريب لدينا لا يأخذ وقتا, وقد تعاقدنا مع »مبارك كول» لتوفير 40 عاملا ولم توفر لنا إلا عاملا واحدا فقط وحتي الآن نريد عمالة علي الرغم من أننا نوفر الإقامة والتأمينات وبداية الراتب 1600 جنيه لمن لا يمتلك أية خبرات. العمالة المصرية ومن الأجهزة الكهربائية إلي المنتجات اليدوية حيث مهارة الأيدي العاملة المصرية وبجودة تفوق أي منتجات مناظرة, إلهام محمد, صاحبة المشروع, شابة يكسوها الامل في أن تصبح من كبار الصناع في مصر, تجولنا في مصنعها رصدنا أغلب العمالة من الفتيات وعدد قليل من الشباب, المكان تسيطر عليه الألوان والرسوم التراثية المصرية ولكن بطراز عصري ودقة متناهية.. تقول إلهام, بدأت مشروعي برأسمال 100 جنيه في عام 2010 بتصميم منتجات وأقمشة _شنطة وشال-, وشجعني زوجي وإخوتي وكافة أفراد عائلتي, ومن شقة صغيرة انتقلت إلي مصنع كبير إيجار لمدة 10 سنوات, وبدأنا الدخول في مناقصات مع وزارة السياحة لتوريد منتجاتنا من بندين بقيمة 104 آلاف جنيه, حصلنا علي قرض من الصندوق الاجتماعي وقتها بقيمة 50 ألف جنيه وبدأ أمر التوريد المباشر, كما اتجهنا إلي عدد من الوزارات الاخري وتوسعنا في نشاطنا. وأضافت: منتجاتنا الآن عبارة عن شال- شنط- منظمات أحذية ودولاب ومنتجات يدوية أخري حسب طلب العميل, ثم حصلت علي قرض آخر من جهاز المشروعات بقيمة 250 ألف جنيه, وبدأت أعداد العمالة في الزيادة ووصلنا إلي 30 عاملا, والمرتبات تتراوح ما بين 3.5 إلي 4 آلاف جنيه, في البداية كانت العمالة من بنجلاديش بسبب مهارتهم ولكن الآن جميع العمالة مصرية باستثناء عامل واحد فقط, مشكلتنا في ثبات العمالة وأبرز التحديات هي العادات والتقاليد التي تحكم العمالة فمعظمهم من قبائل. وتابعت إلهام أنهم حصلوا علي قرض في عام 2016 بقيمة 150 ألف جنيه وبدأنا العمل في الأسواق الحرة وحاليا الطلب كبير علي منتجات النحاس ونحتاج 10 عاملين آخرين ومن المقرر خلال الفترة المقبلة الدخول في مشروع جديد ونعمل في الوقت الراهن استعدادا لموسم رمضان ببعض المنتجات, ونطالب جهاز المشروعات بتسريع وتيرة الحصول علي القرض والتخفيف من الاجراءات. أسعار وجودة أما الكيميائي محمد عادل شتا, فانطلق بمشروع لصناعة الجوارب, والذي تخطي حدود التوزيع المحلي إلي التصدير, وأكد أنه حصل علي قرض من جهاز تنمية المشروعات بقيمة مليون و770 ألف جنيه, والمشروع في طريقه إلي التوسع وننافس بأسعار مرضية وبجودة تفوق أي منتج آخر سواء محليا أو مستوردا فخامتنا 100% قطنا وغير مطعمة بأي بوليستر. وأشار إلي ان الطلب المحلي يتزايد علي منتجاته وتوسع في مشروعه ومن 8 ماكينات إلي 16 ماكينة بملايين الجنيهات, ونجح في توفير ما يزيد علي 35 فرصة عمل ويحتاج 15 عاملا إضافيا, مؤكدا أنه يتم توفير كافة السبل لراحة العمال سواء بالتأمينات أو وسائل الانتقال والسكن, ومع التوسع في المشروع سنحتاج فرص عمل إضافية قريبا, وامامنا فرص كبيرة للتصدير وخاصة إلي إفريقيا وعدد من الدول العربية. وحول أبرز التحديات التي تواجهه قال, لدينا مشكلات في كافة الخدمات سواء كهرباء أو مياها وعدم وجود مرافق فضلا عن الدفاع المدني ومتطلباته, إضافة إلي البيروقراطية والروتين في الحصول علي القروض نحن نطالب بتسهيلات وتيسيرات أكبر للحصول علي قرض ومرونة في التعامل مع الصناع والشعور بالأمان. المواد الغذائية أما محمود عبد الله, (تعبئة وتغليف مواد غذائية), فبدأ حياته العملية كعامل صغير في أحد محال السوبر ماركت ولأنه يتمتع بذكاء فطري تجاري استوعب فكرة شراء المواد الغذائية بالجملة وتعبئتها وتوزيعها, واستطاع ان يدخر مبلغا من المال وبمساعدة اخوته بدأ اول مشروع له في مكان صغير وبعدد 4 عاملات وماكينة لحام الاكياس وبدأ اولي خطواته في تعبئة المواد الغذائية. ومع اجتهاده واصراره علي النجاح تطور المشروع واكتسب سمعة وعملاء كثيرين وأصبح يحتاج إلي مكان اكبر وعمال وبضاعة أكثر, لذلك ذهب إلي جهاز تنمية المشروعات وحصل علي قرض بمبلغ 50 ألف جنيه تم سداده في خلال 10 شهور بدلا من سنتين نتيجة لجودة المنتج والسعر المنافس مما شجعه علي الحصول علي قرض آخر بمبلغ 250 ألف جنيه لشراء المزيد من المواد الغذائية (سكر, عدس, ارز, فاصوليا, فول, ترمس, دقيق, مكرونة).