شهاده غربية موضوعية عن العلاقات العربية السورية من دبلوماسي غربي لايريد من ورائها مصلحة شخصية أو حتي مصلحة سياسية هو السفير البريطاني السابق في البحرينوسوريا بيتر فورد الذي يري أن الوقت حان لعودة سوريا إلي جامعة الدول العربية وأنه لا فائدة من استمرار العداء العربي تجاه سوريا وان الدول العربية تدرك هذه القناعة وان واشنطن لاتملك القوة الكافية لمنع عودة العلاقات العربية مع دمشق وان السعودية اتخذت منذ فترة قرار تطبيع العلاقات مع سوريا تدريجيا وأن قطر قد تغير موقفها من سوريا أيضا في المستقبل القريب بعد أن فشلت في إسقاط "النظام" عن طريق تمويل الجماعات الإرهابية والحشد الإعلامي والدعائي والاستثمار الهائل في التنظيمات المتشدده في إدلب ولاتزال ورأي أن عودة العلاقات الأوروبية مع سوريا هي مسألة وقت وإننا سنشهد عودة السفيرين البريطاني والفرنسي إلي دمشق ربما العام الجاري والعودة ستتم دون شروط فوضع اوروبا لا يمكنها من فرض أي شروط. الدبلوماسي البريطاني كان أكثر صراحة وجرأه من دبلوماسين عرب وكشف بصراحة شديدة عما يراه ويقرأه علي أرض الواقع وما يحدث في ميادين القتال وما يدور خلف الكواليس في الدوائر السياسية في عواصم القرار الدولي والقرار الإقليمي. دولة الامارات كانت الاكثر جرأة وشجاعة وسبقت شقيقاتها العربية وأعلنت عن إعادة فتح سفارتها في دمشق بل وارسلت وفدا من هيئة الطيران المدني لتقييم الاوضاع في مطار دمشق لاعادة تشغيل طيرانها الي سوريا وتلتها البحرين باعادة العمل في سفارتها بالعاصمة السورية وفي نفس الوقت حطت طائرة الرئيس السوداني عمر البشير في مطار دمشق في أول زيارة لرئيس عربي الي العاصمة السورية منذ ثمانية أعوام ومن المتوقع أن يزور دمشق الرئيس الموريتاني محمد عبدالعزيز خلال أيام قليله ليكون الرئيس الثاني الذي يزور سوريا خلال ثلاثة أسابيع فقط وموريتانيا ظلت طيلة الازمة تحتفظ بعلاقات وثيقة مع سوريا لم تغلق سفارتها كما فعلت مصر والجزائر والعراق ولبنان وسلطنة عمان. وكثير من العواصم العربية رغم قرار الجامعة العربية بتجميد عضوية سوريا الا أن كثيرا من العواصم العربية تركت سفارتها تعمل وتقدم خدماتها القنصلية كما تركت خطوط الاتصالات الدبلوماسية والامنية مفتوحة وفي مقدمتها مصر التي لم تتوقف العلاقات والاتصالات للحظة واحدة علي عدة مستويات. تناقلت كثير من التقارير قضية عودة العلاقات العربية السورية وعودة سوريا إلي عضويتها بالجامعة العربية وبعضها نقل عن مسئولين عرب أن بعض العواصم الخليجية ترفض أو تتحفظ علي عودة سوريا لعضويتها بالجامعة العربية وتشترط ان تتخلي عن علاقاتها الوثيقة مع إيران وذهب البعض الاخر الي القول أن تلك العواصم تشترط ان تتقدم دمشق بطلب لاستعادة تلك العضوية وربما نقلت رسائل الي سوريا بهذا المعني غير أن المؤكد ان الوسطاء استمعوا الي رد واحد قيل لهم جميعا مفاده ان من قطع العلاقات عليه ان يطلب اعادتها ومن جمد عضوية الجامعة العربية أن يفك هذا التجميد وان سوريا ليست متعجلة هذه العودة وان هذا هو الموقف السوري المحدد ولا لبس فيه. ورغم هذا الوضوح وهذا التحديد السوري لازالت تجري اتصالات غير معلنة ومداولات في الغرف العربية المغلقة حول إخراج السيناريو الملائم كي تستعيد سوريا من خلاله عضويتها بالجامعة العربية خصوصا أن مجلس الجامعة علي مستوي وزراء الخارجية هو من اتخذ قرار تجميد عضوية سوريا في نوفمبر 2011 فهل تسبق القمة الاقتصادية التي تعقد بيروت 19 يناير الجاري القمة الدورية العادية المقرر عقدها في تونس مارس القادم في اتخاذ خطوة الي الامام في موضوع عودة سوريا هذا ما سوف يتكشف في الايام القادمة. واغلب الظن أن رسم السيناريو لن يجد صعوبة في إخراجه واعلانه مع تغير المزاج العربي الرسمي والشعبي علي نطاق واسع لصالح اهمية عودة سوريا للحضن العربي وسيكون هذا السيناريو جاهزا قبل حول مارس القادم وربما قبل حصول القرار العربي علي الاجماع في القمة ستكون عواصم عربية سبقت الي اعادة علاقاتها وافتتاح سفاراتها والمؤشرات تبدو في حجم وعدد الوفود العربية التي تزور العاصمة السورية او التي تستعد لزيارتها في الايام المقبلة ولن تتمسك بعض الدول الخليجية بشرطها المتعلق بعلاقة دمشق مع طهران. ورغم المرارة التي يشعر بها الشعب السوري من الموقف العربي الرسمي والضغوط التي تتعرض لها القيادة السورية حتي لاتتعجل في قرارها الا ان القيادة السورية لن تضع اي عراقيل في استعادة عضويتها بالجامعة وعلاقاتها العربية انطلاقا من ايمانها بالعروبة والقومية العربية واهمية الدور العربي في الحل السياسي للازمة واعادة الاعمار واستعادة سوريا لمكانتها ودورها العربي والدولي. سوريا انتصرت في ميدان القتال مع الجماعات الإرهابية وافشلت مشروع تفتيتها وتقسيمها الي كيانات مذهبية وطائفية وتكمل انتصارها علي المستوي الدبلوماسي والسياسي بالعودة لمكانها في صدر وصدارة العمل العربي المشترك. واذا كانت كثير من الدول العربية اخطأت في حق سوريا واستخدمت تعبيرات وكلمات غير مقبولة وغير لائقة في الموقف من الاحداث التي جرت فإن مصر كانت علي رأس الدول التي ابقت علي علاقات مع دمشق يسودها الود والدفء والاحترام والتنسيق المتصل في كل المجالات وعلي أعلي المستويات علي مدار الوقت وفق ثوابتها الوطنية والقومية وكانت حريصة علي وحدة وسيادة الدولة السورية وتري ضرورة الحوار بين السوريين وان الحل السياسي وحده الكفيل بانهاء الازمة ومصر نجحت وعبر اتصالاتها وعلاقاتها العربية المتميزة في بناء جسور التعاون العربي ومن بينها جسر العلاقات العربية مع سوريا الذي تعبر عليه الوفود العربية في طريقها الي دمشق.