غدا يحتفل المسلمون في كل بقاع الدنيا بمولد سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم والغالبية العظمي منا نكتفي بأكل الحلوي وسماع الأناشيد وننسي أو نتجاهل ان الرسول الذي جاء بالرسالة جاء أيضا ليتمّم مكارم الأخلاق التي شيّدها الأنبياء من قبله. حيث يقول "إنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مكارم الأَخْلاَقِ". ولو تأمّلنا حالنا هذه الايام لنجد أنّ لدينا أزمةي أخلاقيّة كبيرة وتغيراً واضحاً في سلوكيات الغالبية منذ يناير2011 وظهر بصورة واضحة ان الشباب يفتقد للقدوة المحترمة. فلم يعد الإعلام يقدم سوي السلبيات. ولم يعد أفراد المجتمع يتعاملون برقي واحترام كما يجب . ببساطة تبدلت كثير من المفاهيم وظهر الخلل في كل مصادر اكتساب الفرد للأخلاق فالمدرسة والأسرة فقدا دوريهما التربوي. والحال نفسه لغالبية شيوخ المساجد الذين خسروا كثيرا من أرصدتهم لدي الناس خصوصا بعد فترة حكم الإخوان واكتشاف تناقضهم بين القول والفعل. وبالتالي حدث خلل في ثقة المصريين بهم وما يصدر عنهم من أقوال . وكذلك الإعلام الذي من المفترض انه المصدر الأساسي الذي يستقي منه الفرد السلوكيات والتصرفات. أصبح نموذج البلطجي والفهلوي هو المسيطر فيه وانتشرت أقذر الألفاظ والشتائم وانعدم الضمير والذوق العام وأصبحنا نعاني فسادا أخلاقيا شديدا. الامر أصبح خطيراً ويحتاج الي صحوة سريعة من خلال برامج متكاملة لإعادة نشر الأخلاق والسلوكيات المحمودة التي افتقدناها. ولامانع ان تتبني الدولة إطلاق "عاما للأخلاق" وتكثيف التوعية بأهمية استعادة أخلاقنا المصرية الأصيلة. بالتوازي مع وضع مناهج دقيقة لمادة "الأخلاق" في المدارس ويقوم بتدريسها أساتذة علي أعلي مستوي نستطيع من خلالهم وضع الطلاب علي الطريق الصحيح للتحلي بالأخلاق الحميدة. كلمة فاصلة : للأخلاق أهميّة كبري في تكوين مجتمع صحي خال من الأحقاد والجرائم. وبالتالي ما أحوجنا ونحن نحتفل بمولد المصطفي صل الله عليه وسلم أن نغتنم الفرصة ونقتدي برسولنا الكريم ونتحلي بسلوكياته وقد شهد الله في قرآنه الكريم علي أنّ رسول الله هو ذو خلق عظيم.