أطلقت مشيخة الطريقة العزمية مبادرة لتحويل ذكري الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من مجرد طقوس وعادات يمارسها المسلمون سنويا بلا عائد ملموس أو تغيّر في سلوكياتهم ومعاملاتهم اليومية إلي دعوة للتخلّق بإحدي الصفات والأخلاق النبوية لتغيير حياتنا وانتشالها من حالة الانفلات الأخلاقي الذي تفشي بشكل وبائي يهدد بتفكك المجتمع وانهياره باعتبار أن الأخلاق هي عماد أي مجتمع بل لخّص رسول الله صلي الله عليه وسلم رسالته في قوله:¢ إنما بُعثتُ لأُتمم مكارم الأخلاق¢ بعد أن وصفه المولي عزّ وجلّ بقوله:¢ وإنك لعلي خُلُق عظيم¢. وكما قال الشاعر العظيم أحمد شوقي: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا أطلقت مشيخة الطريقة العزمية مبادرة لتحويل ذكري الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من مجرد طقوس وعادات يمارسها المسلمون سنويا بلا عائد ملموس أو تغيّر في سلوكياتهم ومعاملاتهم اليومية إلي دعوة للتخلّق بإحدي الصفات والأخلاق النبوية لتغيير حياتنا وانتشالها من حالة الانفلات الأخلاقي الذي تفشي بشكل وبائي يهدد بتفكك المجتمع وانهياره باعتبار أن الأخلاق هي عماد أي مجتمع بل لخّص رسول الله صلي الله عليه وسلم رسالته في قوله:¢ إنما بُعثتُ لأُتمم مكارم الأخلاق¢ بعد أن وصفه المولي عزّ وجلّ بقوله:¢ وإنك لعلي خُلُق عظيم¢. وكما قال الشاعر العظيم أحمد شوقي: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا عن فكرة وسبب هذه التجربة يقول سماحة السيد علاء ماضي أبو العزائم- شيخ الطريقة العزمية رئيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفية-: بدأنا تطبيق هذه الفكرة في عام 2010 أثناء ¢هوجة¢ التسابق علي تنظيم الأولمبياد بين كثير من الدول العربية والإسلامية لعام 2020 في نفس الوقت وجدنا اتجاه الماليزيين للتحدي ومنافسة الدول الصناعية الكبري وتصميمهم علي أن يحتلوا المركز العاشر في قائمة الدول المصدرة في عام 2020 وبمقارنة بسيطة اتضح لنا الفارق الكبير بين الوطنيين المخلصين لوطنهم وحرصهم علي وضعه في المكانة اللائقة به بين الأمم وبين أناس لا همّ لهم سوي الكورة وكأن حياتهم أصبحت مرهونة بأقدام اللاعبين وكرة يتقاذفونها! من هذا التناقض الرهيب ظهر لنا ما وصلنا إليه من وضع متدهور ومتدني أخلاقيا وسلوكيا وفكريا وما زاد الطين بله تفشي الجهل القاتل بين كثير من أبنائنا وشبابنا بل وشيوخنا بأخلاقيات سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم فجاءتني فكرة طرح خصلة أو صفة محمدية في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف لتطبيقها في حياتنا علي مدار العام كله حتي إذا جاء العام الجديد وبعد ان نكون قد تطبّعنا بهذه الصفة وطبّقناها في حياتنا ومعاملاتنا وفيما بيننا وبين أنفسنا وبعضنا البعض ننتقل في العام التالي لصفة أخري وهكذا حتي يكون احتفالنا بذكري ميلاد سيد الخلق احتفالا عمليا وليس مجرد استلهام واجترار للماضي دون السعي الجاد للتمثّل بأخلاق صاحب هذه الذكري. راية التغيير يستطرد أبو العزائم قائلاً: وبالفعل كما أشرت اتفقنا في المجلس الأعلي للطريقة العزمية علي إطلاق هذه الدعوة ونشرها علي نطاق واسع بين أبناء الطريقة ومحبيها وكذا بين أبناء الطرق الصوفية الأخري ومحبيها أيضا ليكون الصوفية هم القدوة التي تحمل شعلة وراية التغيير للأفضل وهل هناك أفضل من التغيير في السلوك والأخلاق؟! وكان قرارنا بالبدء في تطبيق صفتي سيدنا رسول الله اللتين عىرف بهما قبل تلقيه رسالة السماء بتبليغ دين الله ألا وهما ¢الصدق والأمانة¢ حتي انه صلي الله عليه وسلم عُرف بالصادق الأمين منذ صغره وبالفعل اتخذنا خطوات جادة ووزّعنا الكثير من ¢البوسترات¢ ومنشورات الدعوة للتحلي بصفتي الصدق والأمانة علي كل ابناء العزمية ومحبيهم وأصحابهم ومن يحضر لقاءاتنا في القاهرة أو المحافظات وقد لاقت الدعوة استجابة واسعة وكان رد الفعل إيجابيا للغاية بل وجدنا مبادرات طيبة من الأفراد وكثير من أبناء الشعب المصري المتشوّق لمثل هذه الدعوات لإعادته إلي الحياة النبوية بشكل سلس وبالتي هي أحسن دون إكراه أو تعنيف وتشدد. توقف مؤقت يضيف أبو العزائم: لكن بعد أشهر قليلة من بدء سريان وتطبيق دعوتنا كانت ثورة 25 يناير التي شغلت الجميع بالقضايا السياسية وما تبع ذلك من فترة قلاقل وتوتر طوال فترة تولي المجلس الأعلي للقوات المسلحة إدارة شئون البلاد ثم ما تلي ذلك من انتخابات رئاسية وما حدث من اختطاف للثورة من قبل جماعة الإخوان ثم التخلص منها في 30 يونيو وما ترتب علي كل هذه للتداعيات السياسية من انشغال المواطن بالسعي وراء ¢لقمة¢ العيش التي أصبحت صعبة وبالتالي تراجعت فكرتنا وتوارت خلف كل الأزمات والمشكلات التي أصبح يعانيها الجميع. يستدرك أبو العزائم قائلاً: لكنني اعتقد أنه اليوم يمكننا إعادة إحياء هذه الفكرة من جديد خاصة بعد استعادتنا للهوية والشخصية المصرية من مخاطر المجهول الذي كان ينتظرنا بتخلصنا من عصابة الإخوان فضلا عن ان المجتمع الآن أصبح أحوج ما يكون لمثل هذه الفكرة لما يفتقده من أخلاقيات وما يعانيه من انفلات أخلاقي علي كل المستويات. فنحن فعلاً في حاجة ماسّة لأخلاق سيدنا رسول الله حتي تستقيم حياتنا ونعيد لها الروح الإسلامية والإنسانية. تجديد العهد وأنا والكلام مازال علي لسان السيد أبو العزائم- من خلالكم أدعو جميع أبناء الطريقة العزمية ومحبيها بل وكل المصريين وليس المسلمين فقط للتحلي بالأخلاق المحمدية التي هي بالأساس أخلاق إنسانية ترتقي وترقي بالإنسان والمجتمع ولنُعيد ما بدأناه في عام 2010 من سعي لإحياء وتطبيق الأخلاق المحمدية ونحن نحتفل بذكري المولد النبوي الشريف ولا مانع من تكرار الصفة الأولي وهي الصدق والأمانة ولتكن البداية مع هذا العام ثم ننتقل بعدها للصفات الأخري وهي بالترتيب: الإخلاص في السر والعلن. القصد في الفقر والغني. العدل في الرضا والغضب. العفو عمن يظلمنا وإعطاء من يحرمنا. أن نصل من يقطع رحمنا وهكذا نتخلّق بإحدي هذه الصفات حتي إذا ما مرّت خمس سنوات مثلا أعدنا وشكّلنا حياتنا علي المنهج النبوي وساعتها سنتخلّص من مظاهر الإجرام والانحطاط والسفالة والبذاءة التي انتشرت للأسف الشديد في مجتمعاتنا بشكل مخيف ويتناقض تماما مع ما نؤمن به وندعو الناس له وكأننا نقول ما لا نفعل وهذا أكبر مقتا عند الله القائل:¢ كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون¢ وللتيسير ولضمان التنفيذ يدعو أبو العزائم كل ولي امر أو أب وأم ومسئول لتطبيق هذه الفكرة في محيط ونطاق دائرته الضيقة فكلنا راع وكل راع مسئول عن رعيته فالأب والأم يبدآن مع الأبناء ثم الأسرة الصغيرة فالعائلة فالجيران والأقارب وهكذا حتي تتسع الدائرة ونبح في فترة وجيزة مجتمعا يتخلّق بأخلاق سيدنا رسول الله وبهذا نكون فعلا نحتفل عمليا وليس مجرد تذكر لمواقف وأحداث دون أن نستفيد منها في حياتنا. ورداً علي التخوّف من الرّدة أو الرجوع إلي سابق عهد الإنسان لصفة مناقضة لما يكون قد تطبّع عليه طوال عام كامل يقول أبو العزائم: وهل نحن نضمن للآخرين حُسن الخاتمة أو دخول الجنة؟! إذا كان هذا الشخص قد تعوّد وتطبّع علي صفة محمدية كالصدق أو الأمانة أو غيرها مدة عام كامل ثم انقلب علي عقبيه فهو يتحمّل وزره ومسئولية نفسه فالله تعالي يقول:¢ ولا تزر وازرة وزر أخري¢.