محافظة الغربية محافظة مغلقة علي نفسها وسط الدلتا ليس لها ظهير صحراوي تتمدد فيه بالعمران أو المرافق وقد اشتكت هذه المحافظة لعدم وجود مقلب و مكان لتجميع مخلفات مدينة طنطا والمدن الصناعية والقري بالمحافظة. وفي قريتي بالمنوفية فكرت مع أهالي القرية في تنظيف شوارع القرية وبيوتها ولكننا لم نتفق علي مكان لتجميع المخلفات ولم يتبرع أحد ولو بقيراط أرض بور لهذا الغرض. وأخبرتني شركة نظافة شوارع في دمياط الجديدة أن مقلب القمامة في هذه المدينة الجديدة قد امتلأ ولم يعد فيه متسع وطلب جهاز المدينة من الشركة نقل المخلفات إلي مقلب بورسعيد أو أي مقلب في الدقهلية و النقل إلي مدينة السادات ولو بالطائرة لأن المسافة من دمياط الجديدة إلي السادات حوالي 300كم تعبر فرعين للنيل وترع ومصارف وطرق سيئة ويجري توسيع مقلب دمياط الجديدة علي حساب الأرض المجاورة. ويومياً أمر علي المقلب المطل علي محور المشير طنطاوي ومقابر القوات المسلحة وستاد الدفاع الجوي وأراقبه وهو يزحف نحو المحور وقريباً ستغمر المخلفات هذا الطريق وتسده وسمعنا أنه ستنشأ حديقة فوق المقلب علي غرار حديقة الأزهر. والآن هل يمكن لكل محافظة أن تعد خريطة مكبرة توضح عليها أماكن تجميع أو تدوير القمامة أو دفنها بحيث يخدم كل موقع مدينة أو مجموعة قري مع السماح بمسافة نقل مناسبة بين كل قرية أو حي للمقلب المخصص لها. وهل يمكن لوزارة البيئة أو التطوير الحضاري أن تحدد مواصفات كل مقلب أو موقع تدوير القمامة ودفنها بحيث تفصل المخلفات التي يمكن الاستفادة بها عن مخلفات الهدم والتراب وهل يمكن توفير المعدات والآلات اللازمة للمقلب. إنشاء مدفن صحي أو مدفن مخلفات لتصنيع السماد الطبيعي علم ويمكن استقدام الخبراء من الدول التي سبقتنا في هذا المجال. وهل يمكن وضع اشتراطات حازمة لمواصفات عربات نقل القمامة بحيث لا تذهب القمامة أدراج الرياح أثناء نقلها وهل يهتم أحد في هذه الدولة بوضع مواصفات تفصيلية لكل بند من بنود منظومة النظافة في مصر ولنتأكد جميعاً أن النظافة عنصر من عناصر الأمن القومي والحضاري والصحي. وهل يمكن لوزارتي البيئة والتطوير الحضاري إعداد خريطة موحدة لكل مصر بتجميع خرائط المحافظات موضحاً عليها مواقع المقالب وأماكن التدوير والطرق المؤدية لها وهل يمكن لأي مسئول في مصر مراقبة أماكن تجميع القمامة ومراقبة عربات نقل القمامة من المنبع إلي المصب حتي لا تتناثر القمامة في كل الطرق والشوارع.