خططت إنجلترا لإصدار وعد بلفور عام 1917 لإطلاق أيادي الصهيونية العالمية داخل فلسطين وعلي التوازي لم تعارض خلال احتلالها لمصر القرن الماضي من بروز الجماعات الإسلامية المتشددة متمثلة في أول الأمر بتنظيم الإخوان عام 1928 كوسيلة لتفتيت الشعب المصري داخليا وإطلاق الفكر الإسلامي المتشدد وبعد ذلك لباقي الدول العربية كوسيلة لإيقاع الشعوب العربية بين فكي الكماشة الصهيونية والإسلامي المتشدد وانخدعت الشعوب بأن هدف الإخوان هو الدعوة الإسلامية ولكن مع مرور الزمن انكشف المستور ووضح أن الهدف الأول لتنظيم الإخوان هو الوصول للسلطة في الدول العربية خاصة مصر من خلال دغدغة الشعور لدي المواطنين البسطاء بالفكر الديني والشعارات البراقة. وخير دليل علي ذلك تطور الأحداث منذ ثورة 52 ومحاولات عام 1954 و1965 وحرب 1967 واغتيال السادات عام 1981 والاستيلاء علي ثورة 2011 والانتخابات الرئاسية 2012 وحتي اعتصام رابعة والنهضة 2013. هل ننسي المحاولة الأولي للوصول للسلطة بتركيز الإخوان علي حتمية المشاركة بنسبة كبيرة في مجلس الوزراء المصري بعد ثورة 1952 والضغط علي أعضاء مجلس قيادة الثورة لتركهم الحكم للإخوان وعودتهم للثكنات العسكرية؟ وهل ننسي محاولة اغتيال عبدالناصر في ميدان المنشية عام 1954 عند معارضته لمطالبهم ثم تجمعهم مرة أخري والتخطيط لتنفيذ انقلاب إخواني علي الدولة المصرية عام 1965 واكتشافهم قبل تنفيذ المؤامرة.؟ وهل ننسي المؤامرة الثالثة التي أدت إلي استشهاد الآلاف من الجنود المصريين خلال حرب 1967 حيث ان الصهيونية العالمية وانجلترا وبمساعدة الإسلام المتشدد كان لهم السبب الأساسي في اتخاذ عبدالناصر قرار غلق مضيق تيران ضد الملاحة الإسرائيلية في مايو 1967. تحت تأثير دعايتهم المسمومة من السعودية وانجلترا تجاه عبدالناصر واتهامه بموافقته علي قرار مجلس الأمن بعد حرب 1956 بالسماح للسفن الإسرائيلية بالمرور من مضيق تيران والعمل علي تغيير صورته الوطنية والعربية والقومية تجاه الشعوب العربية كلها مما أدي إلي نكسة وكارثة 1967 والدخول في مرحلة انتكاسية للاقتصاد المصري وحدوث خلل اجتماعي وأخلاقي خلال فترة سنوات حرب الاستنزاف وتدمير البنية الاساسية والصناعية والبترولية في مناطق قناة السويس. هل ينسي الشعب المصري قيام الصهيونية العالمية وانجلترا بتأجيج الصراع ما بين مصر والسعودية علي الحدود اليمنية من خلال تمويل ارسال السلاح والمرتزقة الاجانب لمحاربة الجيش المصري والذي كان سببا آخر لنكسة 1967؟. هل ينسي الشعب المصري خيانة تنظيم الإخوان والجماعات الإسلامية المتشددة المنبثقة منه للزعيم السادات الذي أبرم المصالحة مع الإخوان وأعادهم إلي المجال السياسي والعفو عن قياداتهم وخيانتهم له من خلال اغتياله وسط جنوده تحقيقا لرغبات الصهيونية العالمية. لتفادي النجاحات التي كانت ستتحقق في الاقتصاد والمجتمع المصري بعد رجوع أراضي سيناء وتركيزه علي التنمية بعد ذلك؟. وللأسف فإن ذلك القرار الساداتي هو الذي أدي إلي الكارثة التي حلت علي مصر عام 2012 بعد استيلاء الإخوان علي حكم مصر. حيث أدت المصالحة معهم أيام السادات علي احداث نشاط داخلي لجماعة الإخوان والوصول إلي المناطق العشوائية بالمدن وكل القري والنجوع وخلق كيانات من الشباب والشابات ومتوسطي الحال والعمل علي بث روح العداء بين الشعب المصري ورجال الشرطة وللأسف احداث عداء بعد ذلك تجاه افراد القوات المسلحة المصرية. ومن خلال سيطرة الإخوان علي أفكار الطلبة والطالبات في مراحل التعليم المختلفة من خلال الاكثار من التحاق كوادرهم بكليات التربية والعلوم والآداب وكل الكليات التي يعمل خريجوها في مجال التعليم ما قبل الجامعي وكذلك الجامعي نجحت جماعة الإخوان في السيطرة علي أحداث ما بعد ثورة 2011 والوصول لحكم مصر عام 2012. هل ننسي محاولة الجماعات المنبثقة من الإخوان مثل الجهاد الإسلامي والقاعدة لاغتيال حسني مبارك في أثيوبيا منذ ثلاثة وعشرين عاما وما فعله افراد الإخوان بالوطن المصري ومنشآته خلال احداث ثورة 2011 وتدمير معظم مراكز الشرطة التي تم بناؤها بأموال الشعب المصري وكذلك الكنائس؟. هل ينسي الشعب المصري ما فعله حكم الإخوان بتسهيل مرور الأسلحة والذخائر المتطورة من ليبيا والسودان وغزة وتخزينها في سيناء والصحراء الغربية والشرقية واستيلاء أفراد الإخوان علي منطقتي رابعة والنهضة واعتبارهما دولة إخوانية داخل الدولة المصرية بعد ثورة 2013 وهجوم افراد الإخوان علي المنشآت المصرية بعد أحداث فض اعتصامي رابعة والنهضة؟. لقد شاهدت بعيني الهجوم البربري المأساوي بواسطة أفراد ومجموعات لا تمت للبشر بشيء من حيث الوجه والمنظر والملبس. لقد شاهدتهم بعد وصولي لمبني محافظة البحيرة لأول مرة يوم 14/8/2013 بخمس دقائق فقط وهم يقذفون المبني بالكور النارية ومهاجمة الاسوار وتكسيرها واحراق كل ما هو موجود داخل مكاتب المبني والمخازن بأسلوب بربري وهمجي والبدء بمكتب المستشار العسكري دون الاكتراث بأن تلك المباني وموجوداتها هي ملك الشعب المصري وتم بناؤها بواسطة أموال الشعب المصري. هل ننسي الحقد الدفين تجاه أفراد القوات المسلحة والشرطة الذين هم من أصل الشعب المصري وحقدهم تجاه الزعيم عبدالفتاح السيسي الذي أنقذ مصر وشعبها من براثن الارهاب الإخواني والصهيونية العالمية؟. يا شعب مصر الوفي الوطني. يجب علينا جميعا عدم نسيان دماء شهداء مصر في حربي 1967 و 1973 وشهداء الشعب المصري في سيناء والصحراء الغربية منذ أحداث ما بعد ثورة 2011 وحتي الآن وان الاخوان والصهيونية والفرنجة هم المحركون الرئيسيون لتلك الأحداث. يجب علينا ألا ننسي ان الاسباب الرئيسية لمشاكل الاقتصاد المصري الحالية هي التأثير السلبي لنكسة 1967 علي الفترة ما بين 1967 وحتي 1975 والتأثير السلبي لثورة 2011 علي الفترة ما بين عام 2011 وحتي 2014. يا شعب مصر الوفي لقد أنقذتم مصر من خلال قيامكم بثورة 30 يونيو 2013 الشعبية والتي ساعدها الجيش والشرطة ولقد أنقذتم مصر من حكم الإخوان ومن انزلاق مصر نحو مستنقع الجهاد في سوريا. يا شعب مصر الوفي انتم تبنون مصر الدولة الحديثة وهم يريدون ارجاعنا للخلف وايقاف مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية وإلهاءنا بموضوعات المصالحة التي أدت للأسف الي اغتيال السادات عام 1980 وايقاف مسيرة التنمية التي كان يخطط لها السادات والتي كانت ستغير مصر كلها اذا تمت. يجيء توقيت النداء بالمصالحة حاليا في توقيت مدروس بواسطتهم لايقاف بناء الدولة الذي ينادي به الرئيس عبدالفتاح السيسي والمخطط التنموي للمرحلة الثانية لحكم مصر بغرض تلبية مطالب الشعب المصري المخلص لوطنه والعالم العربي والعالم الإسلامي.