رئيس مجلس الشيوخ: قانون الاجراءات الجناىية خطوة تشريعية تاريخية    المؤتمر: المشاركة الواسعة في المرحلة الأولى تؤكد وعي المصريين وإيمانهم بالديمقراطية    نقابة المهندسين بالإسكندرية: المهندس عبد الله الحمصاني تخصص بتروكيماويات ولا يعمل في الكيمياء النووية    مدير التعليم الفني بالمنوفية يتابع سير العملية التعليمية بعدد من المدارس    رئيس الوزراء يتابع جهود جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية    محافظ القاهرة يوجه بالإسراع فى إنهاء إجراءات التقنين بمنطقة شق الثعبان    ارتفاع 35 جنيهًا.. سعر الذهب اليوم الخميس 13-11-2025 في الصاغة    وزير الداخلية يبحث مع نظيره التركي تعزيز التعاون الأمني ومكافحة الجريمة    نتنياهو: محاكمتي تضر بالمصالح الأمريكية والإسرائيلية.. ولا أخشى السفر إلى نيويورك    عون: نرحب بأي مشاركة أوروبية في حفظ الاستقرار بعد انسحاب "اليونيفيل"    «الأوروبي للدراسات»: الكرملين يتوقع تفاوض أوكرانيا بعد التفوق الروسي    موعد مباراتي منتخب مصر المشارك في كأس العرب أمام الجزائر وديا    السجن 3 سنوات لممرضة أشعلت النار داخل 7 غرف رعاية بمستشفى حلوان العام    المشدد 10 سنوات لبائع خضار قتل مُسنة بسبب خلاف على لهو الأطفال بقنا    بصوت صاحبة السعادة.. تكريم أعلام التلاوة المصرية في "دولة التلاوة"    مصطفى حسني: تجربتي في لجنة تحكيم دولة التلاوة لا تُنسى.. ودوّر على النبي في حياتك    الشيخ خالد الجندي: كل لحظة انتظار للصلاة تُكتب في ميزانك وتجعلك من القانتين    الدكتور خالد عبدالغفار يبحث مع وزير الصحة العراقي سبل تعزيز العمل بمجالات التعاون المشترك    ننشر رابط التسجيل الالكتروني للتقدم ل امتحانات «أبناؤنا في الخارج» 2026    المجلس الوطني الفلسطيني: قوات الجيش الإسرائيلي لا تزال موجودة على 54% من مساحة قطاع غزة    «مش بتحب الخنقة والكبت».. 3 أبراج الأكثر احتمالًا للانفصال المبكر    بروتوكول بين الهيئة المصرية البترول ومصر الخير عضو التحالف الوطني لدعم القرى بمطروح    بأوامر الرقابة المالية.. حسام هنداوي ملزم بترك رئاسة شركة الأولى بسبب أحكام قضائية    وزير الأوقاف: بنك المعرفة المصري أداة لتمكين الأئمة ودعم البحث العلمي الدعوي    جلسة حوارية حول النموذج التحويلي للرعاية الصحية الأولية في مصر    بسبب فشل الأجهزة التنفيذية فى كسح تجمعات المياه…الأمطار تغرق شوارع بورسعيد وتعطل مصالح المواطنين    إعلان موعد خروج الفنان محمد صبحي من المستشفى    شاهدها الآن ⚽ ⛹️ (0-0) بث مباشر الآن مباراة العراق ضد الإمارات في ملحق آسيا لكأس العالم 2026    إخماد حريق شب في عقار بالفيوم    المركز الإعلامي لمجلس الوزراء: أكثر من 700 مادة إعلامية نُشرت حول افتتاح المتحف المصري الكبير في 215 وسيلة إعلامية دولية كبرى    الصحة: مصر حققت تقدما ملحوظا في تقوية نظم الترصد للأوبئة    الدقيقة الأخيرة قبل الانتحار    سر رفض إدارة الكرة بالزمالك لتشكيل اللجنة الفنية    محمد عبد العزيز: ربما مستحقش تكريمي في مهرجان القاهرة السينمائي بالهرم الذهبي    جراديشار يصدم النادي الأهلي.. ما القصة؟    عاجل- أشرف صبحي: عائد الطرح الاستثماري في مجال الشباب والرياضة 34 مليار جنيه بين 2018 و2025    التنسيق بين الكهرباء والبيئة لتعظيم استغلال الموارد الطبيعية وتقليل الانبعاثات الكربونية    محافظ الغربية: كل شكوى تصلنا نتعامل معها فورا.. ومتفاعلون مع مطالب المواطنين    القسام تستأنف البحث عن جثث جنود الاحتلال    ليفاندوفسكي على رادار ميلان وفنربخشة بعد رحلته مع برشلونة    إجراء 1161 عملية جراحية متنوعة خلال شهر أكتوبر بالمنيا    وزير الصحة يُطلق الاستراتيجية الوطنية للأمراض النادرة    في قلب الشارع.. قتل مهندس كيمياء نووية مصري ب13 رصاصة في الإسكندرية    باريس سان جيرمان يحدد 130 مليون يورو لرحيل فيتينيا    متحدث الأوقاف: مبادرة «صحح مفاهيمك» دعوة لإحياء المودة والرحمة    رئيس جامعة قناة السويس يكرّم الفائزين بجائزة الأداء المتميز عن أكتوبر 2025    الغنام: إنشاء المخيم ال17 لإيواء الأسر الفلسطينية ضمن الجهود المصرية لدعم غزة    موعد شهر رمضان 2026.. وأول أيامه فلكيًا    ندب قضاة ومنفعة عامة.. قرارات جديدة لرئيس الوزراء    «مبروك لحبيبتي الغالية».. فيفي عبده تهنئ مي عز الدين بزواجها    إيطاليا تواجه مولدوفا في اختبار سهل بتصفيات كأس العالم 2026    الداخلية تلاحق مروجى السموم.. مقتل مسجلين وضبط أسلحة ومخدرات بالملايين    ضبط 5 أشخاص أثناء التنقيب عن الآثار داخل عقار بالمطرية    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 13نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا    إنهاء أطول إغلاق حكومى بتاريخ أمريكا بتوقيع ترامب على قانون تمويل الحكومة    10 صيغ لطلب الرزق وصلاح الأحوال| فيديو    صاحب السيارة تنازل.. سعد الصغير يعلن انتهاء أزمة حادث إسماعيل الليثي (فيديو)    «البورصة» تدخل «الذكاء الاصطناعي» لخدمة المستثمرين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ألف باء
السيد هاني .. يكتب عن
نشر في الجمهورية يوم 30 - 04 - 2018

واشنطن تسعي لتعزيز وجودها العسكري في شرق آسيا لكبح جماح الصين
التزام زعيمي الكوريتين بالتخلص من الأسلحة النووية.. سيظل حبرا علي ورق
زعيم كوريا الشمالية بدأ يسعي للسلام بعد أن انتهي من بناء ترسانته النووية
3 نساء في القمة الكورية.. يشاركن في صنع السلام
رئيس كوريا الجنوبية لاجئ من الشمال.. والدته عمرها 90 سنة.. كل أمنيتها أن تري شقيقتها التي مازالت تعيش في الشطر الشمالي..
قدمت القمة بين زعيمي الكوريتين التي عقدت يوم الجمعة الماضي الي العالم نموذجا قويا لإمكانية الوصول الي حل المشاكل المستعصية.. مهما بلغت شدتها.. بالجلوس علي مائدة التفاوض. وليس بتبادل التهديدات بالضغط علي الأزرار النووية.. التي كان يمكن بضغطة واحدة. أن تعود بحياة البشرية كلها الي عصور ماقبل التاريخ ..!
لقد شقت القمة طريقا نحو السلام في منطقة شرق آسيا. التي تعد واحدة من أخطر المناطق علي الأمن العالمي.. وأثبتت أن الجهود الدبلوماسية يمكن أن تؤدي الي حل النزاعات الدولية.. مهما كانت صعبة ومعقدة.. !!
يمكن أن نسميها قمة "البحث عن السلام أو قمة "إنقاذ العالم".. أو قمة "انتصار الدبلوماسية"..
كما يمكن أن نسميها أيضا "قمة المفاجآت".. لأن ماشاهده العالم يوم الجمعة الماضي عند لقاء الزعيمين : الكوري الجنوبي "مون جاي إن". والكوري الشمالي "كيم جونج أون".. فاق توقعات الجميع. بما تضمنه من مفاجآت أسعدت كل شعوب العالم علي كافة المستويات الشعبية والرسمية.. الي درجة أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ألقت أبياتا من الشعر في وصف هذه القمة. من قصيدة صينية قديمة تقول :
- إن الأخوة تبقي بين الأشقاء رغم كل الصعاب..
- كل كراهية الماضي تتلاشي مع ابتسامة عند اللقاء..
هذا بالضبط ما شهده العالم يوم "الجمعة 27 أبريل 2018" الذي أصبح يوما تاريخيا.. ستسجل أحداثه في مئات الكتب ..!
* * *
تفاصيل ما جري في هذا اليوم لا تقل أهمية عن الاتفاقات الرسمية التي وقعها الزعيمان.. ذلك لأن كثيرا من الاتفاقات تظل حبرا علي ورق.. لكن ماشهدناه في هذا اليوم. يمكن القول إنه طوي صفحة العداء بين الكوريتين التي استمرت 65 عاما.. وفتح صفحة جديدة للسلام والإخوة والازدهار.. كما جاء علي لسان الزعيمين بعبارات مختلفة في مؤتمرهما الصحفي بعد القمة..
* في هذا اليوم قطعت كل تليفزيونات العالم إرسالها عند الساعة التاسعة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي للكوريتين.. وبدأت تنقل علي الهواء مباشرة الخطوات القليلة التي خطاها زعيم كوريا الشمالية "كيم جونج أون" فوق طبقة رقيقة من الأسمنت نحو خط الحدود الأكثر تحصينا في العالم.. ليعبره ويصافح رئيس كوريا الجنوبية "مون جاي إن" الذي كان يقف في انتظاره علي الجانب الآخر من الخط .. وبعد أن تبادل الرجلان التحية.. طلب "أون" من "مون" أن يعبر الخط الي الجانب الشمالي.. فعبرا معا لبرهه.. ثم عادا معا الي الجانب الجنوبي ..!
* خط الحدود بين الكوريتين الذي عبره الرجلان تعود قصته الي نهاية الحرب العالمية الثانية. عندما اتفق كل من الأمريكيين والسوفييت علي تقاسم الدول التي كانت تحتلها الامبراطورية اليابانية قبل الحرب.. ومنها شبه الجزيرة الكورية التي احتلها اليابانيون عام 1910.
* في أغسطس 1945 تم رسم الخط الفاصل بين القوات السوفيتية والقوات الأمريكية في شبه الجزيرة الكورية عند خط عرض 38 طبقا لهذا التقسيم يقوم اليابانيون شمال الخط بالاستسلام للقوات السوفيتية. ويقوم اليابانيون جنوب الخط بالاستسلام للقوات الأمريكية.. هكذا تقاسمت القوتان العظميان شبه الجزيرة الكورية دون إستشارة الكوريين أنفسهم.. ثم اتفق الأمريكيون والسوفييت علي إدارة البلاد بواسطة لجنة أمريكية سوفيتية مشتركة لمدة 4 سنوات. بعد ذلك تصبح البلاد حرة مستقلة..
* لكن الذي حدث هو أنه خلال السنوات الأربع.. قام كل طرف من الأمريكيين والسوفييت بإقامة حكومة موالية له في الشطر الذي يسيطر عليه.. فأصبح الزعيم الشيوعي "كيم إيل سونج" حاكما للشطر الشمالي بدعم سوفيتي. وأصبح الزعيم "سينغمان ريي" المعادي للشيوعية حاكما للشطر الجنوبي بدعم أمريكي..
* المشكلة أن كلا من الزعيمين كان يعتبر نفسه الممثل الشرعي لكامل شبه الجزيرة الكورية.. فكان يسعي للإطاحة بالآخر وإعادة توحيد الكوريتين.. لذلك كثرت الاشتباكات الحدودية بينهما. حتي سقط فيها نحو 10 آلاف من العسكريين الجنوبيين والشماليين قبل اندلاع الحرب الأهلية بينهما عام 1950. التي استمرت 3 سنوات وسقط فيها قرابة 5 ملايين من القتلي. كانوا يمثلون نحو 10% من تعداد سكان الكوريتين.. !
* هذا الخط الذي أصبح محصنا الآن بترسانتين من الأسلحة النووية علي أراضي الدولتين.. هو عبارة عن بناء من الطوب والأسمنت . ارتفاعه لايتعدي 20 سنتيمترا .. عرضه أقل من عرض أي "مطب صناعي" علي الطريق.. طوله أقل من 10 أمتار فقط.. مكانه يقع في المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين.. كان مجرد الاقتراب منه في الماضي من جانب قوات إحدي الدولتين.. يعد بمثابة "إعلان حرب" في نظر الدولة الأخري فتعلن حالة الطوارئ وتبدأ في إطلاق التهديدات ..!
* * *
* أعود الي لقاء القمة التاريخي بين الزعيمين "أون" و"مون" يوم الجمعة الماضي.. الذي تم الإعداد له بعناية شديدة شملت أدق التفاصيل. بدءا من المصافحة الأولي بينهما. وانتهاء بوداع بعضهما البعض في نهاية اليوم.
* اللقاء تم تصويره بواسطة مجموعة صغيرة من مراسلي شبكات التليفزيون ووكالات الأنباء. كانوا يخضعون لسيطرة أمنية محكمة.. بينما تم وضع آلاف الصحفيين الآخرين في مركز ضخم للمؤتمرات بعيدا عن القمة. مجهز بكل وسائل الاتصال والبث المباشر ..
* بعد التقاط الصور التذكارية للمصافحة الأولي.. قام تلميذان في الصف الخامس بالمدرسة الابتدائية "دايسونغدونغ". وهي المدرسة الكورية الجنوبية الوحيدة داخل المنطقة المنزوعة السلاح. بتقديم الزهور للزعيم الكوري الشمالي علي وقع عزف فرقة موسيقية لأغان شعبية تقليدية كورية محببة في كل من الكوريتين..
* ثم حيا الزعيمان حرس الشرف والفرقة العسكرية.. وقدم كل منهما نظيره إلي الوزراء والمسئولين في حكومته الذين رافقوه..
* لن أتوقف عند بقية تفاصيل ما جري في هذه القمة.. لأنه تم نشرها في وسائل الإعلام علي مدي اليومين السابقين.. لكن هناك عددا من الملاحظات تستحق تسجيلها :
1- هذه هي القمة الثالثة بين الكوريتين.. القمتان الأولي والثانية عقدتا في عاصمة كوريا الشمالية بيونج يانج . عامي 2000 و 2007 ولم تحققا أي نتائج ملموسة.. سواء في مجال خفض التوتر بين الكوريتين. أو في مجال وقف تطوير البرنامج النووي لكوريا الشمالية ..!
2- تميزت هذه القمة بحضور نسائي لم نشهده في القمتين السابقتين.. حيث حضرت زوجتا الزعيمين.. تصافحتا وتعانقتا.. وتبادلتا الحديث مع الزعيمين.. فخلقتا جوا من الألفة والصداقة الأسرية. التي ستؤثر بالضرورة علي العلاقة بين زوجيهما.. ومن ثم علي العلاقات السياسية بين الكوريتين ..!
3- الحضور النسائي في القمة شمل أيضا شقيقة زعيم كوريا الشمالية.. التي يمكن القول إنها قامت بالدور الأكبر في التمهيد والإعداد لهذه القمة. خلال زيارتها لكوريا الجنوبية في فبراير الماضي علي رأس البعثة الرياضية لكوريا الشمالية في المونديال.. لعلنا لاحظنا أنها كانت دائما بجوار شقيقها "أون".. فهي التي أعطته قلما للتوقيع في سجل الزوار.. وهي التي أخذت منه نسخة الاتفاقية بعد التوقيع عليها.. وهي المرأة الوحيدة التي جلست علي مائدة المفاوضات. التي لم يجلس عليها سوي 6 أشخاص فقط.. ثلاثة من كل جانب.. لعل ذلك يظهر لنا حجم الدور الذي تلعبه هذه المرأة الشابة في صناعة القرار داخل كوريا الشمالية ..!
4- إذا كانت هذه القمة قد فتحت صفحة جديدة في العلاقة بين الكوريتين كما جاء علي لسان الزعيمين الشمالي والجنوبي في المؤتمر الصحفي.. فهي أيضا فتحت صفحة جديدة في العلاقة بين كوريا الشمالية والمجتمع الدولي الذي أصبح أكثر ميلا للانفتاح عليها.. كما فتحت صفحة جديدة في علاقة زعيم كوريا الشمالية "كيم جونج أون" بالعالم الخارجي . وقدمته علي أنه رجل دولة يمكن الحوار والتفاوض معه .. بعد أن كانت وسائل الإعلام الغربية تصوره علي أنه رجل غريب الأطوار ومتهور ..!
أسباب القمة
لدي كل من زعيمي الكوريتين أسباب قوية دفعته الي التوقف عن اطلاق التهديدات والجلوس مع الآخر..
* سأبدأ بزعيم كوريا الشمالية "كيم جونج أون" الذي كانت موافقته علي حضور هذه القمة مفاجأة كبيرة للأوساط السياسية والإعلامية.. أهم الأسباب التي دفعته لحضور القمة هي :
1- تدهور الأوضاع الاقتصادية في بلاده بسبب الحصار الخانق والعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها بقرارات من مجلس الأمن الدولي.. خاصة بعد أن أجرت تجربتها النووية الأولي في 9 أكتوبر 2006.
2- الانتهاء من بناء ترسانته النووية والصاروخية القادرة علي حماية كوريا الشمالية ضد أي تهديد عسكري..
3- الرغبة في الإندماج في المجتمع الدولي . ورفع العقوبات الاقتصادية المفروضة علي كوريا الشمالية.. حتي يتسني لها التجارة مع الدول الأخري. ودخول الأسواق العالمية كدولة منتجة للأسلحة المتطورة..
4- إنهاء حالة التوتر مع كوريا الجنوبية لتقليل حجم الانفاق العسكري وتوجيهه لتحسين مستوي معيشة السكان.. وفي نفس الوقت الدخول في مشروعات اقتصادية مشتركة مع كوريا الجنوبية. للاستفادة من امكانياتها الاقتصادية المتقدمة في النهوض بالاقتصاد الكوري الشمالي..
5- إعادة تشغيل المجمع الصناعي المشترك "كايسونج" الواقع في المنطقة الحدودية بين الدولتين ويضم 123 مصنعا. ويعمل به 53 ألفا من أبناء كوريا الشمالية. تمثل مرتباتهم أحد أهم مصادر الدخل الأجنبي لحكومة بيونج يانج..
* * *
* أما رئيس كوريا الجنوبية "مون جاي إن" فلديه أيضا أسباب قوية دفعته للدعوة الي عقد هذه القمة عدة مرات منذ جاء الي السلطة .. أهم هذه الأسباب :
1- إبعاد شبح الحرب عن شبه الجزيرة الكورية.. لأنه في حالة نشوبها سوف تستخدم فيها الأسلحة النووية . وسوف تؤدي الي تدمير كوريا الجنوبية بالكامل.. فضلا عن أن المسافة بين العاصمة "سيول" والحدود مع كوريا الشمالية أقل من 40 كيلومترا فقط . مما يجعل عاصمة كوريا الجنوبية تقع في مرمي نيران المدفعية الثقيلة لكوريا الشمالية . التي تتخذ مواقعها دائما بالقرب من حدود البلدين ..!
2- الحفاظ علي القلعة الصناعية التي أنشأتها كوريا الجنوبية علي مدي العقود الخمسة الماضية. حتي أصبحت تاسع أكبر اقتصاد في العالم بالرغم من مواردها الطبيعية المحدودة جدا.. كوريا الجنوبية الآن هي أكبر دولة مصنعة للإليكترونيات في العالم.. هي أكبر دولة مصنعة للسفن في العالم.. أعلي دولة في العالم في سرعة الإنترنت.. بها ثاني أكبر مصنع في العالم لإنتاج الصلب.. خامس دولة في العالم في إنتاج السيارات بنسبة 7% من حجم الإنتاج العالمي.. سابع دولة في العالم من حيث حجم الصادرات.. حجم تجارتها الخارجية مع دول العالم تخطي حاجز التريليون دولار سنويا منذ عام 2011. لتصبح بذلك تاسع دولة في العالم من حيث حجم التجارة الدولية.. مستوي دخل الفرد تجاوز ال 40 ألف دولار شهريا منذ عام 2010.
- هذا الوضع الاقتصادي يمكن أن ينهار. وتتحول المصانع في كوريا الجنوبية الي أكوام من الرماد في حال اشتعال الحرب في شبه الجزيرة الكورية.. لذلك وجدنا الرئيس الكوري الجنوبي "مون جاي إن" يطلب من الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" خلال زيارته الي كوريا الجنوبية في نوفمبر 2017. عدم اتخاذ أي إجراء عسكري ضد كوريا الشمالية دون التشاور والتنسيق معه..
- كان ترامب قد ألقي خطابا أمام البرلمان الكوري الجنوبي يوم 7 نوفمبر 2017 شن فيه هجوما عنيفا علي زعيم كوريا الشمالية .. قال فيه "إن كيم جونج أون ابن الراقصة وزوج المطربة يثير الفزع حول العالم".. طبعا ردت كوريا الشمالية علي ذلك بتصريحات أشد وصفت فيها ترامب بالمعتوه.. الأمر الذي أثار قلقا كبيرا لدي الرئيس الكوري الجنوبي من أن يؤدي التصعيد المتبادل بين "ترامب" و"كيم جونج أون" الي نشوب حرب نووية في شبه الجزيرة الكورية.. تصبح فيها كوريا الجنوبية هدفا مشروعا للصواريخ النووية التي تنطلق من كوريا الشمالية باتجاه القواعد العسكرية الأمريكية. الموجودة علي أراضي كوريا الجنوبية وبها أسلحة نووية و28 ألفا من الجنود الأمريكيين..!
- لعل ذلك يفسر لنا السبب الذي جعل "ترامب" يغير من لهجته في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع الرئيس "مون جاي إن" في ختام زيارته الي كوريا الجنوبية.. حيث دعا كوريا الشمالية الي الجلوس علي مائدة التفاوض ومناقشة مسألة تخليها عن الأسلحة النووية.. قال ترامب : "من المنطقي أن تجلس كوريا الشمالية علي مائدة التفاوض. وأن تقدم علي فعل الصواب من أجل الإنسانية في العالم أجمع" ..!
3- سبب آخر لدي الرئيس الكوري الجنوبي "مون جاي إن" دفعه للدعوة الي عقد لقاء قمة مع زعيم كوريا الشمالية.. هذا السبب يمتزج فيه الطابع التاريخي بالطابع الشخصي والإنساني..
- فمن الناحية التاريخية كان "مون" عضوا بوفد كوريا الجنوبية في القمة بين الكوريتين التي عقدت في بيونج يانج عام 2007 بين الرئيس الكوري الجنوبي ذلك الوقت "روه موه يون". وزعيم كوريا الشمالية السابق "كيم سونغ إيل".. ولعب "مون" منذ ذلك الحين دورا في محاولات التقريب بين الكوريتين..
- ومن الناحية الإنسانية فإن "مون" هو في الأصل لاجئ من كوريا الشمالية الي كوريا الجنوبية.. كان والداه قد هربا ضمن آلاف اللاجئين علي متن سفينة تابعة للأمم المتحدة عام 1950 في بداية الحرب الكورية.. لذلك فهو يدرك جيدا منذ طفولته أثر النزاع بين الكوريتين علي الشعب الكوري في الشمال والجنوب.. قال للصحفيين خلال حملته الانتخابية : "والدي هرب من الشمال كارها الشيوعية. وأنا أيضا أكره النظام الشيوعي.. لكن ذلك لا يعني أن نترك الناس في الشمال يعانون في ظل نظام قمعي".
- وفي حديث لمجلة "تايم" الأمريكية العام الماضي.. قال الرئيس "مون" : "أمي هي الشخص الوحيد الذي هرب من أسرتها للجنوب. وهي تبلغ الآن من العمر 90 عاما. وأختها الصغري مازالت تعيش في الشمال وأمنيتها الأخيرة هي رؤية شقيقتها ثانية" ..!!
* * *
لعل هذه الأسباب التاريخية والإنسانية لدي الرئيس الكوري الجنوبي. كان لها أثر كبير في صياغة الاتفاقات التي تم توقيعها يوم الجمعة الماضي مع زعيم كوريا الشمالية.. ويمكن تلخيصها في النقاط التالية :
1- إنهاء "الأنشطة المعادية" بين البلدين.. والعمل علي تحويل الهدنة التي أنهت الحرب الكورية عام 1953 إلي معاهدة سلام دائمة..
2- تغيير المنطقة المنزوعة السلاح التي تقسم البلاد إلي "منطقة سلام" عن طريق وقف بث الدعاية المضادة من كل جانب..
3- تخفيض الأسلحة في المنطقة الحدودية. والعمل علي تخفيف التوتر العسكري..
4- الدفع باتجاه محادثات متعددة الأطراف تشمل الولايات المتحدة والصين..
5- تنظيم لم شمل العائلات التي خلفتها الحرب.. وتسهيل تبادل الزيارات بين الأسر الكورية في الجانبين..
6- ربط وتحديث السكك الحديدية والطرق عبر الحدود..
7- زيادة المشاركة المشتركة في الأحداث الرياضية. بما في ذلك دورة الألعاب الآسيوية لهذا العام..
النقطة الصعبة
كل النقاط السبع السابقة يمكن تحقيقها بسهولة.. إلا نقطة واحدة فقط تم الإعلان عنها في ختام أعمال قمة الكوريتين يوم الجمعة الماضي.. من الصعب جدا تحقيقها ..!
- هذه النقطة هي المتعلقة بتعهد كل من زعيمي كوريا الجنوبية والشمالية بالعمل علي إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية.. وهي مسألة غير قابلة للتحقيق في المدي المنظور ..!
- لماذا.. ؟
- للأسباب التالية :
* أولا : بالنسبة لكوريا الجنوبية.. هي لاتملك قرار التخلص من الأسلحة النووية الموجودة علي أراضيها.. هذا قرار أمريكي.. لأن الأسلحة النووية هناك توجد في القاعدة العسكرية الأمريكية الموجودة في كوريا الجنوبية.. والولايات المتحدة لا تفكر في الانسحاب من هذه القاعدة. ولا في إزالة الأسلحة النووية منها. خاصة في ظل التوتر المتصاعد حاليا بين كل من الصين والولايات المتحدة بسبب سعي الصين لفرض هيمنتها العسكرية علي منطقة شرق آسيا.. التي تعتبرها الولايات المتحدة إحدي مناطق النفوذ الاستراتيجي التي كسبتها بعد انتصارها في الحرب العالمية الثانية.. وتعمل منذ ذلك الحين علي تعزيز وجودها العسكري في شرق آسيا من خلال القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في كل من كوريا الجنوبية واليابان والفلبين وجزر المحيط الهادي..
* ثانيا : بالنسبة لكوريا الشمالية.. لن تقدم علي اتخاذ أي إجراء من شأنه تخفيض ترسانتها النووية. مالم تر إزالة القاعدة العسكرية الأمريكية بالكامل من أراضي كوريا الجنوبية.. وربما تطالب أيضا بإزالة القواعد العسكرية الأمريكية من جميع دول منطقة شرق آسيا. لأنها تمثل تهديدا لأمن كوريا الشمالية.. الدليل علي ذلك أنه في كل مرة يزداد التوتر بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة. فإن كوريا الشمالية تهدد بضرب اليابان.. وفي أبريل 2013 وجهت كوريا الشمالية إنذارا الي اليابان بأنها ستحولها الي كومة من النار والدخان ..!
* يضاف الي ماسبق أن كوريا الشمالية تحملت معاناة اقتصادية شديدة من أجل إنتاج السلاح النووي. بسبب العقوبات الاقتصادية التي فرضت عليها.. لأنها أدركت أن بقاءها كدولة مرهون بامتلاكها السلاح النووي.. ولزعيم كوريا الشمالية الحالي "كيم جونج أون" عبارة شهيرة قال فيها إنه لولا امتلاك كوريا الشمالية السلاح النووي. لجعلوها تلقي نفس مصير العراق..!
النيل للأخبار
لذلك شعرت بالدهشة وأنا أتابع موجز اخبار الساعة السابعة صباح الجمعة الماضي. الذي قرأته المذيعة المتميزة "أمل نعمان". وذكرت فيه أن القمة الكورية تركز بالأساس علي مناقشة السلاح النووي لبيونج يانج في ضوء تصريحاتها الأخيرة التي عبرت فيها عن رغبتها في التخلي عن أسلحتها النووية.. !
- الصحيح هو أن بيونج يانج أعربت عن استعدادها لوقف تجاربها النووية والصاروخية.. وليس التخلي عن أسلحتها النووية.. وجاء في البيان الذي أذاعته وكالة الأنباء الكورية الشمالية بهذا الشأن عبارة : "بعد أن استكملت تسلحها النووي"..
- فمن أين جاءت "النيل للاخبار" بمثل هذا الكلام.. لتقرأه نجمة تليفزيونية كبيرة بحجم "أمل نعمان"..؟
- لو كانت بيونج يانج أعربت عن رغبتها في التخلي عن أسلحتها النووية.. إذن لماذا ستعقد القمة المرتقبة بين "دونالد ترامب" و"كيم جونج أون".. ولماذا هدد "ترامب" أكثر من مرة بأنه سينسحب من هذه القمة إذا لم تحقق تقدما في مجال تخلي كوريا الشمالية عن السلاح النووي..
- تهديدات "ترامب" بالانسحاب من القمة . صدرت مرة في لقاء له يوم 11 مارس 2018 أمام حشد من مؤيديه في بنسلفانيا. عندما قال : "من يدري ما الذي سيحدث؟ فقد انسحب من المفاوضات سريعا أو نستكملها لنتوصل إلي أعظم اتفاق لصالح العالم".
- ثم صدرت مرة ثانية خلال المؤتمر الصحفي المشترك للرئيس "ترامب" مع رئيس الوزراء الياباني "شينزو آبي" يوم 19 أبريل 2018 عندما قال ترامب : "إنه إذا اعتقد أن الاجتماع لن يكون ناجحا. فإنه سينسحب منه. وإذا عقدت القمة ولكنها لم تكن مثمرة. فإنه سينسحب"..
* كنت أتمني أن أجد علي شاشة "النيل للأخبار" تغطية للقمة بين الكوريتين بنفس المستوي الذي قدمته القناة في تغطية أحداث الضربة العسكرية علي سوريا فجر السبت 14 أبريل الجاري..
* حتي عندما نقلت لنا القناة بعض المشاهد الحية من لقاء القمة بين زعيمي الكوريتين في النشرة الموجزة الساعة العاشرة من صباح الجمعة الماضي. التي قرأتها المذيعة "هبة حسين".. كنت أنتظر منها.. وهي صاحبة الخبرة والرصيد الكبير علي شاشة "النيل للاخبار". ورسالة الدكتوراه في الإعلام السياسي التي انتهت من إعدادها.. كنت أنتظر منها أن تخرج عن النص المكتوب معها في الأوراق لتعلق لنا علي المشاهد التي نراها علي الشاشة.. لكنها فضلت الالتزام بما هو مكتوب في الورق.. فكنا في الوقت الذي نري فيه زعيمي الكوريتين يجلسان معا. وعلي هامش شاشة "النيل للأخبار" كتبت كلمة "مباشر".. كانت "د.هبة حسين" تقرأ لنا من الأوراق قائلة : "وعاد كيم جونج أون الي الجانب الشمالي من قرية بانجون مون الحدودية بعد انتهاء الجلسة الأولي من لقاء القمة. علي أن يعود الي الشطر الجنوبي مرة أخري لحضور الجلسة الثانية في وقت لاحق اليوم" ..!
* يا دكتورة "هبة".. أنت لست في حاجة الي نصيحة من أحد.. فأنت أستاذة في التقديم علي الشاشة. ومدرسة في الحوار التليفزيوني.. وأنا أتابعك دائما.. واحترمك بشدة لأني أراك دائما مع ضيوفك "كالمسطرة" لا تحيدين أبدا عن ضوابط الحوار. وقادرة علي حبس أعتي الضيوف في موضوع الحلقة ..!
* لكني كنت أنتظر منك التعليق علي الصور المعروضة علي الشاشة. بدلا من قراءة الأوراق المكتوبة ..!
* حتي لا يتكرر ما حدث في تغطية قمة الكوريتين.. أرجو من الأستاذة "أميرة سالم" رئيسة قناة "النيل للأخبار" أن تبدأ من الآن في وضع خطة لتغطية فعاليات القمة المرتقبة بين "ترامب" وزعيم كوريا الشمالية.. حتي لا نفاجأ أثناء انعقاد القمة بشاشة "النيل للاخبار" تقدم لنا برنامج "7 رياضة" لمحمد عبد الحكم ..!
* يجب علي كبيرة المذيعات "نرمين خليل" التي تضع جدول المذيعين.. أن تختار لليوم الذي تعقد فيه القمة الأمريكية الكورية أكفأ المذيعات والمذيعين.. وأن تبدأوا من الآن في تحديد أسماء الضيوف الذين سيتم استضافتهم للتعليق علي مجريات القمة.. لا تنخدعوا في الألقاب التي يمنحها بعض الضيوف لأنفسهم.. ولا في مراكز الأبحاث والدراسات الوهمية..
* يا أستاذة أميرة.. لديك في قناة "النيل للأخبار" أعلي مستوي من المذيعات والمذيعين علي مستوي جميع الفضائيات العربية.. فلا يجب أن نفسد ما يقدمونه علي الشاشة بالأعطال التقنية والمشاكل الصغيرة..
* يجب علي كبيرة المذيعات "نرمين خليل" أن تعيد توزيع الجدول.. لوضع الأكثر كفاءة في الأوقات الأكثر مشاهدة.. المذيعة "نجلاء الجعفري".. القوة الناعمة علي شاشة النيل للأخبار.. "مزيج سحري" من الوقار والمهنية والحضور علي الشاشة والثقة بالنفس.. لماذا لانراها في البانوراما الإخبارية.. نشرات 12 و4 و8 مساء.. ؟
* المذيع القدير "أشرف عبدالعاطي".. صاحب الرصيد الكبير والخبرة الواسعة من خلال عمله في قنوات دولية.. لماذا لايستفاد به بما يتناسب مع قدراته الكبيرة ..؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.