"العرب وجهة نظر يابانية".. هو كتاب ألفه المستعرب الياباني "نوبواكي نوتوهارا" ونشر عام 2003. يوضح لنا كيف أثَّر الأدب العربي بكل ملامحه في هؤلاء الأدباء.. يقول المؤلف: إنها خبرة أربعين عاماً تابع فيها الرواية العربية وعاش في أعماقها. حكي الكاتب الياباني كيف بدأ التفكير في دراسة الأدب العربي بالمصادفة بعد أن تم افتتاح أول قسم لدراسة اللغة العربية عام 1964 في جامعة طوكيو. فقرأ لنجيب محفوظ رواية "بين القصرين" وغسان كنفاني في روايته "عائد إلي حيفا" فهذا الكاتب أثر في وجدانه وعلمه القضية الفلسطينية. كما يذكر الكاتب. لم يتوقف نوتوهارا عند هذا الحد. بل قدم إلي مصر بعد أن حصل علي منحة خاصة من الحكومة المصرية عام 1969 فكانت تجربته الأولي بقرية الصحافة بالقرب من مشتول السوق بالشرقية. ليري رواية الأرض علي الواقع لعبدالرحمن الشرقاوي. فهي التي دفعته للتعرف علي الفلاح وطباعه. وامتد نوتوهارا بين أروقة جمال حمدان. وكتاب "شخصية مصر" فقد روي حمدان عطش الكاتب الياباني وأعطاه الأجوبة العميقة. ولم يتوقف باب الأدباء والمثقفون المصريون عند هذا. بل عاش مع يوسف إدريس وصُنع الله إبراهيم ويحيي الطاهر عبدالله. ويحيي حقي. الذي أعطاه الاهتمام الآخر بالصعيد. أقام نوتوهارا في سوريا عشرة أشهر كاملة. وذلك عام 1987 فانتقل إلي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين. ولاحظ أن البيت مسقوف بمواد خفيفة ربما من الورق المقوي. فسأل صاحب البيت الخمسيني عن السبب فقال له: "هذا بيت مؤقت.. بيتي الحقيقي هناك في فلسطين. نحن نسكن هنا بصورة مؤقتة. وسنعود إلي ديارنا عاجلاً أم آجلاً.. وإذا وضعنا سقفاً. فنحن نتنازل عن العودة. إننا ندرك أن هذا المكان مخيم. فدخل الرجل إحدي غرفه". وغاب الرجل بعض الوقت. ليعود إلي كاتبنا الياباني بمفتاح بيته في فلسطين. وقال له: كلنا في هذا المخيم نحتفظ بمفاتيح بيوتنا".. فهم نوتوهارا الرسالة.. وقال ببساطة شديدة: أي مجموعة بشرية هذه.. يقصد الصهاينة. جاءت من خارج فلسطين واستوطنت بقوة السلاح أرضها. وشردت شعبها؟!.. فالقضية الفلسطينية خطأ ارتكبه العالم. ومازال يتفرج عليه.. وصلت رسالة الأدب العربي.. وغسان كنفاني وجمال حمدان.. وللحديث بقية.