فرصة عظيمة لأبناء هذا الجيل من الناديين أن يقدموا لنا قمة كروية الاثنين القادم في حب مصر.. تجف معها دموع الأمهات علي أبنائها الشهداء والزوجات الثكالي والأبناء الذين فقدوا آباءهم بأيدي الجبناء والإرهابيين وفرصة أيضا لكي نسعد الغلابة والفقراء بوجبة كروية دسمة تنسيهم نار الأسعار وجشع التجار وإلا ستظل الجماهير تشعر أن قمة اليوم التي تحمل الرقم 114 هي قمة بين الحقيقة والسراب. ** نعم.. إذا خرجت عن النص سواء في المستوي الفني أو الروح الرياضية أو المتعة الكروية فستصبح القمة بلا هوية هذا الموسم حيث تتحدث الأرقام ولا تكذب عن فارق المستوي بين لاعبي اليوم والأمس القريب. فشتان الفارق بين القمم السابقة بداية من أربعينيات القرن الماضي التي شهدت انطلاق الدوري عام 1948 فيما كانت أول مباراة ودية تجمع الفريقين عام 1917 بينما كانت أفضل آخر قمة قبل 7 سنوات في الدوري فيما كان أفضل لقاء جمع الفريقين قبل عقد من الزمان في نهائي الكأس عام 2007 وانتهي 4/3 لصالح الأهلي. فاللاعبون يمتلكون أرقاما بالملايين ويتقاضون مرتبات شهرية بالآلاف لا تتناسب مطلقا.. سواء مع مواهبهم الكروية أو حتي ما يقدمونه من عطاء داخل المستطيل الأخضر وان قال البعض إنهم يستحقون هذه المبالغ حسب معطيات هذا الزمن فقد يكون معهم الحق لسبب بسيط يكمن في ان هذا الزمن لا يخضع إلي أي مقاييس علمية خاصة في دولنا التي لا تترك مجالا للتنظيم والادارة أو حتي العمل المؤسسي المبني علي قواعد الانطلاق إلي الأمام. فأجر أغلب عمالنا منقوص وغير كامل.. لذلك لا تجد أهل القمة يقدمون في أحيان كثيرة المعادلة الصعبة التي تجمع بين الأداء الجيد والنتائج الايجابية بل نشاهد كرة قدم غير حقيقية وإلا ماذا نشاهد في أوروبا وبين البرشا وريال مدريد أو بايرن ميونخ ودورتموند واليوفينتوس وروما وباريس سان جيرمان وموناكو وتشيلسي ومان يوناتيد!! ** إننا نلعب كرة قدم تختلف في مقوماتها كثيرا عما نراه حولنا سواء في القارة العجوز أو أمريكا اللاتينية بل وحتي في كوريا واليابان.. فهم سلكوا طريق العلم ونحن لانزال نبرح مكاننا في مستنقع العشوائية والفهلوة والضحك علي الذقون! ** فكرتنا تأخذ ولا تعطي لأن أدواتها يعتنقون هذا الفكر.. والدليل علي ذلك أسعار اللاعبين التي هي أشبه بالسعر الحقيقي للجنيه المصري وأيضا لرغيف العيش الذي تدعمه الحكومة بمليارات الجنيهات!! ومع كل ذلك فالخاسر الأكبر هو الجمهور العاشق لتلك اللعبة المجنونة وللأندية التي يشجعها وبالتالي يدفع الكثير من حرق الاعصاب وارتفاع الضغط والسكر في كل مرة تتراجع فيه نتائج المنتخب أو الاندية خاصة ناديي القمة وكأنه كتب علي الجماهير والشارع المصري بأكمله أن يظل يدفع أكثر مما يأخذ نتيجة جشع التجار الذي يرفع أسعار الخضراوات والفواكه وكل مستلزمات البيت المصري يشاركهم في ذلك اصحاب الضمائر الخربة من مرتشين ومزورين ونصابين وغيرهم!! انها يا عزيزي حرب الجيل الرابع في عالم الكرة والتي تأهذ شكلا مختلفا عن الحروب التي تجري في العالم حاليا والتي خرجت من أجواء التقليدية علي أمل تقسيم الوطن العربي الكبير إلي دويلات صغيرة لكن مصر العظيمة برجالاتها نجحت في اجهاض هذا المخطط الماسوني الرهيب بعد أن طال العراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان والصومال وقبل أن تمتد نيرانه لتأكل الأخضر واليابس في هذه البقعة من العالم التي خيرها الله عن سائر الأماكن بما حاباها من نزول الأديان في أراضيها وعيش الرسل والأنبياء في رحابها وصحرائها الخشنة لذلك لابد ان يعي لاعبو الأهلي والزمالك كل هذه الأمور حتي يستطيعوا تقديم لقاء يرفع شعار "قمة في حب مصر" وكذلك قمة ضد الإرهاب! وهذا ليس بالمستحيل أو الصعب إذا فهم اللاعبون ادوارهم جيدا وسعوا لتقديم كرة قدم حقيقية تسعد الجماهير وتطمئننا علي المنتخب الوطني قبل مباراته المهمة والقادمة أمام نظيره الأوغندي في التصفيات الحاسمة والمؤهلة لنهائيات كأس العالم بروسيا .2018 كما علي اللاعبين أن يغلفهم الروح الرياضية والمحبة داخل المستطيل الأخضر إيمانا منهم بأن الفائز الحقيقي في هذا اللقاء هو الوطن المصري بجماهيره العاشقة لكرة القدم لأن الفوز والخسارة ما هما إلا وسيلة في كل الرياضات لأجل غايات اكبر من ذلك فالوقت قد حان لكي يثبت لنا اللاعبون انهم يستحقون العقود والملايين التي يحصلون عليها وليأكدوا لنا ان كرة القدم بخير وتمضي في الطريق الصحيح وأنهم أيضا قدوة لشبابنا الحائر حتي لا تأخذ بيده يد الإرهاب وأصحاب الضمائر الميتة الذين لا يؤمنون بالأوطان. وكما يقول المثل من لا ماض له فلا حاضر ولا مستقبل له.. لذلك علي لاعبي هذا الجيل أن يتابع النجوم الذين تعاقبوا علي كرة القدم المصرية وقدموا لنا المتعة والنماذج الحسنة في القيم والأخلاق وطبعا الموهبة والمهارات وكرة القدم التي أطربت أجيالا كثيرة فأنا أؤمن بهذا الشعب وقدرات شبابه علي العطاء والابداع شريطة أن يتخلي عن العشوائية في حياته ولا يركن إلي الراحة والكسل.. بل يعمل ويجتهد ليكشف عن امكاناته الحقيقية التي تفوق بحق امكانات شعوب كثيرة يحسدوننا عليها. فالجيل الرابع مليء بأمور كثيرة ايجابية بعيدة عن الحروب لكنها تعتمد علي العلم والتكنولوجيا وتوظيف الامكانات علي النحو الأمثل حتي نصل إلي مبتغانا ونحقق اهدافنا ونجمع بين الاداء الجيد والنتائج الايجابية والمتعة. المنتخب في رقابكم لا يخفي علي أحد ان المسابقات المحلية ما هي الا وسيلة لغاية كبري تتمثل في المنتخبات الوطنية.. وبما أننا مقبولون علي المرحلة الحاسمة المؤهلة لمونديال روسيا 2018 يجب ان يعي اللاعبون ان المستوي الذي سيقدمونه اليوم ربما يكون مؤشرا قويا ورسالة طمأنة قبل مواجهتي أوغندا والتي يهدينا الفوز فيهما إلي الوصول للمونديال بعيدا عن حسابات المباريات المتبقية والفرق الأخري. لذلك لابد أن يقدم الفريقان عرضا قويا مليئا بفنون اللعبة بعيد كل البعد عن الخشونة المتعمدة أو ما يعكر صفو العلاقة بينهم حتي لا ينعكس ذلك بصورة سلبية علي المعسكر الذي سيجمعهم قبل لقاء أوغندا الأول يوم 31 أغسطس القادم. ورغم اهتزاز عرش الناديين الكبار وعروضهما أيضا الا ان هذا الشعب يمتلك لغزا حائرا يمكن في قدرتهم علي قلب الطاولة في أي وقت إذا أرادوا لذلك لقاء اليوم لا يمثل للشارع الكروي قمة عادية بل هو مرآة لما هو آت سواء علي مستوي المنتخب القومي أو الموسم المقبل 2017/2018