تصدرت آثار وتداعيات الضربة الأمريكية التي استهدفت قاعدة ¢الشعيرات¢ الجوية قرب مدينة حمص السورية عناوين كبري الصحف العالمية. رأت العديد من هذه الصحف ان الغارة الأمريكية حطمت مساعي وآمال تحسين العلاقات بين واشنطنوموسكو. من جانبها استهلت صحيفة ¢وول ستريت جورنال¢ الأمريكية تعليقها علي هذا الشأن بالقول ان قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السريع بضرب القاعدة الجوية السورية وجه طلقة نارية نحو روسيا وأظهر أن ادارته أكثر استعدادا لاستخدام القوة من سابقتها حتي لو كان ذلك يعني اثارة حفيظة الكرملين وحلفائه. ذكرت الصحيفة انه عندما قررت الادارة الأمريكية الجديدة التي جاءت منذ 11 اسبوعا فقط كيفية الرد علي الهجوم الكيماوي الذي استهدف بلدة خان شيخون والقت واشنطن المسئولية عنه علي عاتق نظام الأسد فانها درست أيضا ملامح الرسالة التي أراد الرئيس ترامب ارسالها الي بقية العالم في واحدة من أولي اختباراته في ملف السياسة الخارجية. نقلت عن مسئول رفيع المستوي في ادارة الرئيس ترامب قوله:¢ان هذا الأمر ويقصد الرسالة من وراء قصف الشعيرات أكبر من سوريا فهو دلالة علي الطريقة التي يريد بها الرئيس أن يُنظر اليه من قبل قادة العالم الآخرين.لذا فمن المهم للغاية أن يدرك الناس أنها ادارة مختلفة تماما¢. في السياق ذاته عنونت صحيفة ¢لوس أنجلوس تايمز¢ الأمريكية تقريراً لها :¢الضربات الأمريكية في سوريا تحطم آمال تحسين العلاقات مع روسيا¢. ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف قوله:¢ان الخطوات التي اتخذتها واشنطن تسببت في الحاق ضرر كبير بالعلاقات الأمريكية-الروسية التي أضحت بالفعل في حالة يُرثي لها¢ وأضاف:¢أن الولاياتالمتحدة انتهكت قواعد القانون الدولي بسبب عذر أحمق¢. أوضحت الصحيفة أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الذي سيقوم بأول زيارة رسمية له الي موسكو بعد أيام كان حادا في ادانته للدعم العسكري الروسي للأسد وفيما اعتبره فشلا من جانب موسكو في منع سوريا من استخدام الغازات السامة ضد شعبها. وأبرزت الصحيفة قول مسئولين أمريكيين:¢ان الهجوم الأمريكي لم يكن يهدف الي القضاء علي سلاح الجو التابع للأسد بل اضعاف مطار الشعيرات فقط وتوجيه رسالة مفادها أن المجتمع الدولي لن يقبل الهجمات الكيماوية ضد المدنيين¢. بدورها قالت صحيفة ¢الاندبندنت¢ البريطانية ان الضربات الجوية التي أمر بها ترامب علي سوريا جعلت واحدة من أفظع الحروب في السنوات الأخيرة أكثر تقلبا وأثارت شبح وقوع مواجهة بين أقوي قوتين عسكريتين في العالم. نقلت الصحيفة عن روبرت ايمرسون المحلل الأمني قوله:¢ان الرئيس فلاديمير بوتين بني سمعته كقائد صعب يقف بجانب أصدقائه.لذا فانه لن يستطيع الحفاظ علي تلك السمعة اذا سمح بضربات جوية أمريكية متكررة علي قوات الأسد وعلي ادارة ترامب أن تتوخي الحذر بشأن ذلك¢. أشادت صحيفة تايمز البريطانية بقصف الرئيس الأمريكي علي القاعدة الجوية السورية. ووصفته بعبارات أقرب للشعر» اذ قالت ان ترامب رقص لعبة البيرويتي الروسية في الشرق الأوسط بأداء رائع. ونفذ نقلة شطرنج ستُدرّس ليس في موسكو وحدها. بل في الصين وكوريا الشمالية أيضا. قالت ان ¢هذه الضربة المفاجئة مثلت تحذيرا قويا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبشار الأسد. وحملت رسالة للأول مفادها ضرورة أن تواصل روسيا الحرب ضد داعش وتتخلي في الوقت نفسه عن الأسد¢. لفتت الصحيفة الي أن هذا هو أول عمل عسكري لترامب كقائد أعلي للجيش الأمريكي. ومن شأن هذه الخطوة أن تشكل سياسته الخارجية للسنوات المقبلة. كما أنها تمثل ضربة البداية للآلة العسكرية الأمريكية في دفاعها عن القيود الدولية علي استخدام أسلحة الدمار الشامل. أشارت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الي أن التحدي الذي ينتظر ترامب خلال الأيام القادمة يكمن في اذا ما كان سيجد طريقة لاستثمار زخم الضربة العسكرية وصياغة استراتيجية طويلة الأمد بدون التورط بشكل أعمق في الحرب الطاحنة المستمرة منذ 6 سنوات والتي لا تظهر أية علامات علي الانتهاء قريبا. نوهت الصحيفة في تقريرلها بأن البنتاجون أكد حتي الآن عدم وجود المزيد من الخطط العسكرية للانتقام من بشار الأسد وأن القوات الأمريكية ستكمل جهودها لهزيمة تنظيم ¢داعش¢ الارهابي في المنطقة.