الصحيفة: ترامب وجه صفعة للأسد وبوتين.. وتحذر من تجميد روسيا للتنسيق العسكرى مع تل أبيب بشأن سوريا رأت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، اليوم، أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فاجأ الجميع بالضربة العسكرية الأمريكية فى سوريا، مشيرة إلى أنه على الرغم من كونها «ضربة مبررة» لكن احتمال وقوعها كان منخفضا، محذرة من تداعيات التوتر الراهن بين واشنطنوموسكو على إسرائيل. وقالت الصحيفة فى تقرير لها اليوم تحت عنوان «هل تكون إسرائيل ضحية التوتر بين واشنطنوموسكو بعد هجوم ترامب الصاروخى؟ : إن الضربة على قاعدة الشعيرات الجوية التى جاءت بدون قرار من مجلس الأمن الدولى وبدون أن تنهك واشنطن نفسها فى متاعب الحوارات الدبلوماسية، تعد صفعة على وجه كل من الرئيس السورى بشار الأسد ونظيره الروسى فلاديمير بوتين، كما أنها توجه رسالة إلى العديد من الدول الأخرى على طول الطريق، فى إشارة إلى إيران وكوريا الشمالية. وأشارت الصحيفة إلى أن تلك الخطوة العسكرية سبقتها ما وصفته ب«ثورة فى السياسة الخارجية الأمريكية» حين أعلن ترامب أن الأسد لم يعد قادرا على أن يكون جزءا من الحل فى سوريا، فيما كانت مندوبة واشنطن لدى الأممالمتحدة نيكى هالى قد صرحت قبلها ببضعة أيام فقط، أن الإطاحة بالأسد لم تعد أولوية أمريكية. وقالت «هاآرتس» إن الهجوم الأمريكى لايقدم أى إجابات على ما أسمته ب«الأسئلة التكتيكية»، مشيرة إلى أن صواريخ توماهوك لم تستهدف المخازن التى يمكن للأسد تخزين أسلحة كيماوية فيها، بل استهدفت قاعدة للقوات الجوية، أقلعت منها الطائرات التى نفذت الهجوم الكيماوى، مشيرة إلى أن الأسلحة الكيماوية من الممكن أن تكون لا تزال مخزنة بأمان بعيدا. ورأت الصحيفة أن المنطق وراء الهجوم على قاعدة للقوات الجوية السورية أمر مفهوم، ولكن هل يشير إلى أن ترامب لن يتردد فى مهاجمة الشخص الذى أعطى الأمر والرئيس الذى أعطى الموافقة الأولية؟ مشيرة إلى أن الإجابة ليست واضحة الآن. ولفتت الصحيفة إلى أن ترامب فعل على نطاق واسع، ما تقوم به إسرائيل على نطاق أصغر عندما هاجمت قوافل الأسلحة التى تتجه من سوريا إلى حزب الله اللبنانى. ورأت الصحيفة أن السؤال المطروح حاليا هو ما إذا كانت روسياوسوريا ستختاران حربا انتقامية جراء الضربات الصاروخية الأمريكية، من أجل إثبات أن الهجوم لم يغير شيئا فى استراتيجيتهما العسكرية ضد فصائل المعارضة والمدنيين. وأوضحت الصحيفة أن هذا القرار فى يد بوتين، الذى على الرغم من التصدعات الأخيرة (فى علاقته) مع الأسد لا يزال ملتزما بالوقوف بجانبه ضد الهجوم الأمريكى، مشيرة إلى أن هذا ليس مجرد دفاع عن صديق ولكنه حفاظ على شرف روسيا، على حد تعبيرها. ورأت الصحيفة أن تعليق روسيا لاتفاق التنسيق الجوى مع واشنطن فى الأجواء السورية يمكن أن يتحول إلى سلاح ذى حدين إذا بدأت طائرات التحالف الدولى الذى تقوده واشنطن فى الاصطدام بنظيرتها الروسية. مشيرة إلى أنه لا يزال من غير الواضح ما اذا كان هذا التعليق يشمل التنسيق مع إسرائيل، التى ليست جزءا من التفاهمات الروسية مع الولاياتالمتحدة. وذكرت الصحيفة أن الرئيس بوتين غاضب من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بشأن الأسد، وقد يرغب فى أن يثبت لترامب أن الهجوم على حليف روسيا سيكون له انعكاسات على حليف واشنطن، ولذلك قد يجمد أو يلغى الاتفاقات مع إسرائيل بشأن التنسيق العسكرى مع موسكو فى سوريا. وتابعت الصحيفة أن «هذا يعنى أن الحرب فى سوريا تضع إسرائيل فى (مرمى) تبادل إطلاق نار دبلوماسى أيضا وليس عسكرى فقط»، موضحة أن «تل أبيب قد تجد نفسها فى صراع بين (تأييد) سياسات ترامب واحتياجها للتنسيق مع روسيا». يشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو كان قد أعلن فى سبتمبر 2015 أنه اتفق مع الجانب الروسى على تنسيق أعمالهما العسكرية فى سوريا تجنبا للصدام.