قالت صحيفة «كوريرى ديلا سيرا» الإيطالية إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أثبت أن لديه القدرة على اتخاذ اجراءات فورية على ساحة دولية تعج بالتعقيدات، مشيرة إلى أن قراره لم يأت بعد عدة أسابيع مثلا على الهجوم الكيماوى على بلدة خان شيخون السورية، ولكنه جاء بعد أيام قليلة ليثبت أن البيت الأبيض قادر على اتخاذ اجراءات عاجلة حين تدعو الحاجة. ورأت الصحيفة الإيطالية، فى تقرير لها اليوم، أن هذه الخطوة تعد «رسالة قوية» إلى كل من إيران وكوريا الشمالية على وجه الخصوص، مضيفة: «آسيا تعد محور الاستفزازات المستمرة نظرا لما تجريه بعض بلدانها من تجارب نووية». وأوضحت الصحيفة أن الخطوة الأمريكية هذه أظهرت أن هناك «حدود» معينة لسلطة روسيا فى الانخراط فى الحرب السورية، فقبل ذلك كانت موسكو بمثابة درع الرئيس السورى بشار الأسد، إلا أن واشنطن استطاعت الوصول إلى مواقع عسكرية سورية، مما يحجم من قوة موسكو فى الوقت الراهن. من جانبها، رأت صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية أن الضربات الصاروخية الأمريكية على سوريا تعيد إلى الأذهان فكرة «شرطى العالم»، فى إشارة إلى دور الولاياتالمتحدة فى الماضى من خلال انخراطها فى صراعات الشرق الأوسط. وتحت عنوان «ترامب يضرب فى سوريا.. ابحثوا عن الأسباب السياسية»، قال الموقع الرسمى للتلفزيون الإيطالى «راى نيوز» إن الرئيس ترامب تعامل مع النظام السورى «بقبضة من حديد»، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تعزز من ثقل واشنطن السياسى والعسكرى على حد السواء. يأتى هذا فى وقت عبرت فيه روما عن تأييدها للضربات الصاروخية الأمريكية، واصفة إياها بأنها «رد مناسب» يردع الرئيس الأسد عن استخدام الأسلحة الكيماوية. وقال وزير الخارجية الإيطالى، أنجيلينو ألفانو، فى بيان اليوم: «إيطاليا تدرك دوافع التحرك العسكرى الأمريكى»، مشيرا إلى أن الضربة كانت «رد فعل متناسب وإشارة ردع ضد استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية مرة أخرى»، وفقا لوكالة «اكى» الإيطالية للأنباء. وفى السياق ذاته، قال ماتيا توالدو، الخبير الإيطالى فى شئون الشرق الأوسط إن قرار ترامب هذا نابع من تأثير الرأى العام عليه، انطلاقا من فكرة مفادها أن «الرئيس الأمريكى الحالى يختلف تماما عن الرئيس السابق باراك أوباما»، أى أن ترامب على استعداد الآن لاستخدام القوة فى الشرق الأوسط إذا تطلب الأمر ذلك. ورأى توالدو، اليوم، أنه من الخطر الآن استهداف واشنطن قواعد عسكرية فى سوريا، مرجعا الأمر لإمكانية إصابة جنود روس، ما قد يثير حفيظة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين حينها، مشيرا أيضا إلى أن القرار الأمريكى يعد «رمزيا» حتى تثبت واشنطن أنها تستطيع التعامل مع استفزازات الرئيس السورى بشار الأسد. وتابع الخبير الإيطالى: «زيارة وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون لروسيا خلال الأيام القادمة سيكون هدفها طمأنة الروس والتأكيد على أن واشنطن لن تنخرط بشكل كبير