أثارت الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت قاعدة جوية في محافظة حمص، ردًا على الهجوم الأخير بالغازات السامة على خان شيخون في إدلب، العديد من ردود الأفعال الدولية التي تباينت بين مؤيد ومعارض. روسيا ونقلت وكالة "فرانس برس" الفرنسية، عن الكرملين الروسي، إن الرئيس فلاديمير بوتين يرى أن الضربات الأمريكية على قاعدة جوية سورية تمثل انتهاكًا للقانون الدولي، وأضرت بشدة بالعلاقات بين واشنطن وموسكو. وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم بوتين، إن "الرئيس الروسي يعتبر التحرك الأمريكي عدوانًا على دولة ذات سيادة"، مضيفًا أن "روسيا لا تعتقد أن سوريا تملك أسلحة كيماوية، وإن التحرك الأمريكي سيشكل حتما عقبة حقيقية أمام تشكيل تحالف دولي لمحاربة الإرهاب". الصين لم يصدر بعد أي تعليق رسمي صيني على الضربات، ولكنها دعت المجتمع الدولي إلي تفادي أي تدهور للوضع السوري، حفاظا علي أرواح المدنيين هناك، خاصة أنهم الأكثر عرضه للمخاطر العسكرية. إيران من جانبها، أدانت إيران الضربات بشدة، إذ قال المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي: "تدين إيران بقوة أي ضربات أحادية الجانب، ومثل هذه الإجراءات ستقوض شوكة الإرهابيين في سوريا، وستؤدي إلى تعقيد الوضع في سوريا والمنطقة". على الجانب الآخر، رحبت عدة دول غربية وعربية إلى جانب المعارضة السورية، ممثلة في الائتلاف الوطني السوري، بالضربات التي قالوا إنها إيجابية. فرنسا أعلنت الحكومة الفرنسية على لسان وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو، أن "الولاياتالمتحدة أبلغت فرنسا مسبقا بالضربة الصاروخية على مواقع عسكرية سورية"، مضيفًا أن "استخدام الأسلحة الكيماوية أمر مروع ويجب أن تتم المعاقبة عليه لأنه جريمة حرب”. و تابع أن "روسياوإيران بحاجة لإدراك أنه لا معنى لدعم الرئيس السوري بشار الأسد". بولندا قال المتحدث باسم الحكومة البولندية رافال بوتشينيك، إن الحكومة تدعم الضربة الصاروخية الأمريكية على القاعدة الجوية السورية، مضيفًا: "شهدنا انتهاكات النظام السوري خلال الأعوام الأخيرة، ولم يتحرك أحد إزاء ذلك". ألمانيا صرحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بدعمهما للضربة الأمريكية على سوريا، محملة الرئيس السوري بشار الأسد المسؤولية الكاملة لهذا التطور. و من جانبه، قال وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل إن "الضربة العسكرية الأمريكية على قاعدة جوية سورية (مفهومة)"، مضيفًا "كانت رؤية مجلس الأمن الدولي عاجزًا عن الرد بشكل واضح لا لبس فيه على الاستخدام الهمجي للأسلحة الكيماوية ضد أبرياء في سوريا أمرًا غير محتمل". وتابع بقوله "مفهوم أن الولاياتالمتحدة ردت الآن بهجوم ضد الهياكل العسكرية لنظام الأسد التي ارتكبت جريمة الحرب المروعة هذه". اليابان أعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، دعمه لتصميم الولاياتالمتحدة في التصدي لاستخدام أسلحة كيميائية، بعد الضربة التي نفذتها واشنطن على قاعدة جوية للنظام السوري. وقال آبي متحدثًا للصحفيين "الحكومة اليابانية تدعم تصميم الحكومة الأمريكية على عدم السماح إطلاقًا بنشر واستخدام أسلحة كيميائية". إسرائيل أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعم بلاده "الكامل" للضربة الأمريكية في سوريا، معتبرا أنها "رسالة قوية" يجب أن تسمعها إيران وكوريا الشمالية أيضا. وقال نتنياهو في بيان له إن "إسرائيل تدعم بشكل كامل قرار الرئيس ترامب، وتأمل بأن تكون هذه الرسالة القوية في مواجهة تصرفات بشار الأسد المشينة مسموعة ليس فقط في سوريا، بل أيضا في طهران وبيونج يانج وغيرهما". وتابع البيان إن "الرئيس ترامب وجه بالقول والفعل رسالة قوية وواضحة مفاداها لن نقبل باستخدام الأسلحة الكيميائية ونشرها". تركيا أما تركيا، فقال نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش، إن "الهجوم الأمريكي على القاعدة السورية مهم و معبر، وخطوة إيجابية إلى جانب ضرورة معاقبة نظام الأسد على الصعيد الدولي". بريطانيا أعلنت الحكومة البريطانية أنها "تدعم كليا" الضربة الأمريكية في سوريا، حيث قال الناطق باسم رئاسة الحكومة في بيان له "إن الحكومة البريطانية تدعم كليًا تحرك الولاياتالمتحدة الذي نعتقد أنه يشكل ردًا مناسبًا على الهجوم الوحشي بالسلاح الكيميائي الذي ارتكبه النظام السوري"، مضيفاً أن "الضربة الأمريكية تهدف إلى منع أي هجمات جديدة من نظام دمشق". السعودية رحبت المملكة العربية السعودية بالضربات، واصفة ما فعله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ب"القرار الشجاع"، حيث قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية إن هذا القرار الشجاع يمثل ردا على جرائم النظام السوري". سوريا كما رحب الائتلاف السوري المعارض بالضربة الأمريكية، داعيا إلى استمرارها. وقال رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أحمد رمضان: "الائتلاف السوري يرحب بالضربة، ويدعو واشنطن لتقويض قدرات الأسد في شن الغارات". وأضاف رمضان: "ما نأمله، استمرار الضربات لمنع النظام من استخدام طائراته في شن أي غارات جديدة، أو العودة لاستخدام أسلحة محرمة دولية وأن تكون هذه الضربة بداية". يذكر أن الجيش الأمريكي شن ضربة صاروخية، بأمر من الرئيس دونالد ترامب، أمس الخميس، استهدفت قاعدة الشعيرات العسكرية في محافظة حمص، وقال مسؤول في البيت الأبيض إن "59 صاروخا موجها من طراز توماهوك، استهدفت مطار الشعيرات العسكري المرتبط ببرنامج الأسلحة الكيميائية السوري والمتصل مباشرة بالأحداث التي وقعت صباح الثلاثاء الماضي في خان شيخون".