** بعيدًا عن الدعاية الإعلامية وبرامج التوك شو وقنوات التليفزيون والفضائيات الخاصة.. وفور توليه منصبه الجديد كمحافظ للقليوبية وضع اللواء محمود عشماوي يده علي أحد أهم الأسباب التي أدت إلي تفاقم أزمة التعدي علي الأراضي الزراعية بالبناء وهو إهمال ملف توسيع الأحوزة العمرانية بالمدن والقري والذي ظل مركونا في الأدراج لسنوات طويلة برغم الازدياد السكاني والذي يستتبعه بالضرورة توسع عمراني لاستيعاب الأعداد الزائدة من السكان في ظل الشروط الصعبة والتعجيزية التي وضعها القانون 119 علي البناء في المدن والقري وبالتالي ضج الجميع من الزحام وعدم التنظيم فراحوا يتعدون بنهم علي الأراضي الزراعية مستغلين حالة الانفلات التي حدثت إبان ثورة 25 يناير.. بل وراح بعض المستغلين الذين يجيدون استغلال الفرص يشترون مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وأخذوا يقسمونها قطعا صغيرة ويبيعونها بالمتر وحققوا من ورائها ملايين الجنيهات.. وهناك من أقاموا مشروعات خاصة علي الطرق الرئيسية من قاعات أفراح أو مشروعات تجارية واستثمارية.. وتاه الغلابة الذين يبحثون عن مجرد سكن لأبنائهم وسط تجار الأراضي بعد أن تساوت العقوبات في القانون بين هذا وذاك.. بين ضغوط الحاجة الملحة إلي سكن يؤوي الأبناء وبين من كونوا ثروات طائلة بعيدا عن رقابة الدولة.. وكان أحد الأسباب الرئيسية لالتهام الأراضي الزراعية غياب التخطيط الاستراتيجي المدروس للتوسع في الحيز العمراني بالقدر الذي يحقق التوازن بين الحفاظ علي الأراضي الزراعية وبين الزيادة السكانية والعمرانية وهو الملف الذي حرص محافظ القليوبية الجديد علي تبنيه والانجاز فيه خاصة وأن محافظة القليوبية ظلت بلا أحوزة عمرانية لسنوات طويلة فهل ينجح المحافظ في هذا الملف والانتهاء منه بشكل سريع ومدروس ليحقق العدالة بين الجميع بعيدا عن التجارب السابقة في الأحوزة العمرانية التي اعتمدت علي العشوائية والعلاقات الخاصة. ** والحقيقة أن إنجاز الحيز العمراني سيحل الكثير من المشاكل دون الانتظار لتغليظ العقوبات علي المعتدين لأن إيجاد البديل المناسب ودخول الأراضي المعروفة باسم المتخللات إلي الحيز العمراني سيحل مشاكل الكثيرين من الملتزمين والذين لم يسارعوا بمخالفة القانون وانتظروا ليفاجأوا بأن أراضيهم أصبحت بورًا وسط الكتل الخرسانية المحيطة بها.. نتمني من محافظ القليوبية الجديد أن يجد حلولا لهذه الأزمات وهو ما وضع عليه يده بالفعل ونحتاج فقط سرعة التنفيذ. * بالمناسبة قبل أن أختم حديثي عن القليوبية تلقيت شكاوي واستغاثات من بعض أهالي شبين القناطر بضرورة إعادة النظر في نقل سوق "النعناعية". وهو المقابل للمقر الانتخابي لمحمود بدر النائب البرلماني إلي مكان آخر تنفيذا لرغبة النائب. ** أخيرًا سلامات للإعلامي الكبير عمرو أديب الذي تعرض لأزمة صحية.