حيلة جديدة تستخدمها الشركات سلاسل المحلات التجارية و"الهايبرات" لغش وخداع المستهلك تتمثل في بيع السلع بأسعار مخفضة بحجة محاربة جشع التجار لكن الحقيقة هي استخدام أسلوب جديد لاستغلال المواطن البسيط الذي يشتري هذه السلع ولا يلاحظ ان أوزانها أو أحجامها أو أطوالها أقل من الحجم أو الوزن الطبيعي للسلعة وهو ما يؤدي لآثار سلبية علي المنتجات الغذائية بحسب خبراء التغذية بينما تري الغرف التجارية ان إدارات مكافحة الغش المختلفة بالحكومة هي من تراقب هذا النوع من الغش لأنه مخالفة صريحة بالقانون مطالبين بتعديل قانون الغش ليتيح للأجهزة الرقابية مراقبة هذا الغش بالمصانع. في البداية يقول محمود عبدالباري بعض سلاسل المحلات التجارية و"الهايبرات" لجأت لحيلة جديدة لغش المستهلك تتمثل في بيع بعض أسعار السلع بأسعار مخفضة بأوزان وأحجام وأطوال أقل من الطبيعي لتشارك بذلك في استغلال المواطنين بدلا من التخفيف عليهم. تشاركه الرأي عايدة حسين وتضيف ان المتعارف عليه في الأوزان ان الكيلو ألف جرام و"الدستة" 12 قطعة واللتر ألف ملي لتر لكن الآن تلجأ الشركات لتخفيض وزن السلع وحجمها لتكون 800 و900 جرام بدلا من كيلو و8.0 و9.0 لتر بدلا من لتر حتي في الفجالة قاموا بتخفيض عدد الكشاكيل والكراسات في "الدستة" من 12 قطعة إلي 10 قطع لايهام المواطنين بتخفيضهم للسعر. وتوضح سعاد سيد ان المنتجات التي نقوم بشرائها والمتوفرة في المحلات لم تعد بها بركة هذه الأيام بسبب هذا الغش حيث ينفد مخزون الشهر قبل الوقت المحدد. يتفق معها في الرأي مدحت شعبان ويضيف ان عبوات مسحوق الغسيل ال3 كيلو تباع في بعض الهايبرات بثمن مخفض لكن بوزن 6.2 كيلو رغم ان المدون علي العبوة هو الوزن الأصلي وهذا غش وخداع للمستهلك. ويؤكد رمضان بشندي ان التلاعب بالسلع يتم عن طريق رفع السعر أو تخفيض الكمية أو خفض كفاءة المنتج أو فاعليته مثلما هو الحال بالأدوية والمستحضرات الطبية مشيرا إلي أن بعض سلاسل المحلات التجارية و"الهايبرات" اعتادت علي خداع المواطنين بهذا الأسلوب لضمان حجم مبيعاتهم. وتوضح منال رمضان ان الأسماك والخضراوات والدواجن المجمدة ومنتجات الألبان التي تباع في بعض سلاسل المحلات التجارية و"الهايبرات" بأسعار مخفضة أصبح فيها غش واضح في الوزن لتعويض قيمة التخفيض. وتضيف عفاف أحمد ان استخدام هذا النوع من الغش التجاري أصبح معتادا في العديد من المنتجات وللأسف لا يلاحظه العديد من المواطنين ويصفون ذلك بانتهاء "البركة" في المنتجات بسبب نفادها قبل الوقت المعتاد لها. ويري عبدالرحمن عطية رئيس قسم الأغذية وعلوم الأطعمة بكلية الاقتصاد المنزلي ان استخدام هذا النوع من الغش يكون له آثار سلبية علي المنتجات الغذائية فالفراغ الزائد المتواجد في العبوات يكون أكسجين يساعد علي نمو الميكروبات والبكتيريا تؤثر علي المادة الغذائية.. فاذا كانت المنتجات بروتينية تتحلل وتنتج مواد نيتروجينية تؤدي إلي تعفنها وإذا كانت المنتجات دهنية تؤدي لأكسدة وتزنخ هذه المنتجات أما إذا كانت منتجات ألبان فتؤدي إلي زيادة نمو البكتيريا علي سطحها. ويوضح أحمد يحيي رئيس شعبة المواد الغذائية بالغرف التجارية ان مخالفة الوزن أو أي بيانات مدونة علي العبوة لطبيعة المنتج يعتبر مخالفة صريحة يعاقب عليها القانون وذلك يقع علي عاتق مباحث التموين وإدارة الغش التجاري ووزارة الصحة.. وغيرها من الجهات المعنية بالرقابة علي المنتجات. ويضيف يحيي ان الغرف التجارية تحفظت علي قانون الغش التجاري عند صدوره لأنه لا يتيح ضبط المنتج إلا بعد نزوله للأسواق حيث يقتصر دورهم في الرقابة علي الأسواق والمنتجات بعد وصولها ليد المستهلك الأخير بما لا يحقق أي حماية للتاجر والمستهلك بينما الرقابة يجب أن تكون سابقة علي ذلك لتشمل مرحلة التصنيع.