مشكلتنا الأساسية ليست في ارتفاع الدولار الأمريكي أو انهيار الجنيه المصري.. لكن مشكلتنا الحقيقية هي طمع المنتجين وجشع التجار.. فالسياسات المالية مجرد أوراق ودراسات نظرية يعجز المسئولون عن تطبيقها نتيجة الفوضي التي تضرب الأسواق بسبب طمع وجشع المنتجين والتجار.. فعندما يرتفع سعر الدولار يرفع كل التجار أسعار السلع حتي ولو لم تكن مستوردة أو لا علاقة لها بالدولار.. حتي بائع الخضار يرفع السعر وعندما تسأله لماذا؟ يقول لك الدولار زاد.. حتي أصبحت أسعار معظم السلع أضعاف سعرها الحقيقي.. نتيجة الجشع وانعدام الرقابة علي الأسعار.. وقد ارتبطت زيادة الأسعار بعدة أشياء منها ارتفاع سعر الدولار والذي اذا انخفض سعره بعد الزيادة.. ظلت الأسعار كما هي مرتفعة في انتظار ارتفاع سعر الدولار مرة أخري لترتفع أكثر ثم ينخفض الدولار وهكذا.. والشيء الآخر عندما تعلن الحكومة عن علاوة للموظفين.. يسارع كل التجار الي رفع الأسعار بنفس نسبة العلاوة أو أكثر.. والشيء الثالث عندما تزيد المواد البترولية ترتفع الأسعار.. حتي الفلاح يرفع من أسعار منتجاته الزراعية والسائق يرفع الأجرة وغير ذلك من التصرفات العشوائية والفوضوية. ومشكلة الورقة الخضراء لها أسباب عديدة أهمها نقص الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية.. وبالتالي نقص المعروض منها مقابل زيادة الطلب عليها من المستوردين لتغطية صفقاتهم.. وتحويلات المصريين العاملين بالخارج انخفضت بشكل كبير نتيجة الممارسات التي ينتهجها البعض لخنق الاقتصاد المصري.. وهذه المشكلة لن تحل بالنداءات وايقاظ الضمير والحس الوطني لديهم.. فالمغتربون تركوا وطنهم من أجل دخل أفضل ولو وجدوا سعرا أعلي للدولار ولو سنتا واحدا لفضلوه علي أي شيء آخر.. وهذه قاعدة لا اعتقد ان لها استثناء الا القليل.. والسياحة التي كانت تدر دخلا كبيرا من النقد الأجنبي.. تعاني كسادا كبير نتيجة حصار مصر ومحاولة خنقها اقتصاديا. والغريب ان المستوردين الذين يبحثون عن الدولار يستوردون من الصين التي تحتل المرتبة الأولي بين الدول التي تستورد منها مصر.. وجميعنا يعلم ما هي السلع التي يستوردها هؤلاء من الصين.. والتي يجب الحد منها وفرض رقابة شديدة عليها لأنها سلع استهلاكيةتافهة وغير مجدية وقد تكون ضارة بالصحة. أما شركات الصرافة التي هي أصلا أنشئت للربح.. فماذا تنتظر منها؟ هل ننتظر منها ان تتعامل بالأسعار الرسمية؟ ان كل تعاملاتها غير رسمية وفي الخفاء.. ولذلك تحتاج لمعاملة صارمة ورقابة شديدة.. أو اغلاقها وايجاد نظام جديد بالبنوك يقوم مقامها.. فالتلاعب بالاقتصاد جريمة لا تقل عن أي جريمة مخلة بالشرف.. وتجارة العملة أصبحت كتجارة المخدرات فكلاهما يضر بالمواطن.. فاذا كانت الأخيرة تضر بصحته.. فالأولي تضر بقوته ومعيشته بل وحياته.. عندما تزيد الأسعار وتكون فوق مستوي قدرته. ان هذه الممارسات غير المسئولة والجشع غير المبرر يحتاج الي الضرب بيد من حديد علي يد كل من تسول له نفسه الاضرار بالبلد اقتصادها وأمنها واستقرارها.. واطمئن المصريين اننا سنجتاز هذه الأزمة.. وان الجنيه المصري ليس وحده الذي انخفض أمام الدولار.. فالروبل الروسي انهار أمام الدولار الأمريكي انهيارا كبيرا خلال العقدين الماضيين.. بل وفقد 60% من قيمته أمام الدولار في يوم واحد في ديسمبر 2014 بسبب انخفاض أسعار البترول.. ومعظم العملات الأجنبية الرئيسية انخفضت أمام الدولار بشكل كبير.. وذلك نتيجة عوامل ومتغيرات اقتصادية عالمية.. ولم تنهر الدول التي انهارت عملتها أمام الدولار.. ولكن مشكلتنا في مصر هي الممارسات والتصرفات الجشعة وربط ارتفاع سعر الدولار برفع أسعار السلع والمنتجات حتي تلك التي لا علاقة لها بالدولار.. ولكن مشكلتنا في مصر هي الممارسات والتصرفات الجشعة وربط ارتفاع سعر الدولار برفع أسعار السلع والمنتجات حتي تلك التي لا علاقة لها بالدولار. وقبل ان نطالب الدولة باحكام الرقابة واتباع سياسات ناجحة.. يجب ان نراقب ضمائرنا ونراعي الله في تعاملاتنا ونسعي للكسب الحلال المشروع بدلا من الحرام غير المشروع.. ونتحلي بالقناعة بدلا من الطمع والجشع.