كثرت الشكاوي من مراكز الصيانة العشوائية المزيفة التي يعمل بها مغامرون لا يملكون خبرات معتمدة مستغلين خوف المواطن من التعامل مع التوكيل للمغالاة في أسعاره وقد استطاعت تلك المراكز الوصول للمواطنين في كل مكان وخداعهم عبر الإعلانات المتكررة. في البداية يقول داود سليمان من المرج تعطلت غسالتي فجأة وتوقفت عن العمل فقمت بالاتصال بمركز الأعطال والصيانة المعلن عنه عبر الفضائيات وبعد مرور أسبوع حضر الفني للإصلاح وبعد المعاينة أبلغني بضرورة سحب الغسالة إلي الشركة فاعتقدت أن العطل يحتاج معدات غير متوفرة معه الآن وطلب مني دفع مبلغ 900 جنيه تحت الحساب رغم أن تكلفة العطل لا تتعدي 300 جنيه وعند استلام الغسالة فوجئت بأن المبلغ لم يتبق منه شيئ ورغم ذلك عاد العطل مرة أخري ولم يكن أمامي سوي الاستعانة بفني من المنطقة التي أسكن بها وتم الإصلاح ولم يكلفني سوي 100 جنيه فقط. وتضيف رضا الفولي ربة منزل "اكتوينا كثيرا بنار أعطال الأجهزة رغم أنها من أشهر الماركات التي يتغنون بها في إعلانات الفضائيات إلا أنها لا تسلم من كثرة الأعطال والكارثة الأكبر أن هذه الشركات تتعاقد مع فنيين غير مؤهلين وليس لديهم خبرة في الإصلاح حيث تعاملت أثناء تعطل ثلاجتي مع عدد كبير من مراكز الصيانة وللأسف وجدتهم متشابهين ويتبعون نفس الأسلوب في العمل وفي استنزاف المواطنين وإذا استطاعوا إصلاح عطل يصيبون الغسالة بعطل آخر يظهر بعد فترة من التشغيل". دعاية مضللة ويتعجب سيد متولي بالمعاش من أن مراكز الصيانة ساقطة القيد "الوهمية" تستخدم لافتات تحمل نفس اسم التوكيل الأصلي وتلعب الدعاية المضللة والإعلانات الوهمية دور في توجه المواطنين إليها ليسقطوا في الفخ بكامل إرادتهم ويخرجون منه نادمين وينصح بالحذر وعدم تسليمهم أجهزتهم بسهولة. مصطفي إبراهيم موظف يصرخ من مراكز الصيانة قائلا مشاكلها بلا حصر والزبون لا يستطيع أن يتصدي لها أو يفعل شيئا تجاهها وجهاز حماية المستهلك "باله طويل" مشيرا إلي أنه قام بشراء غسالة ملابس أوتوماتيك بسبعة آلاف جنيه وفور توصيلها بالمنزل اكتشف وجود عطل بها فاتصل بخدمة العملاء الذين حضروا وطلبوا أن يقوموا بنقلها إلي مركز الصيانة وظلت ستة أشهر لديهم وعندما أراد استلامها دخل في دوامة الإصلاح وتأجيل الاستلام من موعد إلي آخر وفي آخر المطاف أخبروه أنها غير صالحة وعليه دفع الفرق وتبديلها. مختار الشريف محاسب يوضح أنه كان ضحية من ضحايا مراكز الصيانة الوهمية فعندما اشتري شاشة 50 بوصة من التوكيل اكتشف أنها بها عطل واتصل بخدمة العملاء لأحد مراكز الصيانة التي تعلن عن خدماتها بالقنوات الفضائية وحضروا وأخبروه أن عليه تسديد 1000 جنيه عربون لتصليحها وبعد مرور عام أخبروه أنها غير صالحة وعليه تبديلها ورفض وحاول أحد أقاربه تصليحها وتم تصليحها بالفعل واكتشف أنهم نصابون ويري أن السبب وراء انتشارها انخفاض الوعي لدي المستهلك الذي لا يكلف نفسه عناء السعي وراء الجهة الخدمية الأفضل علاوة علي أن الجهة المختصة لا تقوم بحملات تفتيشية مستمرة علي هذه المراكز. الرقابة الغائبة محمد حسن - محام - يري أن سبب انتشار مراكز الصيانة الوهمية هو أن كل شخص يأخذ دورة صيانة يستأجر مكان ويمارس المهنة علي هواه ويضع "لافتة" مركز صيانة معتمد إشراف المهندس "فلان" ويقوم باستقطاب الزبائن الذين يكتشفون فيما بعد أنهم سقطوا ضحايا لمجموعة من النصابين المحتالين الوهميين ومراكز صيانة وهمية للاستيلاء علي أجهزتهم ويطالب بإنشاء نقابة والمعاهد الخاصة الفنية بعد منحهم شهادة ممارسة مهنة لحماية السوق والمواطن من خطر المتلاعبين والداخلين علي المهنة في جميع المجالات سواء السيارات أو الأجهزة الكهربائية من غسالات وتكييفات وتليفزيونات وغيرهما ولابد أن يكون هناك رقابة في كل المجالات المهنية. وتطالب فوزية إبراهيم - ربة منزل - ضرورة تشديد الرقابة علي الإعلانات ومنع أي إعلان لا يلتزم صاحبه بتقديم المستندات التي تؤكد صدق بياناته من مقر دائم له وبطاقة ضريبية وسجل تجاري ليسهل الرجوع إليه عند حدوث أي مخالفات لأنه من الممكن أن يدفع المستهلك الثمن بدون مقابل ويحصل علي خدمة رديئة. أما عصام عبدالحميد - محام - فيؤكد علي أن مراكز الصيانة الوهمية يعتمد أصحابها علي الفهلوة مما يتسبب في سقوط العديد من الضحايا ويرجع ذلك لعدم وجود أنياب لجهاز حماية المستهلك وغياب العقاب والأكثر غرابة أن الممارسين لهذه المهنة غير متخصصين أو دارسين. المهندس حسن الأصفهاني - مدير صيانة بإحدي الشركات الكبري لتصنيع الأجهزة المنزلية - يقول: نعاني من مراكز الخدمة غير المعتمدة بصفة مستمرة والتي انتشرت علي مستوي الجمهورية بنفس اسم الشركات المصنعة وتقليد العلامة التجارية مستغلة الإعلانات المضللة علي القنوات الفضائية للترويج لها وأصبحنا نستقبل شكاوي كثيرة من المواطنين بسبب هذه المراكز لأنها تستخدم فنيين غير مؤهلين وقطع غيار مقلدة تصنع في مصانع بير السلم المنتشرة في كلوت بيه وعليه يتم إبلاغ حماية المستهلك والرقابة الصناعية ويتم تحويلها للنيابة لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضدها والتي تصل إلي الإغلاق والحبس ولذلك فنحن نناشد المواطنين بتوخي الحذر والحيطة وتحري الدقة عند الاتصال بمراكز خدمة الضمان للماركات المختلفة والتأكد من أن الرقم هو ذاته المطبوع علي شهادة الضمان الواردة من المنتج أو السلعة. رخصة مهنية الدكتور بهجت الداهش - رئيس لجنة الصناعات الصغيرة بغرفة الصناعات الهندسية وعضو شعبة الأجهزة - يرجع ذلك لمنظومة التدريب المهني الفاشلة قائلا: نحتاج لكوادر مؤهلة في الإصلاح تزاول المهنة بشهادات خبرة ورخصة مهنية لذلك لابد من تنفيذ البرامج من خلال مراكز تدريب متخصصة تابعة لوزارة التدريب المهني وأن يكون تنفيذ التدريب من أجل التأهيل أن يتم تأهيل العامل للحصول علي الرخصة التي من خلالها يمارس العمل المهني وتكون وزارة القوي العاملة الجهة المسئولة لاستخراج الرخص ولتصليح الأجهزة وتكون تحت الرقابة المشددة من الجهات المسئولة وتطبيق قانون حماية المستهلك للتخلص نهائيا من المراكز غير المعتمدة.