لم تكن الاتهامات الاخيرة الموجهة لبعض القيادات الاخوانية أو من الذين ينتمون الي فكرهم مستغربا لانهم يستغلون كل كبيرة وصغيرة لضرب الاقتصاد في مقتل منذ اكثر من عام عندما استشعروا بانخفاض الطاقة الكهربائية المولدة وعدم كفاية المعروض وجهوا ضرباتهم الي محطات الكهرباء وتدمير ابراج الكهرباء بشتي الطرق ولم يوقفهم الاثر السلبي لانقطاع الكهرباء علي مستشفي او مدرسة او مصنع ولكن المهم هو ضرب الاقتصاد وارباك الحياة اليومية للمواطن. ولم يكن هناك اختلاف كبير بين مخططهم بالامس ومخططهم اليوم عندما يحاولون استغلال ازمة عدم كفاية موارد الدولار في توسيع الهوة والاحساس بالازمة بتهريب النقد الاجنبي الي الخارج لكي تشعر الحكومة بالعجز عن تدبير الاحتياجات من السلع الاساسية وهو ما يطلق عليه مخطط شيطاني لتدمير الاقتصاد. اقول بصرف النظر عن مسميات الاشخاص الذين يتم التحقيق معهم انهم ليسوا وحدهم من تسببوا في ازمة شح الدولار. وارتفاع السعر في السوق السوداء الي ارقام مبالغ فيها.. فهناك بائع السجائر امام كشك الصراف الذي يتاجر في الدولار وهناك باعة الشنط في ممر بهلر في وسط البلد ممن يتعاملون في الدولار وهناك باعة اكسسوار المحمول في العتبة الذين يتعاملون في السوق السوداء ويتحالفون مع الشيطان لتحقيق مصالحهم. واستطيع القول ان هناك اجراء يجب ان تتخذه الحكومة دون ابطاء لزيادة الجمارك علي السلع المستوردة وقدرة المنتج المحلي علي المنافسة مما يؤدي الي تخفيف الطلب علي الدولار وامثلة السلع المستوردة غير الضرورية كثيرة منها الفاكهة المستوردة ومستحضرات التجميل والسيارات الفارهة والاجهزة المنزلية والكهربائية والاثاث المستورد وغيرها. وهناك سلع اساسية يجب استيرادها مثل الدواء ومستلزماته والقمح وفجوة السكر ومستلزمات الانتاج وقطع الغيار ومعدات لا تنتج محليا. كما يجب العودة الي سياسة التصنيع المحلي للمعدات الاستثمارية بدلا من مصانع تسليم المفتاح التي تؤدي الي استهلاك جزء كبير من مواردنا الدولارية والعودة السريعة الي تعويم الجنيه ليسجل سعرا واقعيا بعد تطبيق برنامج التقشف ووقف استيراد السلع الكمالية. لن يضير المستهلك شيئا اذا توقف عن تناول التفاح المستورد او استهلاك مستحضرات تجميل فرنسية أو اوربية او ركوب السيارات الفارهة وسط شوارع مكتظة بالسيارات في كل المدن لدرجة ان المواطن البسيط اصبح غير قادر علي المشي فوق الارصفة التي التهمتها الشوارع وعربات التوك توك الصغيرة. لن يضر اقتصاد البلاد قلة من رجال الاعمال الاخوان يحاولون اللعب في المنطقة الممنوعة وتهريب الدولارات ونقل تجارة العملة الي عواصم دول خارجية عربية لتجميع مدخرات المصريين في الخارج وبيعها في السوق السوداء اذا ما اتخذت الدولة حزمة من الاجراءات تساهم في ترشيد الطلب علي الدولار ووضع قائمة سوداء بالمستوردين الذين يعبثون بالاقتصاد لتحقيق مصالحهم الخاصة وتقديمهم للمحاكمة اذا لزم الامر لانهم اصحاب مخططات شيطانية ايضا.