لم يترك محمد "صلي الله عليه وسلم" مناسبة إلا وقال فيها ما يكرم أخيه عيسي ابن مريم شاهدا بالحق وبما أخبره الله به قال عن فاطمة انها سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران وكرم السيدة خديجة علي جميع النساء إلا مريم بنت عمران. يشهد المصطفي بالحق ولا يقول إلا الصدق ولا يجامل أحداً من أهل بيته ولا يقول إلا ما يرضي الرب ويحق الحق. وكم من أحاديث جميلة صحيحة تتحدث عن سماحة المسيح وهيئته النورانية التي يراها النبي وهو يطوف حول الكعبة المشرفة بيت الله الواحد الأحد. لقد رأي المصطفي الأنبياء جميعا ووصفهم وصف من رأي رأي العين وأكثر من وصفهم ابراهيم وموسي وعيسي عليهم السلام. وبعد كل هذا يأتي من يدعون انهم أتباع المسيح ويسيئون إلي من عرفنا بالمسيح وكرمه هو وأمه بأقواله الصحيحة وبما نزل عليه من القرآن الكريم. يقول المصطفي "صلي الله عليه وسلم" في أحد أحاديثه الصحيحة عن المسيح وأمه رقم 417 عن أبي هريرة "كل بني آدم يمسه الشيطان يوم ولدته أمه إلا مريم وابنها". سيدنا عيسي بن مريم وسيدنا محمد "صلي الله عليه وسلم" اخوة في النبوة وحمل رسالة واحدة من الله إلي البشر وهي رسالة الإسلام لله وتوحيده التي ختم الله بنبيه محمد لإتمام هذه الرسالة. ونحن المسلمون تصلنا أقوال كثيرة مباركة من المسيح عيسي بن مريم تسير في سياق واحد مع أحاديث المصطفي "صلي الله عليه وسلم" وأحاديث المصطفي كثيرة تلك التي يحدثنا فيها عن أخيه عيسي بن مريم وعن هيئته وصفاته وبعض أقواله وكذلك يحدثنا المصطفي عن أخيه موسي وهيئته وصفاته وعن كل الأنبياء والمرسلين الذين أرسلهم الله قبله من أول آدم عليه السلام حتي محمد الخاتم "صلي الله عليه وسلم". يقول المصطفي "صلي الله عليه وسلم" في حديثه الصحيح في الجامع الصغير رقم 3450 عن أبي هريرة "رأي عيسي بن مريم رجلا" يسرق فقال له: أسرقت؟ قال: "كلا والذي لا إله إلا هو. فقال عيسي: آمنت بالله. وكذبت عيني". ان الأنبياء والرسل هم هداة البشرية ومعلموها وآخرهم وخاتمهم محمد "صلي الله عليه وسلم" وإذا كان السيد المسيح قد صاغ المعني الجميل الذي أراده بالعبرية أو باللغة التي كان يتحدث بها فإن خاتم النبيين "صلي الله عليه وسلم" قد صاغ باللغة العربية الفصحي الحية إلي يوم الدين كأفصح ما تكون الصياغة.