شهد الساعة جدلاً غريباً حول جواز مشاركة المسلمين للمسيحيين في الاحتفال به من عدمه ورغم ذلك أعلنت التيارات الإسلامية انهم سيحمون الكنائس من أي عدوان بأي شكل .. هذا لم يأت من فراغ وإنما للنظرة المتفردة من الإسلام تجاه المسيح عليه السلام حيث لا يصلح إيماننا إلا بالإيمان به وبكل الرسل ومن هنا تأتي أهمية إلقاء الضوء علي نظرة الإسلام لكل الأنبياء والرسل السابقين لرسولنا صلي الله عليه وسلم خاصة المسيح عيسي الذي لم يبشر مجيء رسول الإسلام فقط وإنما هو مرتبط بمستقبلها أيضاً. يؤكد الدكتور محمد عبداللطيف قنديل أستاذ بكلية الدراسات الإسلامية بالإسكندرية جامعة الأزهر ان كل الأنبياء والرسل في الإسلام هم أشخاص اختارهم الله لهداية الناس إلي عبادته وتوحيده وحده والدعوة للأخلاق والفضائل ومحاربة الوثنية وكل المحرمات وهناك فرق بين النبي والرسول في الإسلام حيث إن الرسول بعثه الله برسالة وديانة وشرع جديد أما النبي فهو من نزل عليه الوحي من الله ليعو لعبادة الله وقد ذكر اقرآن أسماء 25 نبياً أو رسولاً علي الأقل وهناك من الأنبياء لم يذكر اسمم في القرآن قال تعالي "ولقد أرسلنا رسلاً ن قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله فإذا جاء أمر الله قضي بالحق وخسر نالك المبطلون" ومن أركا الإيمان في الإسلام الإيمان بالله بالملائكة والكتب السماوية والرسل عدم التفرقة بينهم واليوم الخر والقضاء والقدر. أمر شرعي وعن موقف الإسلام من الديانات الأخري أوضح الدكتور عداللطيف قنديل انه يمكن تقسيمها إلي نوعين أولهما وضعية وثنية وضعها البشر وثانيها أديان سماوية هي اليهودية .والمسيحية والمسلم مأمور شرعاً بالإيمان بأنهما نزل ن عند الله مع الإقرار انه قد وقع فيهما بعض التحريف ورغمق أن أصلهما من عند الله ولكن جاء الإسلا فحل محلها باعتباره خاتم الأديان ورسوله خاتم الرسل. يقول: رغم إيماننا بلا حدود بقوله تعالي "ؤمن يبتغ غي السام ديناً فلن يقبل منه وه في الآخرة ن الخاسرين" إلا أنه لا يجوز الاعتداء علي أتباع الأداين الأخري خاصة ان الإسلام اجتمع مع بقية الأديان السماوية ودعة كل الأنبياء والرسل بعبادة الله وتوحيده وقد أوصي كل الأنبياء بذلك فقال تعالي "ومن يرغب عن ملة إبراهيم رلا ن سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين ہ إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ہ ووصي بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفي لككن الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون". نفس الحال كان من نبي الله موسي مع اليهود فقال تعالي "وقال موسي يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين" وكذلك قال نبي الله عيسي فقال تعالي "وإذ أوحيت إلي الحواريين أن آمنموا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون" ومن عظمة الإسلام انه ينظر إلي جميع الأنببياء المرسلين وأتباعهم علي دينهم الصحيح فهل ان يحرف ان ينسخ هم مسلمون. نظرة خاصة للمسيح أوضح الدكتور أحمد هليل رئيس الاتحاد العالمي لعلماء الأزهر ان نبي الله عيسي عليه السلام هو كلمة الله ألقاها إلي مريم وروح منه وهو من أنبياء بني إسرائيل من غير خلاف وجد عيسي عليه السلام والد مريم من ولد سليمان بن داود وأمه مريم كانت من سلالة داود عليه السلام وكان أبوها عمران صاحب صلاة بني إسرائيل في زمانه وكان عيسي عليه السلام مختوناً بعد السابع كما يختن بنو إسرائيل ويصلي إلي قبلتهم ولم يريد في صريح الكتاب والسنة الصحيحة نص ييدل علي إثبات أو نفي زواج السيد المسيح. قال: المسيح مرتبط بأمه الإسلام من خلال بشارته بالرسول في قوله تعالي "وإذ قال عيسي ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسولم الله إليكم مصدقاًً لما بين يديي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلمثا جاءهم بالبيانات قالوا هذا سحر مبين". ان طريقة خلق عيسي بلا أب قال الدكتور هليل: هذا دليل علي الكمال المطلق لله في الخلق فقد خلق آدم من تراب بلا أب ولا أم وخلق واء من ضلع آدم من أب وبلا أم وجعل نسل بني آدم من أب وزم وخلق عيسي من أم بلا أدب وقد بين الله في القرآن كيفية ولادة عيسي بالتفصيل وكرم أمه تكريماً لا مثيل له علي عكس اتهامات بني إسرائيل خاصة اليهود لها ورغم إقرار القرآن لخبر عيسي ابن مريم انه عبدالله ورسوله ولكن أهل الكتاب اختلفوا فيه فمنهم من قال هو ابن الله ومنهم من قال هو ثالث ثلاثة ومنهم من قال هو الله ومنهم من قال هو عبدالله ورسوله وهذا ما يوافق دعوة الإسلام فقال تعالي "ذلك عيسي ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون ما كان لله ان يتخذ من ولد سبحانه إذا قضي أمراً فإنما يقول له كن فيكون وإن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم". قال: قام عيسي عليه السلام بدعوة بني إسرائيل إلي عبادة الله وحده والعمل بأحكام التوراة والإنجيل وأخذ يجادلهم ويبين فسادهم فلما رأي عنادهم وظهرت بوادر الكفر فيهم وقف في قومه قائلاً: من أنصاري لي الله؟ فآمن به الحواريون وعددهم اثنا عشر ولكن ذكر ذلك القرآن فقال تعالي "فلما أحس عيسي منهم الكفر قال من أنصاري إلي الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا من الشاهدين". أكد الدكتور هليل ان اليهود قاموا بمعاداة عيسي ومحاولة صرف الناس عنه وتكذيبه وقذف أمه بالفاحشة عندما رأوا ان الضعفاء والفقراء يؤمنون به ويلتفون حوله حينئذ دبروا له مكيدة ليقتلوه فحرضوا الرومان عليه وأوهموا الحاكم الروماني ان في دعوة عيسي زوالاً لملكه فأصدر أمره بالقبض علي عيسي وصلبه فألقي الله شبه عيسي علي الرجل المنافق الذي وشي به فقبض عليه الجنود يظنونه عيسي فصلبوه ونجي الله عيسي من الصلب والقتل كما حكمي الله عن اليهود "وقولهم إنا قتلنا المسيح عيي ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صثلبوه ولكن شبه لهم وان الذين اختلفوا فيه لف شك منه ما لهم من من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقيناً بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزاً حكيماً" وهذا تأكيد علي ان عيسي عليه السلام لم يمت بل رفعه الله اليه وسينزل قبل يوم القيامة ويتبع محمداً صثلي الله عليه وسلم وسيكذب اليهود الذين زعموا قتله وصلبه ويكذب النصاري الذين غلوا فيه وقالوا هو الله أو ابن الله أو ثالث ثلاثة قال النبي عليه الصلاة والسلام "والذي نفسي بيده ليوشكن ان ينزل فيكم ابن مريم حكماً مقسطاً فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتي لا يقبله أحد" وإذا نزل عيسي قبل يوم القيامة آمن به أهل الكتاب كما قال تعالي "وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً" وقد برأ الله عيسي من دعوة قومه لتقديسه فقال سبحانه "وإذ قال الله يا عيسي ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس ل بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنك علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتني به ان اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتن كنت أنت الرقيب عليهم وأنت علي كل شيء شهيد إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم". انهي الدكتور هليل كلامه بالدعوة إلي ضرورة الإحسان إلي اتباع المسيح لأن الله قد جعل الله فيهم رأفة ورحمة وهم أقرب مودة لاتباع محمد من غيرهم كما قال تعالي "لتجدن أشد الناس عدواة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصاري ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون". نظرة متفردة قال الشيخ هاشم إسلام عضو لجنة الفتوي بالأزهر إن الله تعالي ذكر أسماء بعض الرسل والأنبياء الذين أوحي إليهم كما أوحي إلي رسولنا صلي الله عليه وسلم فقال تعالي: "إنا أوحينا إليك كما إلي نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلي إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسي ويونس وهارون وسليمان وآتينا داوود زبورا ورسلاً قد قصصناهم عليك من قبل ورسلاً لم نقصصهم عليك وكلم الله موس تكلميا" وقد اختلف أهل العلم في عدد الأنبياء والمرسلين والعدد لا يعرف إلا بالوحي ولا يعلم عددهم إلا الله لقوله تعالي "ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك" والواجب علي المسلم الإيمان بمن سمي الله ورسوله منهم بالتفصيل والإيمان بالبقية إجمالاً فقد ذم الله اليهود علي التفريق بينهم بقوله تعالي "ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض" أما نحن المسلمين فنؤمن بكل نبي وكل رسول أرسله الله في زمن من الأزمان ولكن شريعته لأهل زمانه وكتابه لأمته وقومه أما الإسلام فإنه البشرية جمعاء. قال الشيخ هاشم: ذكر الله من الكتب السماوية التوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وموسي ونحن نؤمن بها وبأن الله كتباً كثيرة لا نحيط بها علماً ويكفي ان نصدق بها إجمالاً وجاء في السنة الصحيحة أن النبي صلي الله عليه وسلم أم اخوانه الأنبياء في رحلته إلي بيت المقدس وعن ابن عباس قال: فلما دخل النبي صلي الله عليه وسلم المسجد الأقصي قام يصلي فالتفت ثم التفت فإذا النبيون أجمعون يصلون معه وعن نظرة الإسلام إلي نبي الله عيسي ابن مريم عليه السلام. قال: هو أحد أنبياء الله ومن أولي العزم من الرسول وقد أرسله الله إلي بني إسرائيل وعلمه الثوراة والإنجيل وأخبر انه جاء مصدقاً لما في التوراة أي مقرراً لها ومؤمناً بها إلا انه نسخ بعض أح0كامها وأباح لاتباعه بعض ما حرم فيها وتاه بعض المعجزات فقال تعالي "ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ورسولاً إلي بني إسرائيل أني قد جئتكم بأية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله وأبريء الأكمه والأبرص وأحيي الموتي بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لأية لكم إن كنتم مؤمنين ومصدقاً لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم بأية من ربكم فاتقوا الله وأطيعون. وقال أيضاً "وقفينا علي آثارهم بعيسي ابن مريم مصدقاً لما بين يديه من التوراة وأتيناه الإنجيل فيه هدي ونور ومصدقاً لما بين يديه من التوراة وهدي وموعظة للمتقين" ومن المعلوم ان عيسي عليه السلام كان مؤمناً بالتوراة التي أنزلت علي موسي عليه السلام متبعاً لها لم يخالفها في أشياء قليلة. وقال: إن موسي وعيسي وجميع الأنبياء كان دينهم الإسلام العام وهو توحيد الله عز وجل وعبادته وحده لا شريك له وقال عن نوح عليه السلام "وأمرت أن أكون من المسلمين" وقال عن إبراهيم عليه السلام "ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين" وقال عن موسي عليه السلام "يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين" وقال عن يوسف عليه السلام "توفني مسلماً وألحقني بالصالحين".