الصراع الدائر في المنطقة الآن ليس صراعاً حديثاً إنما هو صراع قديم متجدد له أصل في التاريخ ولا علاقة له بالمذاهب انما هو صراع نفوذ وتنافس من أجل إحكام السيطرة علي المنطقة اما المذاهب فهي فقط القناع الذي يستغله الساسة من أجل اقناع الشعوب بأفعالهم وشرعيتها. فضعف العرب في الفترة الأخيرة وتفككهم وانهيار العديد من الدول مثل سوريا وليبيا والعراق واليمن شجع دول الجوار الحالمة والطامعة مثل إيران وتركيا في إحياء أحلامهم بعودة الدولة العثمانية والدولة الصفوية للحياة مرة أخري حلم لن ينتهي في وجدان الفرس والترك. فكلا الدولتين تسعي للعب دور في المنطقة علي حساب العرب فقط العرب فهم الضحية الآن فمن ناحية إيران واستغلال المذهب الشيعي للسيطرة علي كل الشيعة بالمنطقة في العراقوسوريا واليمن ولبنان وإحياء العهد الذهبي للفرس الذين هزموا علي يد العرب منذ ألف وأربعمائة سنة وكذا إحياء الدولة الصفوية التي سيطرت علي مساحات واسعة من المنطقة في الماضي ونشرت المذهب الشيعي في العديد من البلدان العربية وكانت المنافس الحقيقي للدولة العثمانية في أوج عظمتها والغريب اننا لم نسمع عن التنافس السني الشيعي في العصر الحديث إلا بعد الثورة الإيرانية قبل ذلك لم يكن هناك تنافس مذهبي انما الثورة الإيرانية أحيت الحلم الفارسي في نفس الشعب الإيراني وهناك مثال بسيط ولمكن له مدلول هام وهو حرص الإيرانيين علي تغيير اسم الخليج العربي في الأطلس إلي الخليج الفارسي لماذا فهل طالبت إيطاليا بتغيير اسم البحر الأبيض المتوسط إلي بحر الروم بسبب التاريخ لم يحدث انما هي الأحلام الإيرانية في عودة مجد فارس للحياة علي حساب العرب. ومن ناحية أخري الترك يحلموآ بعودة الدولة العثمانية للوجود وعودة المجد العثماني للوجود فبعد فشل الأتراك في الانضمام للاتحاد الأوروبي توجهوا لمنطقة الشرق الأوسط لمحاولة فرض السيطرة من خلال تحالفات فاشلة مع قطر والإخوان من أجل إحياء الدولة العثمانية وهناك مثل بسيط ولكن له مدلول أيضاً فعندما استقبل أردوغان الرئيس الفلسطيني في قصر الرئاسة اصطف حرس الشرف بالزي العثماني كما لو كنا أمام مسرحية هزلية وكان هدف أردوغان أن يقول أنا الوريث الشرعي للخلافة العثمانية أمر غريب رغم انتهاء الخلافة العثمانية منذ زمن فمازال الحلم يراود الأتراك رغم انهم نسوا التاريخ فالخلافة العثمانية قامت علي سفك الدماء وأفعال السلطان سليم الأول معروف في التاريخ. والتاريخ يقول أيضاً ان الصراع بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية كان السبب في تأجج الصراع المذهبي بين السنة والشيعة وإحداث الفجوة التاريخية بينهما وفي جميع الأحوال فعلي العرب أن يتحدوا أمام هذا الصراع فاتحاد العرب هو السبيل الوحيد لجعل أحلام الفرس والترك مجرد أحلام فقط لأن ما يحدث حالياً هو لصالح إسرائيل في المقام الأول فهي الرابح الوحيد مما يحدث. لذا فإن محاولات الرئيس عبدالفتاح السيسي لتوحيد العرب سوف تسجل في التاريخ فقد استطاع أن ينقذ مصر من أن تكون دولة تابعة للأحلام العثمانية ووحد العرب أمام الأحلام الفارسية فهل يستجيب العرب للرئيس السيسي بالتوحد أمام هذه الأحلام والأطماع فالأيام وحدها سوف تجلي الأمر ونحن فقط ندعو الله أن يحمي مصر.