تحقيق: أحمد مجاهد أطفال الشوارع مصانع تفريخ البلطجية بيوتهم أسفل الكباري والمباني المهجورة يتعاطون فيها المخدرات ويشمون الكولة ويمارسون كافة الأفعال الشاذة الدخول لعالمهم أمر في غاية الصعوبة ومغامرة في غاية الخطورة وليست سهلة علي الاطلاق والثقة هي مفتاحك لهذا العالم "الجمهورية" اقتحمت أوكارهم أسفل كوبري غمرة ومحطة رمسيس بجوار مخازن السكة الحديد والتي يتخذونها مقرا لهم وكانوا منتشرين حول المنطقة يبيعون المناديل ويتسولون من المارة اقتربنا منهم بحذر لان معظمهم يحمل السلاح الأبيض. يقول محمد حميد 14 سنة من منشية ناصر تركت منزل أهلي منذ 4 أعوام بسبب طلاق أبي وأمي ووالدي يعمل ماسح أحذية وكان دائم الشجار مع أمي بسبب الفلوس ولم أدخل المدرسة وخرجت للشارع أبحث عن عمل وتعرفت علي أحد المتسولين وقام بتشغيلي كبائع مناديل في الشوارع وأنام كل ليلة في شارع مختلف. حسن أبوطالب: يجلس علي أحد بوابات مترو الانفاق يقول لقد ظلمتني الحياة وظلمني المجتمع أنا من منشية ناصر ولا أملك من أمري شيئا نشأت في منزل مفكك وتركته لأنني زهقت من الدنيا وأنا عايش والسلام انا مش لاقي حد يسأل عن حالي أعيش هائماً أتسول الأكل والسجاير من المارة.. يا ريت الحكومة تبص علينا شوية أنا تعبان أوي. ويحكي سيد كولة 15 سنة هربت من أمي التي تزوجت من عامل بناء وكان يضربني دائماً وخرجت الي الشارع وأصبحت أعمل فيه صباحا وأنام فيه ليلاً. ويضيف زميل له يدعي أحمد منصور يبلغ من العمر 12 عاماً أبي يقوم بتسريحي كل يوم من أجل بيع المناديل ثم أعطيه كل النقود ولا يعطيني شيئاص بعد عمل أكثر من 12 ساعة وسط اشارات المرور لذلك تركت البيت وأعمل لحسابي الآن. ويشير طفل آخر يدعي اسلام محمود 13 سنة الي انه يقيم مع خالته ولا يعرف أين أهله ويتسول من مسح السيارات وقررت ترك البيت والبقاء في الشارع مع أصدقائي وحتي خالتي لم تبحث عني. ويقول محمد حسن من سكان عزبة أبوحشيش أبي كان يعمل بائعاً متجولاً وتوفي منذ عامين وتزوجت أمي من أحد أصدقائه فرفضت العيش معهم تحت سقف واحد وقررت الاعتماد علي نفسي وبحثت عن عمل ولم أجد أمامي غير التسول. ويكمل طارق محمد 13 عاما هربت من منزل أبي خوفاً منه بعد فشلي في التعليم وعملت في ورشة حدادة ولكن لم أستطع التأقلم في هذه المهنة الشاقة ولم أعد للمنزل وفي نفس الوقت لم يسأل عني أحد حتي تعرفت علي أصدقائي تعلمت منهم السرقة والتسول وبيع المناديل في اشارات المرور وعلي المقاهي. حلول جذرية الدكتور مصطفي الباز العميد الأسبق لكلية التجارة جامعة قناة السويس له رؤية شاملة للتغلب علي هذه الظواهر السلبية فيقول ان ظاهرة تسول بعض الأفراد من رجال وشباب وأطفال وسيدات بالشوارع المصرية وأمام الوحدات الحكومية والمحلية والمدارس والنوادي والمحال التجارية والكافتيريات وتقاطعات مرور السيارات بالشوارع وتحت الكباري والممرات وأمام صناديق الزبالة وهم يحملون المناديل الورقية وفوط تنظيف السيارات لتقديمها للأفراد وسائقي السيارات للحصول منهم علي النقود بطريقة صعبة تكشف عن الإنكسار المعنوي والعوز الاقتصادي الشديد للمال من أجل تحقيق الحد الأدني للحياة لهذه الفئات المتسولة الأمر الذي يعتبرها ظاهرة اجتماعية سلبية تمثل عاراً إنسانياً لكل المصريين بصفة عامة والقادرين منهم بصفة خاصة لعدم توفير حياة كريمة لهذه الفئات المتسولة والذين يرون ظاهرة التسول دون تقديم مبادرات فهم للرعاية الاقتصادية والاجتماعية لهؤلاء المتسولين في الشارع المصري ويرجع الدكتور الباز الأسباب الرئيسية والآثار السلبية الاجتماعية والاقتصادية لانتشار ظاهرة تسول الأفراد بالشوارع المصرية إلي انتشار ظاهرة السيدات الأرامل والأطفال الأيتام والمعاقين والمسنين من الرجال والسيدات والذين ليس لهم دخل ثابت أو أي مصدر رزق للحياة. وأيضاً ارتفاع نسبة الفقر الاقتصادي في المجتمع المصري والمتمثل في عدم توافر الموارد المالية والاقتصادية اللازمة لتحقيق الحد الأدني للحياة للأفراد المتسولين حيث تبلغ نسبة المصريين الذين هم تحت خط الفقر 30% من إجمالي عدد سكان مصر.