سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
انتشار واسع لظاهرة التسول فى شوارع المنيا.. عنوان المتسول" ساعدنى علشان ارجع محافظتى لأن فلوسى ضاعت" أو روشته قديمة وملابس ممزقة أوعاهة فى الجسم.. والعائد اليومى يترواح بين 40 ل 100 جنيه
انتشرت ظاهرة التسول بشكل غريب فى محافظة المنيا، لدرجة أنه أصبح وظيفة أو مهنة يستيقظ صاحبها يوميًا الساعة السابعه صباحا ويعود السابعة مساء . اتخذ العديد من أبناء بعض قرى محافظة المنيا، خاصة النساء من "التسول" حرفة لسد احتياجات منزلها، بل الأكثر من ذلك أن زيادة الدخل اليوم رفع سقف طموحات تلك النساء فى الغنى، والتطلع إلى مستقبل أفضل مما أدى إلى تزايد أعداد المتسولين بشكل خطير فى الآونة الأخيرة، خاصة القادمين من القرى. بعض هؤلاء المتسولين بدأ يتخذها مهنة للنصب على المواطنيين والحصول على أموالهم، خاصة أن من بين هؤلاء أطفال لا تتجاوز أعمارهم 12 سنة، وعندما تسألها لماذا تجيب سريعًا أساعد أسرتى على الحياة. ومن خلال تجربة عملية تظهر عمليات نصب على المواطنيين باسم التسول، خلال رحلة إلى إحدى قرى مركز أبو قرقاص تلك القرية التى تقع غرب مركز أبو قرقاص، والتى تعد أكبر القرى فى تصدير المتسولين إلى المحافظة، من السيدات والفتيات الصغيرة التقينا بعدد منهم، ورغم أنهن رفضن التصوير أو الإدلاء بأسمائهن إلا أنهن قلن أكتب فى المهنة "متسول". وتروى "ن.ط "33 سنة قصة خروجها لأول مرة للتسول قائلة "توفى زوجى وأنا فى سن صغيرة، وبعد أن رزقنا الله بطفلتين ولا أكذب كانت حالتنا المادية تصعب على الكافر، ونسكن فى حجرة واحدة فيها كل شىء الحمام والسرير، وليس لدينا تليفزيون" . وأضافت كنا نذهب إلى الجيران كى نشاهد مسلسل ذئاب الجبل، وبعد وفاة زوجى لم أجد من يساعدنى تعرفت على مجموعة من النساء اللاتى يخرجن كل يوم للتسول وسألتهن عن إماكنية مشاركتى لهن غير أنهن رفضن، وقلن لى هو انتوا مش لاقيين غيرنا تشركونا فى رزقنا فقررت الخروج بنفسى، ولم يكن أمامى إلا أن أخذ بناتى الصغار معى. وفى اليوم الأول ربنا رزقنا بمبلغ 80 جنيهًا، كنت سعيدة جدًا بالمبلغ لأن اليوم ده اشتريت اللحمة اللى أنا وأولادى ماكلنهاش منذ شهور، ومن هنا كانت البداية. وفى سياق متصل قالت "ب .ع " طفلة لم تتجاوز 11 عامًا، أن أسرتها فقيرة ورفضت دخولها المدرسة لعدم قدرتها على الإنفاق عليها، وأضافت أن أمى كانت تأخذنى معها إلى المدينة وكانت تدفعنى على الناس علشان أطلب منهم الصدقة. وكان الناس يعطونى وفى يوم مرضت أمى ولم تستطيع الخروج، فقررت أن أخرج أنا وبالفعل خرجت وتمكنت من أن أحصل على مبالغ أكثر من صحبتى لأمى ومن هنا بدأت انطلق، وقررت أن استفيد بالمبالغ الكثيرة التى أجمعها وأضافت أن الواحدة ممكن تجمع فى اليوم من 40 إلى 80 جنيهًا وفى المواسم تزيد الأرقام كثيرًا. أما "م م" 23 سنة تقول "إنها تركت منزل الزوجية بسبب أن زوجها كان يأخذ منها ما تتحصل عليه من التسول ويشرب به مخدرات، وكان يرفض أن يصرف علينا أنا وبناتى وعددهم 6 اثنتين منهن يحتجن إلى عمليات جراحية كبرى". فيما قال "ر.ج " عجوز يبلغ من العمر 65 سنة: إن وسيلة المتسولين الكبار 3 أشياء روشتة طبيب وملابس ممزقة أو شخص مصاب بعاهة فى أى عضو من جسده تلك الأشياء، هى التى تجلب تعاطف المواطنين علينا. وأكد أن التسول أصبح حرفة أو مهنة، والدليل أننا نقسمها مناطق ولا يمكن لأحد أن يتخطى منطقة الآخرين، مضيفا يتم توزيع المقاهى علينا وأصحاب الخبرة يسيطرون على المقاهى الكبرى والأماكن الراقية أما الجدد مجال عملهم فقط فى الشارع، ولا يستطيعون الاقتراب إلى تلك الأماكن، وأوضح أنه فى العصر السابق كان فيه معلم كبير يسرح الأطفال أو الكبار اليوم الوضع تغير، والظروف أجبرت ناس كثيرة للخروج ومد يدها للتسول، وأنا أطالب أن يكتب فى خانة العمل للمتسولين كلمة "متسول"، مضيفا أن جميعنا لا نذهب إلى الانتخابات ولا ندلى بأصوتنا مع العلم أن جميعنا يحمل بطاقات رقم قومى. وكانت منظمة الحياة لحقوق الإنسان قد أعدت تقرير الشهر الماضى، بعد أن أصبح التسول ظاهرة تهدد الأمن القومى، أكدت أن 63% من المتسولين من أسر قادرة وليست فقيرة لكن المكسب السريع يدفعهم إلى التسول. كشفت تلك الدراسة أن المتسولين من القادرين لا يعملون فى محافظتهم، إنما يتوجهون لمزاولة المهنة إلى محافظات أخرى، وأن اللغة فى تلك المحافظات "ساعدنى علشان أرجع محافظتى لأن محفظة النقود ضاعت"، وأوضح التقرير أن لغة التسول فى تلك الأحوال مختلفة كذلك المظهر مختلف تمامًا عن الأشخاص الذين يزاولون المهنة فى محافظاتهم، والتى تعتمد على الزى الرديئ والملابس السوداء الممزقة للسيدات. كما كشف التقرير أن ارتفاع أعداد المتسول فى المحافظات يهدد الأمن القومى، حيث إنهم فريسة سهلة للإخوان لاصطيادهم وإغرائهم بالمال لمشاركتهم فى أعمال التخريب والعنف. وطالب التقرير الرئيس السيسى بضرورة الاهتمام بتنمية الصعيد، والإسراع فى إيجاد حلول للمشاكل الاقتصادية للمواطنيين.