أكدت مصادر عربية ل " الجمهورية " أن قمة الرياض التي أنهت الخلافات بين العربية السعودية والإمارات والبحرين من جهة وقطر من جهة أخري شهدت إصراراً من الجانب السعودي والإماراتي علي عدم تدخل قطر في الشأن الداخلي المصري رغم ما أشيع عن اقتصار الأمر علي العلاقات الخليجية فقط. أضافت المصادر أن التحضير للقمة شهد جولات مكوكية للشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح للإمارات والبحرين وقطر لتقريب وجهات النظر خصوصاً أن الأزمة برمتها اشتعلت عقب ثورة 30 يونيه وانحياز قطر للإخوان بدليل أن اتفاق الرياض نوفمبر الماضي تضمن إشارة إلي الوضع المصري إلا أن إصرار قطر علي سياستها دفع الدول الثلاث إلي سحب السفراء في مارس. كشفت المصادر التي زارت الدوحة مؤخراً أن قطر راجعت سياساتها تجاه الدول الخليجية ومصر قبل أسابيع بدليل موقفها الايجابي من ملف حقوق الانسان في مصر بمؤتمر جنيف ودعم مندوبها للملف المصري وهو ما كان موضع ترحيب من المستشار إبراهيم الهنيدي وزير العدالة الانتقالية. أضافت أن هناك تعليمات وتعميمات صريحة وواضحة داخل عدة مؤسسات صحفية قطرية بعدم تناول أي خبر سواء كان إيجابياً أو سلبياً يخص مصر والإمارات مشيرة إلي تعليق تنبيه بوكالة الأنباء القطرية به عبارة.. "ممنوع منعا باتا نشر أية أخبار لها علاقة بالإمارات أو مصر ويستثني من ذلك البيانات الرسمية للدولة حولهما أو الأخبار الهامة جداً وبعد موافقة كتابية من رئيس التحرير شخصياً" وطبعاً رئيس التحرير علي صلة مباشرة بالديوان الأميري القطري ويتم عرض مثل هذه الأخبار علي أعلي مستوي في الدولة. وهناك تعليمات بعدم وصف 30 يونيو في الإعلام القطري الرسمي بأنها إنقلاب أو ثورة وإنما استخدام عبارات محايدة مثل أحداث ما بعد ووصف الرئيس عبدالفتاح السيسي بأنه رئيس الجمهورية الحالي أشارت المصادر إلي أن هذه التعليمات تم تعميمها منذ فترة علي الصحف المحلية فيما يخص الاخبار المتعلقة بدولة الامارات العربية وتمت إضافة مصر مؤخراً متوقعة أن تحذو شبكة قنوات الجزيرة نفس النهج الفترة المقبلة بشكل تدريجي خصوصاً أن سقف الانتقادات كان عاليا ومن الصعب التراجع بشكل مفاجيء. أكدت أن المواقع والصحف التي تمولها قطر أو تدعمها مالياً تشهد تضييقاً في هامش الانتقاد الذي كان يوجه للسياسات المصرية الفترة الماضية مشيرة إلي وجود خلافات بين فريقي عزمي بشارة ووائل قنديل داخل جريدة العربي الجديد حيث يفضل بشارة الاعتماد علي فريق عمله العاملين معه في مركز الدراسات بمعهد الدوحة ولا يود الاعتماد علي المصريين نتيجة عدم ولائهم له. يبدو أن هناك توجيهات بتحجيم الفريق الذي يعمل مع قنديل لقيامه بالعمل خارج إطار السياسة التحريرية للجريدة حسب وصف المصادر وإتجاهه إلي تمصير الجريدة بدلاً من كونها ذات طابع عربي مما دفع بشارة لطرد عدد كبير من المصريين العاملين بها. تؤكد المصادر أن قطر تحرص علي أن يكون أي تغير إيجابي في سياستها يظهر وكأنه بمبادرة خالصة من جانبها وليس إستجابة لمطالب أو ضغوط أي طرف فمثلا جاء قرار إبعاد بعض القيادات الاخوانية خارج البلاد بمبادرة منها بل وظهر وكأنه بمبادرة وقرار من هؤلاء المبعدين وفي الوقت نفسه لم ترد الدولة علي أي طلب مصري يتعلق بتسليم أو إبعاد أي عناصر إخوانية متوقعة أن تتغير هذه السياسة الفترة القادمة.